ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    بوريل: مذكرات الجنائية الدولية ملزمة ويجب أن تحترم    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    السيد ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(الجزء الأوّل). راحم يستضيف "الهداف" ويتحدث إليها بقلب مفتوح "كرمالي كان واعر معنا في المنتخب الوطني ولا أذكر أن ماجر ساعدني"
نشر في الهداف يوم 15 - 01 - 2011

"لالماس ساعدني كثيرا و قال لي يوما "محمد لقد حجزت لنفسك مكانة مع المنتخب الأول وصدق حدسه"
"من يلعب ضدّ ياحي، بلومي، ويلعب إلى جانب مزياني ومدان لا يندهش من اللعب مع ماجر"
"كنت نعشق علي بن شيخ وندمت لأني اعتزلت دون أن ألعب في مولودية الجزائر"
"لما تدربت مع المولودية وجدت ذئابا في التدريبات، خفت وتراجعت عن الإمضاء وقلت لهم" هذا العام تهبطو"
"كذبت على جواد وقلت له الحراش عطاوني زوج حتى أهرب... لكن الحقيقة أن الصفراء لم تمنحني حتى نصف ما منحني"
"يركضون مجموعات مجموعات وتلفتلي مع من أركض مع هذه المجموعة أم مع الأخرى"
"مدان وعماراش هما من جلباني من الكاليتوس إلى الحراش"
"شارف عرض علي مساعدته لكني رفضت بلباقة، وغادرت الحراش بعدما تأكدت أن عملي لن يكلل بالنجاح"
"التحقت بمجال التدريب صدفة، ودرارجة، خليلي، مونجي، سيوان وليمان أنا من اكتشفهم في النصرية"
"الحراش سقطت بسبب الحڤرة وقلة الإمكانات والتفريط في الركائز من طرف إدارة كابري"
كثيرون من الجيل الجديد الذي ولد سنوات التسعينات والألفينات لا يذكر جيدا الجناح الحراشي السابق محمد راحم، وكثيرون من الجيل ذاته والجيل القديم أيضا يتساءلون أين هو "بوبوي" الآن، وما يفعله في حياته اليومية، إن كان قد استمر في مجال التدريب الذي اقتحمه بعد نهاية مشواره الكروي، أم أنه تحوّل إلى مجال آخر بعيدا عن الجلد المنفوخ، وحتى نسلط الضوء على ماضي وحاضر راحم زرناه مؤخرا في بيته، ولقينا منه كل الترحاب والضيافة، فضلا على إجابته عن أسئلتنا بصدر رحب، وتطرقه من خلاله إلى تجاربه مع الأندية التي لعب لها، وتجربته مع المنتخب الوطني وتتويجه بالكأس القارية وهو صغير في السن، وكذلك حكايته مع "برشلونة" الإسباني وتحسره على عدم اللعب له، بالإضافة إلى مفاجآت أخرى تكتشفونها في حوارنا هذا.
= أين هو محمد راحم اليوم، لقد اختفيت كلّية عن الأنظار وصرنا لا نسمع عن أخبارك منذ أن غادرت العارضة الفنية لأواسط اتحاد الحراش؟
== بدأت الموسم في منصبي كمدرب لأواسط الحراش، وبعدها قرّرت تغيير الأجواء..."ما عجبنيش الحال"، فغادرت والتحقت على الفور بشباب الكاليتوس، الذي أشرف في الوقت الحالي على صنف الأكابر فيه.
= ما السبب الذي دفعك إلى الرحيل من الحراش، وأنت الذي حققت مشوارا جيدا في السنوات الفارطة على رأس شبانها، بل وكنت وراء بروز عدد من شبانها ممن تمت ترقيتهم إلى صنف الأكابر، وممن انضموا إلى فرق كبيرة أخرى بعد ذلك؟
== قبل عودتي إلى الحراش، لم يكن ينقصني شيء في نصر حسين داي، أين أشرفت على شبانها، وكنت وراء بروز لاعبين صاروا في صنف الأكابر الآن في صورة درارجة، خليلي، مونجي وليمان الذي التحق بالحراش، وغيرهم، حينها اتصلوا بي في الحراش وقالوا لي "أنت تعمل في النصرية وتتحدث دوما عن الصفراء، تعال واعمل براحتك وكوّن لنا شبانا يكون لهم شأن كبير في المستقبل"، لبيت نداءهم على الفور، واعتذرت لمسؤولي النصرية، وقلت لهم إن فريقي الأول يريدني، فأتيت وعملت طيلة موسمين في ظلّ إمكانات شبه منعدمة صراحة، وكوّننا تشكيلة شابة وقوية نافست على اللقب في الموسمين الماضيين، كما أن أغلبية عناصرها رقّيت إلى صنف الأكابر بعدها، والبعض منها غادر إلى فرق أخرى، لكني في نهاية المطاف فشلت وقررت تغيير الأجواء من جديد، رأيت أنني ( يتردد).
