عاد عبد القادر مزياني الذي يعتبره الكثيرون أحسن لاعب في تاريخ اتحاد الحراش إلى معاناته الكبيرة مع المنتخب الوطني لكرة القدم نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، حيث همش ووضع على التماس بالرغم من أنه كان من بين الأحسن في تلك الحقبة، حيث أشار «مزمز» كما يحلو للحراشيين تسميته أن السياسيين في تلك الحقبة قطعوا الطريق أمامه للتألق في المنتخب لأنه ببساطة من مدينة الحراش، وقال مزياني إنه ليس الوحيد الذي عانى من هذا التهميش لكن لاعبين كثر في مقدمتهم بن شيخ، مشيرا إلى أنه في تلك الحقبة لكل لاعب في المنتخب الوطني محب له من الطبقة السياسية في الحكومة آنذاك يضغط من أجل تواجده كأساسي. وبالعودة إلى مشواره الرياضي قال عبد القادر مزياني إنه ندم كثيرا على مغادرته اتحاد الحراش وذلك لأنه لم يلق الاحترام من قبل المشرفين على هذا الفريق الذي أصبح لا يمثل مدينة الحراش المعروفة بإنجاب العديد من اللاعبين لكنه كما قال إن السبب وراء بقائه في النادي هي والدته التي كانت تمنعه في كل مرة من تغيير الأجواء. وتحدث مزياني عن يومياته في الشهر الفضيل مؤكدا أنه ليس من هواة السهر بل يخصص الشهر كاملا للعبادة والتعبد ويقضيه بين العمل، المنزل والمسجد لأن، حسبه، رمضان في الجزائر لم يعد كما كان في السنوات الماضية. ^ كيف هي الأحوال عبد القادر مزياني؟ الحمد لله أنا في أحسن الأحوال أحمد الله على هذه الساعة. ^ الجميع يسأل عن مزياني وماذا أصبح بعد أن كان لاعبا موهوبا؟ قررت مقاطعة كرة القدم بشكل نهائي، وفضلت طريق التجارة لأن كرة القدم التي تلعب في الجزائر حاليا لا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد، وانحرفت عن الطريق السليم التي كنت أعرف بها الكرة في حقبتنا، حيث كان المستوى والاحترام وهي الأشياء التي غابت عنا في هذا الزمن. ^ كيف يقضي عبد القادر مزياني شهر رمضان الفضيل؟ لا أخفي عليك أن شهر رمضان أخصصه بالكامل للتعبد والتقرب أكثر من الله بدليل أن يومياتي بين العمل والمنزل والمسجد، كما أنني لست من هواة السهر بعد التراويح لأن شهر رمضان في الوقت الحالي في الجزائر فقد الكثير من نكهته. ^ هل مزياني من الذين يتنرفزون كثيرا ويفقدون أعصابهم في شهر رمضان؟ لا بالعكس قد أفاجئك لو قلت لك إنه في شهر رمضان أصبح أكثر رزانة من الأيام الأخرى وهو الأمر الذي بقي يحيرني. ^ ما هي الأطباق التي يعشقها «مزمز» في رمضان؟ ككل جزائري أحب طبق «شربة بالفريك»، لكن أنا من هواة التنوع ولا أحب الأطباق الثقيلة وأحب كثيرا «الكميات» كما يحلو للجزائريين تسميتها والمفارقة في رمضان أنني أتوقف عن شرب القهوة رغم أنني في الأيام العادية أتناولها كثيرا. ^ كيف كانت أيام رمضان عندما كنت لاعبا؟ كانت قاسية كثيرا، لأننا كنا نتدرب ساعات قبل الإفطار، كما كنا نلعب المباريات في وضح النهار وخلال الصيام وكنا نجد صعوبة كبيرة بعد نهاية كل لقاء في الاسترجاع خاصة مع غياب الماء وأعتبر أن اللاعبين الجزائريين في الوقت الحالي هم في نعمة كبيرة لأنهم يلعبون مبارياتهم بعد الإفطار وتحت الأضواء الكاشفة. ^ هل لك حكاية خاصة لا تزال تحتفظ بها وقعت لك خلال شهر رمضان؟ لدي حكاية أتذكرها إلى اليوم، وهي عندما كنت في فئة الأواسط ولعبنا إحدى المباريات، وعندما عدت إلى المنزل وكنت في قمة العطش وجدت عصير المشمش فشربته بكثرة وكان ساخنا وهو ما أثر علي ومرضت كثيرا ومنذ ذلك الحين وأن حساس تجاه عصير المشمش الذي لا أشربه إلى اليوم. ^ لو نعود إلى أحسن مباراة بقيت عالقة في ذاكرة مزياني؟ لعبت العديد من المباريات لكن مباراة شبيبة القبائل في الموسم 81 -82 بملعب المحمدية أمام ما يسمى آنذاك «جومبو جات» بوجود كل من فرڤاني وغيرهم من شبيبة القبائل تبقى من أهم المباريات، حيث كنا متأخرين في النتيجة في الشوط الأول وعندما عدنا إلى غرف تغيير الملابس قال لنا المدرب آنذاك بلعابد أننا خيبنا الجهور العريض الذي جاء ليشاهدنا في المباراة، وقلت له إنه مازال الشوط الثاني من المباراة وهو ما حصل فعلا عندما سجلت ثنائية بقيت عالقة في ذاكرتي وبأية طريق من بعد 30 مترا. ^ من هم المدافعون الذين كنت تجد معهم صعوبة آنذاك؟ كانت البطولة الوطنية في ذلك الوقت قوية وتعج باللاعبين الكبار خاصة في الدفاع وكلهم أقوياء على غرار باريس لكن أقول أنني في كل مرة كنت أعرف كيف أحافظ على نفسي وأتحضر جيدا لتفادي الخصوم رغم أن القوانين في تلك الحقبة لكم تكن تحمي كثيرا اللاعبين. ^ بالرغم من الأداء الذي كنت تقدمه في كل مرة لكنك لم تغادر اتحاد الحراش رغم العروض الكثيرة التي وصلتك؟ لا يخفى على الجميع أنني ابن الحراش فوالداي ولدا في الحراش وكان صعبا علي مغادرة هذا النادي لكن السبب يبقى أن والدتي في كل مرة كانت تمنعني من تغيير الأجواء وكانت تقيم الدنيا ولا تقعدها حتى لو مزحت معها بأنني سأغير الأجواء وهنا أتذكر أنني أمضيت على إجازة لموسمين في اتحاد العاصمة في نهاية مشواري وهو الأمر الذي جعل الوالدة تقاطعني ما أجبرني على تغيير قراري والبقاء في الحراش. ^ هل ندمت على البقاء في الحراش؟ أقول إنني صنعت تاريخا في اتحاد الحراش وندمت كثيرا لأنه بعد ذلك لم أجد الاحترام ورد الجميل لما قدمته بدليل أن ابني طرد من الفريق بعد وصول أشخاص ليس لهم علاقة بالحراش، وغيروا صورة النادي الذي كان معروفا عليه بالتكوين وإبراز المواهب الفتية فباتت الحراش تلعب بلاعبين من خارج المدينة. ^ لو نعود إلى حقبة تواجدك في المنتخب فرغم أن الجميع يشهد بإمكانياتك كلاعب لكنك لم تعمر كثيرا، ماهو السبب ياترى؟ الجميع قد لا يعرف أنني تواجدت في المنتخب لمدة خمس سنوات كاملة من 1979 إلى 1984 وشاركت في ألعاب البحر الأبيض المتوسط ب «سبليت» لكنني همشت ووضعت جانبا لأنني من مدينة الحراش، حيث كان أحد السياسيين يضغط على الطاقم الفني والاتحادية من أجل تهميشي، الأمر الذي أكده لي المدرب آنذاك روقوف عندما حاولت أن أسأل لماذا كان يهمشني في كل مرة فحقيقة الأمر أنني لو كنت من شبيبة القبائل أو ناد آخر للعبت بل أكثر من ذلك لكل لاعب في المنتخب في تلك الحقبة سياسي من الحومة يضغط من أجله ليكون أساسيا ولا أخفي عليك أنني توصلت إلى أن بروز بلومي في تلك الحقبة كان بفضل الطبقة السياسية التي كانت تعبد له الطريق من أجل البروز في كل مرة على حساب لاعبين كبار الذين كان لديهم نفس المشكل على غرار بن شيخ. ^ ماذا أحسست في تلك الحقبة؟ أحسست أنني لست جزائريا فعندما يضغط السياسيون في تلك الحقبة لإبعادك من المنتخب لأنك من مدينة الحراش ولأنه ليس لديك من يسندنك أو يشد ظهرك للبروز في المنتخب فلم يبق أي شيء يذكرك بوطنيت. ^ هل مازالت تلك الحقبة تحز في نفسك؟ بالتأكيد، فقد كانت لدي الإمكانيات للتواجد بقوة في المنتخب ومساعدة الوطن لكن أشخاص ليست لهم علاقة بكرة القدم أرادوا غير ذلك. ^ الجميع يتساءل لماذا لم يتألق مزياني في المباراة النهائية أمام برج منايل؟ تبقى مباراة برج منايل أحسن ذكرى لي لأنه التتويج الوحيد لي مع الأكابر وبالعودة إلى تلك المباراة أقول أنني لعبت المباراة وكنت مصابا ولم أكن في كامل لياقتي، الأمر الذي لا يعرفه كثيرون. ^ البعض يؤكد أنكم حضرتم المواجهة بطريقة فريدة قبل اللقاء؟ حقيقة في ليلة المباراة حضرنا المواجهة بحفل شعبي وذلك بعد أن رأى مدرب الفريق في تلك الحقبة رمضاني، أنه يجب عليه أن يخفف من الضغط علينا خاصة أن بعض اللاعبين لم تكن لهم الخبرة في مثل هذه المواجهات، على غرار خالد لونيسي أو مدان، فالمهم أن تلك الفكرة سمحت لنا بالتواجد في قمة التركيز يوم المباراة وفزنا باللقاء. ^ وماذا عن الحادثة التي وقعت لكم عندما احتفلتم بالكأس؟ حقيقة الأنصار لم يتحملوا أن تذهب كأس الجمهورية إلى حيدرة ولا لمقر شركة «سونارام» التي كانت تسير الاتحاد قبل أن تذهب إلى الحراش، حيث قام الأنصار برشقنا بالحجارة عندما وصلنا إلى الحراش. ^ ما هي مبارايات الداربي التي تفضلها؟ كانت كل المباريات في الداربي قوية لا سيما بوجود لاعبين كبار في كل تلك الأندية لكنني كنت أفضل المواجهات أمام المولودية التي كنت أتألق فيها. ^ من هم المدربون الذين بقوا عالقين في ذاكرتك؟ يبقى بدون تفكير بلعابد الذي كان في اتحاد الحراش وكان حافزا قويا لي من أجل البروز.