أغلبهم ينتظرون منذ سنوات «شهاداتهم النهائية» يعاني الطلبة المتخرجون من الجامعات الجزائرية، ككل موسم من التأخر «البيروقراطي» في منح شهادات التخرج، ولا سيما أولائك الراغبين منهم في الالتحاق بمسابقات التوظيف التي عادة ما تنطلق في شهري جويلية وأوت، مما يعني أن التأخر في تسليم «شهادات النجاح المؤقتة»، يؤدي تلقائيا إلى حرمانهم من فرص العمل المفتوحة، ويحيلهم على البطالة الإجبارية لمدة سنة قادمة على الأقل، ورغم تكرر الظاهرة منذ سنوات، فإن «الإدارة» في مختلف مستوياتها، لم تأخذ احتياطاتها الفنية والبشرية الكافية لتوفير هذه الشهادات لأصحابها في آجالها المفترضة، خاصة أن أغلب هؤلاء قد نجحوا في الامتحانات العادية، منذ مطلع الشهر الماضي، لكن إعداد «شهاداتهم» لم ينجز حتى الآن، بعد مرور أكثر من شهر على تاريخ انعقاد المداولات على مستوى المجالس البيداغوجية. وقد أفاد في هذا الصدد، العديد من الطلبة المتخرجين في اتصال مع جريدة «البلاد»، أنهم تعبوا كثيرا في رحلة» الغدو والرواح» على مصالح الشهادات بالكليات والمعاهد، لمتابعة الملف لكن من دون جدوى، والأسوأ كما قال أحدهم، هو عدم مبالاة المسؤولين بمعاناتنا، والذين لا يكلفون أنفسهم عناء الجهد الإداري المطلوب لأداء عملهم حتى نتمكن نحن من تسلم شهاداتنا المستحقة في آجالها، مثلما يوضحه الطالب» عنان.ع». وأبدى في السياق ذاته، الطالب» بشير.ح» المتخرج من كلية الآداب بجامعة الجزائر، حسرته الكبيرة، على تبدد آماله من أجل المشاركة في مسابقات التوظيف بقطاع التربية الوطنية، كونها ملاذه «شبه الوحيد» بحكم التخصص الذي درسه، لكن الفرصة أصبحت جد ضئيلة الآن، بسبب تحديد آخر أجل لدفع الملفات بيوم 25 من الشهر الحالي لدى مديريات التربية، في حين أن مصالح الكلية يضيف الطالب لم تمنحني ولو «بصيص أمل» في هذا الاتجاه، إذ ما زالت أجهل إلى اليوم مصير شهادتي التي قد تتأخر حتى الدخول الجامعي القادم، مثلما يقول. وعن الأسباب التي تكمن وراء المشكلة المزمنة، قال عدد من الطلبة المعنيين في تصريحات أدلوا بها ل«البلاد»، إنها جد تافهة في أغلب الأحيان على حد وصفهم، وكشفوا أن أعوان الإدارة أبلغوهم أحيانا بنقص «الورق الخاص» بالشهادات، وأحيانا أخرى بنقص العمال الإداريين، بالنظر إلى خروج بعضهم في عطل صيفية. في حين ذكر آخرون أن مسؤولين أشعروهم بأن كل الشهادات تقدم دفعة واحدة بعد إجراء الامتحانات الاستدراكية في نهاية شهر سبتمبر، وأضاف بعضهم ، أن المئات من «الشهادات الجاهزة» مركومة فوق مكاتب العمداء «من دون توقيع» لأسباب مجهولة، ربما تتعلق بعدم تفرغ «المدراء» لمصالح الطلبة، وفق تعليق أحد المتضررين، ممن عبروا عن «خيبة أمل» عميقة تكون قد ألمت بهم بعد فرحة التخرج. وقد استطلعت « البلاد» بهذا الشأن الوضعية بجامعات العاصمة، كعينة لتأخر منح الشهادات على المستوى الوطني، فتبين وفق مصادر موثوقة، أنه باستثناء مجموعة من خريجي نظام «أل.أم.دي» بكلية الحقوق على مستوى جامعة الجزائر (1)، لم يتسلم أي طالب شهادة تخرج إلى غاية كتابة هذه الأسطر، والوضع نفسه بجامعة الجزائر(2)، حيث تحصل قلة من خريجي علم النفس على شهاداتهم. أما البقية فهي مصطفة على طابور الانتظار، ولم تشذ جامعة الجزائر (3) عن القاعدة، إذ باستثناء بعض طلبة الإعلام، فإن الآخرين مازالوا في حالة ترقب، والاستثناء الوحيد في هذا الصدد، هو تمكين خريجي المدرسة العليا للأساتذة بالقبة، من شهاداتهم التي تسلموها منذ 04 جويلية، مباشرة بعد نهاية المداولات البيداغوجية. ونشير إلى أن مشكل منح شهادات النجاح المؤقتة في آجالها الموضوعية، أصبح أيضا قرين أزمة سحب «الشهادة النهائية»، التي ينتظر الكثير من الطلبة سنوات عديدة دون أن يظفروا بها، مما يحرمهم من المشاركة في بعض «المسابقات النوعية» أو الالتحاق بجامعات أجنبية.