= رأيت أن مجهوداتك لن تكلل بنجاح في ظل قلة الإمكانات، أم أنك لم تتفق مع العايب حول الجانب المادي، أم ماذا بالضبط؟
== نعم، رأيت أنّ الإدارة لم تكن متحمسة للتكوين، بدليل أنها صارت تجلب عددا قياسيا من اللاعبين من الفرق الأخرى، وبعدها يقال إن التكوين صار غائبا عن الفريق، يا أخي هذه السياسة لم تساعدني وأنا الذي كنت أهدف إلى تكوين شبان يكون باستطاعتهم النجاح والبروز في صنف الأكابر.
= ربما حز في نفسك أن التشكيلة القوية التي تعبت من أجل تكوينها في موسمك الأول، لم تستغل جيدا على مستوى الأكابر، وغادر اليوم جل عناصرها إلى فرق أخرى؟
== أجل، تلك التشكيلة تعبت أنا وصديقي أحمد حرابي في تكوينها، لكن عملنا لم يستغل جيدا، فعوض منح تلك العناصر فرصتها، تسببوا في رحيلها إلى فرق أخرى، وفي الموسم الموالي أيضا نجحنا في تكوين تشكيلة أخرى قوية، رغم قلة الإمكانات إذ أن الحاج بوسنينة كان الشخص الوحيد الذي يساعد الشبان، وأنا متأكد من أن الإدارة استنجدت به آنذاك كي يقرضها الأموال للأكابر لا أكثر ولا أقل، لكن الشيء نفسه تكرر، حيث تحطم عملنا في نهاية المطاف، فقررت أن أنسحب نهائيا دون رجعة.
= هناك من ربط رحيلك برفض الإدارة منحك مهمة مساعدة شارف على مستوى الأكابر؟
== لا أساس لذلك من الصحة، شارف يوم أتى للحراش قال لي بصريح العبارة: "محمد أنت هنا، والله لا أعلم أنك هنا، أريدك أن تعمل معي"، لكني شكرته واعتذرت وقلت له إني أفضل أن أعمل في بدايتي كمدرب مع الشبان، وألاّ أحرق المراحل بسرعة، أبدأ بالشبان وبعدها يكون لي الوقت الكافي كي أعمل مع الأكابر مستقبلا، لأن مشوار المدرب شبيه بمشوار اللاعب الذي يتدرج عبر الأصناف الصغرى إلى أن يصل إلى صنف الأكابر.
= قلت أن قلّة الإمكانات في الحراش دفعك للرحيل، هل وجدت هذه الإمكانات في نادي "الكاليتوس" الذي تشرف على تدريبه؟
== الإمكانات ليست أموالا وفقط، عندما تحدثت عن قلة الإمكانات في الحراش قصدت أن الإدارة لم تشجع عملنا، ولم تحفز المدربين، ولا الشبان، فضلا عن أن ظروف الإقامة والنقل عندما كنا نتنقل خارج القواعد لمواجهة الأندية لم تكن في المستوى صراحة، الوسائل البيداغوجية التي يعمل بها المدرب لم تكن متوفرة، في الكاليتوس وجدت تلك الوسائل والإمكانات لأن الأمر يتعلق بتشكيلة الأكابر، وبالتالي "ذراع" تتوفر هذه الأمور.
= ماديا أنت مرتاح أكثر مما كنت عليه في الحراش أم الشيء نفسه في الكاليتوس؟
== لم أغيّر الأجواء بسبب الأموال، بل لأني مدرب طموح أسعى لكي أعبّد لنفسي طريقا صحيحا في هذا المجال، لكني أقرّ بأني مرتاح من هذه الناحية، والحمد لله أنا أعمل في ظروف مريحة، والإدارة وفرت الظروف لأداء موسم محترم بضمان البقاء أوّلا، وتكوين تشكيلة قوية تلعب من أجل الصعود الموسم القادم.
= هل بحوزتك "ليسانس كاف" أم لا؟
== ليست بحوزتي غير أنه من حقي الحصول عليها، في الحراش قالوا إنه رحل لأنه لا يملكها، واسألوا بوعلام لعروم الذي اتصل بي وقال لي هي جاهزة على مكتبه لأني لاعب دولي من حقي الحصول عليها مثلما تحصل عليها شريف الوزاني ولونيسي وغيرهما، قلت له لا داعي لكي أحصل عليها لأني غادرت الحراش ولا أحتاجها في "الكاليتوس"، بحوزتي الآن شهادة من الدرجة الثانية، ومستقبلا إذا ما دربت فرقا من المستوى العالي سوف أحصل عليها بطريقة عادية.
= ما الذي حفزك على اقتحام مجال التدريب بعدما توقفت عن ممارسة كرة القدم؟
== بالصدفة التحقت بهذا المجال صراحة، كان ذلك سنة 2004 عندما لعبت آخر موسم لي كلاعب بألوان وداد بن طلحة، أتذكر جيدا أني كنت مصابا ولم أتمكن من المشاركة مع رفاقي في المباريات، وفي ظل تواجد العارضة الفنية دون مدرب، وعدم الاتفاق سريعا مع المدرب خلوفي، أشرفت أنا على العارضة الفنية وحققت نتائج جيدة، وعلى ما أذكر حققت انتصارين داخل الديار وتعادلين خارجها، وبعد مجيء المدرب الجديد طلب مني اللعب، لكني رفضت بما أني كنت مصابا، فضلا عن أني كنت أدين بأموال لرئيس ذلك الفريق (دحماني الجيلالي الذي رفض راحم ذكر اسمه)، وحينها طلبت منه أن يمنحني مهمة تدريب الأواسط، فكان لي ذلك، وآنذاك وجدت حلاوة في التدريب، وفي الموسم التالي مباشرة تحصلت على شهادة مدرب من الدرجة الأولى وتزامن ذلك واتصال إدارة النصرية بي بواسطة رئيسها لحلو ومسيريها حسين بن جني وعمي العربي، ومنحوني مهمة الإشراف على تشكيلة الأواسط، ومنها كانت انطلاقتي الفعلية كمدرب للأواسط.
= مشوارك كان جيدا مع النصرية؟
== هناك تلقيت كل التسهيلات كي أنجح في التكوين، وليد درارجة مثلا قمت بترقيته من صنف الأشبال إلى الأواسط، وصار في ظرف قصير يلعب في صنف الأكبار، وأعتقد أنه لاعب موهوب قادر على تحقيق أشياء كثيرة في مشواره، كنت وراء بروز الحارس ليمان الذي يلعب حاليا في الحراش ويلعب في المنتخب الوطني الأولمبي، خليلي، سيوان ومونجي أيضا لاعبون موهوبون هم اليوم في أكابر حسين داي، وللأسف أني غادرت النصرية بعدها تلبية لنداء فريقي الأول إتحاد الحراش، وبن زكري مثلا غضب مني وصار لا يتحدث معي لأني غادرت ولم أعمل معه وزميتي على رأس أكابر الفريق، رغم أني اعتذرت له بلباقة وقلت له "شيخ الوقت سابق لأوانه كي أعمل مع الأكابر وأنا أفضل الشبان"، قلت له أيضا" لعبت في النصرية ونحبها، لكني لست أهلا في الوقت الحالي كي أشرف على أكابرها".
= اليوم من الصدف أنت تدرب الفريق الذي بدأت مداعبة الكرة فيه يوم كنت صغيرا، فهل تذكر كيف التحقت بمدرسة الكاليتوس يوم كنت صغيرا؟
== رأيت ما تفعله الصدف يا أخي، بدأت الكرة هناك واليوم أنا مدرب لأكابره، وعلى ما أذكر أني انضممت للعب في هذا الفريق يوم كان في عمري 12 سنة، كنت ألعب في الحي كسائر الأطفال الصغار في سنّي، وبعدها حملت حقيبتي لوحدي دون أي دخل من أفراد عائلتي ودون أن ألقى مساعدة من أي أحد أو وساطة من أي معارف، وهو عكس ما يحدث اليوم عندما صار الصغار يجلبون عائلتهم ومعارف أوليائهم للتوسط لدى المدربين حتى يلعبوا ويمضون لهم، المهم يومها توجهت للملعب من أجل تجريب حظي في صنف الأصاغر، كنت موهوبا جدا لكنهم رفضوني، فمرة يقال لي إني صغير جدا، ومرة قصير القامة، تركوني على الهامش أكثر من مرة، لكني لم أفقد الأمل، وكنت في كل مرة أجلب حقيبتي وألتحق بالتدريبات عندما يتعلق الأمر بتجريب الصغار، إلى أن نلت فرصتي، ولعبت هناك ثلاث سنوات فقط، قبل أن يخطفني إتحاد الحراش.
= تذكر مدربا دربك في الكاليتوس يوم كنت صغيرا؟
== نعم الطاهر شمّيل، وبالأمس فقط التقيته (الحوار أجري يوم الأربعاء)، وسألته "شيخ هل أنت راض عن العمل الذي أقوم به الآن كمدرب للكاليتوس"، فأبدى إعجابه وردّ عليّ قائلا "أنت في الطريق الصحيح"، كما أني طلبت منه أن يزودني بنصائحه ويوجهني عندما أحتاج له لأنه سبقني إلى هذا المجال.
= وكيف تم اختطافك من طرف اتحاد الحراش وأنت في تلك السن المبكرة؟
== بالصدفة كان حكيم مدان يأتي إلى الكاليتوس من أجل زيارة أحد أصدقائه فشاهدني وأنا ألعب، فقال لهم "إنه لاعب رائع وموهوب، ما الذي يفعله هنا في الكاليتوس؟" ولعلمك أني كنت في صنف الأشبال وألعب مع أكابر الكاليتوس، فطلب مني أن أنضم إلى الحراش، لكني ترددت في قبول ذلك، خوفا من الفشل لأن الأمر يتعلق بفريق عملاق وكبير، بعدها جاءني ابن حيي عماراش وألح علي كي ألتحق بالصفراء، ترددت أيضا في البداية لكنه تغلب علي هو وكويسي، وتنقلت إلى هناك وأنا متخوف من الفشل، لكن تصور ما الذي حدث بعدها.
= ماذا؟
== انضممت للحراش وأنا في صنف الأواسط، وبعدها بأيام قليلة زال خوفي، تريد أن تعرف لماذا؟ لأني اكتشفت أن مستواي أكبر بكثير من مستوى من وجدتهم هناك، صراحة ما عدا جعدي، كويسي، رحيش، عليوش، بريان، شرقي، جباري، جفال وعناصر أخرى، الآخرون مستواهم "هابط" جدّا، وجدت نفسي أنا الأفضل، فاندمجت بسهولة وفي ظرف قصير فرضت نفسي وصرت قطعة أساسية في الفريق رغم صغر سني، وبعد سبع مباريات فقط خضتها مع الأواسط، تمت ترقيتي على جناح السرعة إلى صنف الأكابر.
= من كان وراء ذلك؟
== الشيخ ابراهيم رمضاني كان يحب الشبان، شاهدني وأنا ألعب فأمر بصعودي على الفور، فلم يكتب لي أن ألعب كثيرا مع رفاقي الجدد في الأواسط، وصعدت مباشرة لألعب مع الكبير مزياني وكافة كبار الصفراء آنذاك.
= وهل تذكر أول مباراة لك؟
== نعم أمام شبيبة القبائل في ملعب المحمدية، وإن لم تخني الذاكرة فزنا بثنائية مقابل هدف وحيد، حيث دخلت في مكان بن عمار، وحظيت بشرف اللعب إلى جانب لاعبين كبار كحسان، ومزياني ومدان وضدّ من؟ ضد فرقاني الذي كان قائدا في الشبيبة في ذلك الوقت.
= كيف كان مردودك يومها؟
== خضت 25 دقيقة، وفضلت اللعب الاستعراضي حتى يتجاوب الأنصار معنا.
= وكيف كان تجاوبهم واستقبالهم لك كلاعب جديد في صفوف تشكيلتهم؟
== تجاوبهم كان رائعا واستقبالهم أورع، هم استمتعوا بما قدمته وأنا اكتشفت أجواء أخرى لم ألعب فيها من قبل، حيث كان الملعب ممتلئا عن آخره، وبدني اقشعر وأنا ألعب أمام تلك الأعداد الغفيرة، وكانت تلك المباراة بمثابة منعرج حقيقي في مشواري الكروي، لأني بعدها صرت قطعة أساسية في الصفراء، وأضيف لك شيئا.
= تفضل؟
== الأنصار لم يكتشفوني في تلك المباراة، بل اكتشفوني خلال المباريات السبع التي خضتها مع صنف الأواسط لأننا كنا دوما نلعب المباراة الافتتاحية للأكابر، وعندما تمت ترقيتي اكتشفوني أكثر في مستوى أعلى، فمرّة أعوض بن عمار ومرّة مدان، ومرّة أعاد إلى صنف الأواسط من طرف رمضاني لكني سريعا نلت ثقته نهائيا وصرت أساسيا ضمن تشكيلته.
= من كان قدوتك في تلك البداية، مدان أليس كذلك؟
== نعم تأثرت به كثيرا، لأنه لاعب كبير وموهوب، فضلا عن أنه ساعدني كثيرا وكان السبب في مجيئي للحراش، دون أن أغفل أن أؤكد أننا نملك نفس القامة، ونفس طريقة اللعب ونفس المنصب، فكلانا جناح أيسر، والدليل على ذلك أني كنت أعوضه خلال المباريات الرسمية، وأذكر أنه لما كان يلح علي للالتحاق بالحراش، لم أتخوف فقط من الضغط ومن كبر اسم الصفراء وفقط، بل أن هناك شيئا جعلني أتردد بعض الشيء، سأصارحك به حصريا ما دمت قد وعدت بالحديث إليك صراحة في هذا المقام.
= تفضل؟
== الفترة التي كنت فيها صغيرا بحي بالكاليتوس، عرفت بروز مولودية الجزائر ولاعبيها أمثال علي بن شيخ الذي كنت ولا زلت أعشق طريقة لعبه إلى يومنا هذا، فراح يراودني حلم اللعب في هذا الفريق الكبير يوما، لأني كنت أعشقه وأعشق طريقة لعب فنانيه أمثال بن شيخ، ولما أتاني مدان وأنا صغير، قلت في قرارة نفسي حتى الحراش فريق كبير، لكن انضمامي إليه قد يحول دون تحقيق حلمي باللعب في المولودية، فترددت ولم أرد عليه، إلا بعدما جاءني عماراش وضغط علي، فلعبت للحراش ولم أندم على ذلك لأني اكتشفت بأن الصفراء أيضا فريق كبير، واليوم أنا أدين لها بشيء واحد، وهو أنهاهي التي صنعت لي اسما ولا أحد بإمكانه أن ينكر ذلك.
= وهل يعلم بن شيخ أنك كنت تكنّ له كل ذلك الحبّ ومتأثر به لهذه الدرجة؟
== نعم أحييه بالمناسبة وأؤكد لك أنه على علم بذلك، أشخاص وبعد انضمامي للحراش قالوا له ذلك الفتى الصغير الذي يلعب في الصفراء كان يحبك ومولوع بك وكان يتمنى اللعب في المولودية.
= وماذا تعشق في بن شيخ؟
== أعشق طريقة لعبه، وفنياته الخارقة للعادة، كنت أجد متعة كبيرة لما أشاهده يلعب ولما أقف على طريقة مداعبته للكرة، وأتلذّذ بمراوغاته وإسقاطه اللاعبين، أو عندما يمرر الكرة بين أرجلهم، وصرت أقلده وأنا صغير، أميل إلى اللعب الاستعراضي أكثر من اللعب المباشر، إلى درجة أني صرت لما أمشي في الشارع رفقة والدتي ألجأ إلى أي شيء أجده أمامي سواء قارورة أو علبة كي أداعبها وأمرر الكرة ما بين قدميه، نحب "les petits ponts" يا أخي، ولذلك كنت مولوعا ب"عليلو" كثيرا، فضلا عن أني كنت أحب المولودية أيضا.
= لأول مرة تدلي بأنك تحب المولودية كثيرا...
== أحب من أحبّ وكره من كره، نحب الحراش لأني بفضلها صنعت لنفسي اسما يحترمه الناس إلى يومنا هذا، وقلتها لك منذ قليل لا زلت أدين لها بذلك إلى يومنا هذا، ونحب مولودية الجزائر أيضا لأنها فريق كبير وعملاق وأي لاعب يحلم بتقمص ألوانها.
= لكن لماذا لم تلعب ولا يوما في المولودية، وأنت الذي أمضيت لها على ما أذكر مرتين قبل أن تتراجع في آخر لحظة؟
== هذا السؤال طرحه عليّ أحد مناصري مولودية الجزائر يوما، حيث قال لي بصريح العبارة: "محمد أنت تحبنا لكنك ترفض اللعب لنا لماذا؟"، قلت له أفضل أن أحتفظ بحب المولودية في قلبي، لأني أخافكم وأخاف "خلاطكم"، وكما ذكرت في سؤالك صحيح أمضيت في المولودية إن لم تخني الذاكرة ثلاث مرات وتراجعت بعدها، في وقت ظريف وبعده جواد، بسبب الخوف.
= خوف من الجمهور وضغطه؟
== لا، ليس الخوف من الجمهور، لأن الذي يلعب في ظل الضغط الذي يفرضه الأنصار في الحراش، لا يخاف أي ضغط في العالم، وبالنسبة لي من يلعب في الحراش ومولودية الجزائر وشباب قسنطينة بإمكانه أن يلعب في أي فريق، لأن ضغط أنصارهم الأوفياء إيجابي ومحفز أكثر مما هو سلبي، وهنا أتوقف لكي أؤكد لك أن أنصار الصفراء والمولودية والسنافر هم أفضل أنصار في الجزائر، وأعود للنقطة التي توقفت عندها كي أوضح لك بأني تخوّفت من المشاكل و"الخلاط" الذي لا ينتهي في المولودية، واسمح لي كي أسرد لك حكاية جرت لي يوم كنت على وشك اللعب للمولودية سنة 1999.
= تفضل؟
== قلتها للاعبين وجها لوجه، ولا حرج إن سردتها مجددا عبر صفحات الجرائد اليوم، التحقت بالمولودية بعدما أقنعني جواد بعرضه المالي من جهة، والأهداف التي سطرها مع المدرب البلجيكي رونكان من جهة ثانية، وخلال الحصص التدريبية الأولى التي شاركت فيها شاهدت أشياء لم تعجبني وزرعت الخوف في قلبي، تصوّر أن اللاعبين لا يركضون سويا في مجموعة واحدة فوق الميدان، أو على الأقل يا أخي في مجموعتين، بل في عشرات المجموعات، كل مجموعة تضم أربعة لاعبين، وكل مجموعة يتحدّث أفرادها أثناء الركض فيما بينهم، وكل مجموعة متماسكة فيما بينها ولا تتحدّث كثيرا مع المجموعة الأخرى، أتذكر أن الفريق كان يضم بعض أصدقائي ممن تربينا وكبرنا سويا، في صورة لونيسي ولعزيزي، ولاعبين آخرين كقاسي السعيد، عزيزان، وحيد، دوب وفكيد، بن زرقة، جندر وغيرهم، كانوا يركضون مجموعات مجموعات، لم يعجبني الأمر، خفت وتراجعت، وغادرت التدريبات وودّعتهم قائلا: "وداعا لا يمكنني أن ألعب في المولودية وهذا العام تهبطو" إلى القسم الثاني، فضحكوا وردّوا علي: "لا يمكنك الرحيل لأنك أمضيت رسميا معنا"، فقلت بدوري "الملف الذي منحته لجواد لم يكن كاملا وينقصه الإمضاء" وغادرت رغم أني كنت على موعد بعد الحصة التدريبية مع جواد كي أمضي وأحصل على أموالي كاملة عدا ونقدا.
= لماذا خفت وكل تلك الأسماء الكبيرة موجودة، فضلا عن تواجد مدرب بلجيكي كبير اسمه رونكان على رأس الفريق؟
== رونكان صديقي أعرفه قبل ذلك، قال لي "سنؤدي موسما كبيرا" وهو الآخر صارحته وقلت له "لن تفعل شيئا في ظل التكتلات التي أشاهدها".... (يضحك) كان فريق الذئاب بأتمّ معنى الكلمة، أتمنى ألا يغضب مني الرفقاء، هم أصدقائي حقا وأكثر من حبابي لكنهم ذئاب... لونيسي يجري رفقة قاسي السعيد أركض مع مجموعتهما قليلا، وأنضم إلى مجموعة وحيد لكي أركض معها هي الأخرى، وبعدها ألتحق بمجموعة لعزيزي، بن علي و"كبسولة" (يقصد دوب)، وأركض معها هي الأخرى، بعدها ألتفت للجهة الأخرى وأنضم إلى مجموعة فكيد وعزيزان والآخرين، بعدها وقفت في الوسط وقلت لصديقي لعزيزي" طارق مع من أركض مع هذه المجموعة، أم مع الأخرى، أم مع تلك التي تتأهب للوصول إلينا، أو هذه التي تتأهب للقيام بدورة أخرى أم أواصل لوحدي؟ "فراح يضحك علي ويقول لي"أنت تبحث عن عقوبة أخرى بعد عشر سنوات" لأني عوقبت سنة 1990 لمدة ستة أشهر بسبب إمضائي عقدين وإجازتين مع الحراش والمولودية في موسم واحد، فكشفت له أني لم أمض بعد، وأني سوف أعيد "الشيك" إلى عمي محمد جواد وأعتذر له، وحينها اتخذت قرار العودة إلى فريقي اتحاد الحراش الذي غادرته ألمع نجومه، وكان يتأهب للعب بتشكيلة شابة تضم بلاط، قسوم، عبدوني وآخرين، فقلت لرفاقي في المولودية "غدا سأكون رفقة أصدقائي الفقراء في الحراش أين أجد السعادة رغم قلة الإمكانات" فرفعت شعار "الفقر والسعادة في الحراش" ولا "الغنى والمشاكل في المولودية" وعدت إلى الديار دون أن أحقق حلم اللعب في المولودية.
= ما كان ردّ جواد عندما أعدت له "الشيك" واعتذرت له عن الإمضاء؟
== قلت له الحراش كلها تريد بقائي، واضطررت إلى الكذب عليه عندما قلت له إن الإدارة منحتني محلين تجاريين، إلى غيرها من الأكاذيب التي لجأت إليها حتى أنفذ بجلدي.
= وماذا منحتك الحراش حتى عدت؟
== نصف ما منحه لي جواد لم يمنحه لي الرئيس أحمد كابري، عدت "نيف ورجلة" واخترت الفقر الذي عشناه لأنه كان مرفوقا بالسعادة والأيام الحلوة، على غنى المولودية والمشاكل التي كنت سأعيشها، والوقت أعطاني الحق لأن الجميع يدرك ما الذي عاشته المولودية من مشاكل في ذلك الموسم، وما حدث للاعبين كبارا من طينة لونيسي، عزيزان وقاسي السعيد وغيرهم ممن كانوا نجوما في فرقهم وذهبوا ضحية المشاكل والانشقاقات والتكتلات في المولودية.
= عزيزان صرح مؤخرا ل"الهداف" أنه وجد شيئا غريبا في حقيبته، عبارة عن "حروز"؟ ما رأيك؟
== أمور كهذه لا أخاف منها، لأني لا أؤمن "بالخرطي" بل أؤمن "بربي سبحانو" المشكل أني كنت متخوفا من التكتلات والانقسامات داخل المجموعة، وخفت أن يتأثر الفريق بذلك ويسقط إلى القسم الثاني، وحتى على المستوى الإداري رأيت أمورا جعلتني أتردد في الانضمام، وصل بي الأمر إلى حد التفاوض مع أربعة أشخاص كل واحد منهم يقول أنا الحاكم، مرة وعندما غادرت التدريبات في المولودية التحق بي عشرات الأشخاص، ومنحوني بطاقات شخصية بهم، وكل منهم يطلب مني الاتصال به إن أنا احتجت شيئا، وصدقني أن مغادرتي للملعب استغرقت ساعة كاملة، واحد من هنا يقول لي حقيبتك جاهزة، والآخر لن ينقصك شيئا عندنا، أمر شرفني وأسعدني تأكدت من خلاله أن المولودية "دولة" وفريق كبير، لكني صراحة خفت وترددت في الإمضاء بسبب ما شاهدته خلال التدريبات...الأمور كانت توحي بأن العميد مهدد بالانفجار في تلك السنة، وهذا ما حدث في نهاية المطاف.
= كن صريحا معنا، هل ندمت لعدم اللعب في العميد؟
== نعم ندمت وتحسّرت لأني اليوم أنهيت مشواري الكروي دون أن ألعب لأكبر فريق جزائري، ومع ذلك لا زلت أعشق المولودية وأحبها مثلما أحب فريقي العزيز اتحاد الحراش.
= لو يعد بك الزمن إلى الخلف، هل ستمضي للعميد؟
== نعم سأمضي، وأتجاهل كل تلك المشاكل والانشقاقات، أغمض عيناي، وألعب وأحقق حلمي لأن المولودية فريق كبير يتشرف أي لاعب بتقمص ألوانه.
= قلت للاعبيها يومها بأنهم سيسقطون وفي نهاية المطاف، نجت المولودية والصفراء هي التي سقطت إلى القسم الثاني..
== نجوا من السقوط ب "شعرة" لكنهم في الموسم الموالي سقطوا والتحقوا بنا في القسم الثاني، ثم إن الحراش لما سقطت كانت تضم تشكيلة شابة لا إمكانات لها ولا هم يحزنون، كما أني في ذلك الموسم لم ألعب سوى 15 مباراة سجلت فيها 10 أهداف، فضلا عن المشاكل التي عشناها، وما تردد حول ضلوع بوعبد الله في سقوط الحراش، لكني لم أكن أؤمن بتلك الأمور لأن انعدام الإمكانات كان وراء سقوطنا، فاللاعبون كانوا كلهم يدينون لإدارة أحمد كابري بأموال، وإلى يومنا هذا لا زال لاعبون يدينون ب30 و40 مليون لتلك الإدارة.
= ألا ترى أن الرابطة هي التي تسببت في سقوط الصفراء في ذلك الموسم، يوم عوقب ملعب المحمدية وأجبرتم على مواجهة اتحاد البليدة في ملعب حجوط البعيدة عن مدينة الورود بقليل من الكيلومترات فقط؟
== نعم، الفوز يومها كان سيضمن بقاءنا بنسبة كبيرة، على أن نحصد نقطة واحدة في لقاءي سطيف أو بلوزداد، للأسف عاقبوا ملعبنا وأجبرونا على اللعب في حجوط، خسرنا وسقطنا، وكان لقرار الرابطة دوره في ذلك، لكني أؤكد مرة أخرى، أن الإدارة لم توفر لنا الإمكانات اللازمة كي نضمن بقاءنا في ذلك الموسم، وساهمت في سقوطنا بذلك من جهة وبقبولها اللعب في حجوط، حيث كان عليها أن ترفض ذلك وتدافع عن حقوق ناديها، لأن اللعب بعيدا عن ملعبنا ب 50 كلم، لا يجبرنا على اللعب في حجوط القريبة عن مدينة البليدة، ومع ذلك أؤكد أن الحراش "تحڤرت" كي تسقط، ودفعت في آن واحد ثمن التخلي عن العديد من ركائز الفريق قبيل انطلاق الموسم كولد ماطة الذي انضم إلى شباب بلوزداد، ولونيسي الذي غادر نحو المولودية هو وعزيزان، فكيد وغيرهم مثلا.
= هل تذكر أول أهدافك مع الحراش؟
== على ما أذكر كان ذلك في مرمى مولودية قسنطينة، لكني نسيت حارس مرمى الفريق يومها.
= 3 سنوات في الكاليتوس وبعدها التحقت بالحراش، 7 مباريات مع صنف الأواسط وبعدها رقيت إلى صنف الأكابر، فكم استغرق وصولك إلى المنتخب الوطني؟
== كنت لاعبا في صفوف المنتخب الوطني في كل الأصناف، سواء الأشبال أو الأواسط، ولم أنضم إلى تشكيلة الأكابر سوى سنة 1989 في عهد المدرب عبد الحميد كرمالي الذي وجه لي الدعوة بعدما تألقت في صفوف اتحاد الحراش، وبعدما برزت مع منتخب الآمال رغم أني كنت في صنف الأواسط، حيث نلت معه لقب الكأس المغاربية، وهي الكأس التي تمّ إختياري فيها كأحسن لاعب تحت إشراف المدرب لالماس الذي وبالمناسبة أتمنى له الشفاء العاجل لأني سمعت مؤخرا بأنه مريض، كنت آنذاك أنا وبن علي الوحيدين من تشكيلة الأواسط، ومع ذلك رقينا إلى صنف الآمال ولعبنا مع تلمساني، تريباش (الكبير) بوجلطي وآخرين. الدورة احتضنتها موريتانيا على مدار 18 يوما، ويومها قال لي الشيخ "لالماس" ربي يحفظو" محمد لقد حجزت لنفسك تذكرة على المباشر نحو المنتخب الأول بعد تألقك هذا"، وهذا تحقق فعلا بعد عودتنا حيث استدعاني كرمالي إلى صنف الأكابر مباشرة.
= هل كان للاماس فضل في وصولك إلى المنتخب الأول؟
== نعم، لالماس ساعدني كثيرا، كما أني استفدت من العمل تحت إشرافه وإلى يومنا هذا أذكره بالخير وأذكر فضله الكبير علي، وأستغل الفرصة كي أتمنى له الشفاء العاجل، ولو أني تمنيت مشاهدته لأنه يجلس كثيرا في الحراش عند لاعبنا القديم نصر الدين سالمي، وكلما أحلّ بالحراش يقال لي "في هذه الحظة كان هنا لالماس وغادر"، وبالتالي فالفرصة لم تتح لي كي ألاقيه، لكني سأعمل المستحيل كي أزوره في الأيام القليلة القادمة لأني أحبه وأحترمه كثيرا.
= يوم بلغك خبر تلقيك دعوة "الخضر" كيف كان شعورك؟
== فرحت كثيرا لأن اللعب في المنتخب خلال تلك الحقبة لم يكن بالأمر السهل، في ظل تواجد لاعبين كبارا أنجبتهم الكرة الجزائرية، كما أن اللعب تحت إشراف كرمالي، وكسب وده وثقته لم يكن بالأمر الهين أيضا على أي شاب، الحمد لله نجحت في إقناعه وحجزت لنفسي مكانة ضمن المنتخب وأنا صغير السن.
= وكلّل ذلك النجاح باستدعائك للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا ونلت بعدها لقبا غاليا مع المنتخب، هو الأول والأخير للجزائر في نهائيات كأس إفريقيا؟
== استدعائي لم يفاجئني لأني كنت قد حجزت البطاقة بتألقي من قبل، ولو أني عانيت بعض الشيء في بدايتي من معاملة كرمالي الذي كان متشددا معنا.
= كيف ذلك؟
== نحن الشبان كنا نخاف معاملته كثيرا، إلى درجة أننا صرنا نغيّر الطريق عندما نلاقيه وجها لوجه، صدقني كان عندما يجدنا نضحك يعاتبنا بالقول" تعرفو غير تضحكو"، أو عندما يرانا نركض بالقول" تعرفو غير تجريو" إلى غير ذلك من الملاحظات التي جعلتني أتأكد أن عقليته خاصة وأنه مشتدّد بعض الشيء.
= ذكرياتك معه حسنة أم سيئة؟
== لا ذكريات لي معه، لا سيئة ولا حسنة، في البداية وجدت صعوبات معه، وبعدها في كأس إفريقيا الثانية ب"زيغنشور" صرت لاعبا قديما "درت القرون" كما يقال ولم أعد أخافه ولا أعير تصرفاته أي اهتمام.
= دعنا من كرمالي، ما كان شعورك وأنت تلعب مع ماجر مثلا، وأنت الذي ربما كنت من قبل تشاهده عبر الشاشة الصغيرة في "بورتو" مثلا؟
== سعدت حقا للعب إلى جانبه لأنه كان لاعبا كبيرا ونجما بأتمّ معنى الكلمة، لكني لم أندهش كثيرا، واعتبرت الأمر عاد جدّا، لأني قبل أن ألعب معه، لعبت مع وضدّ لاعبين كبارا أيضا.
= مثل من؟
== في البطولة الوطنية لعبت ضدّ لاعب كبير من طينة لخضر بلومي، وهل بلومي بالشيء القليل؟ لعبت ضد حسين ياحي، وهل ياحي بالشيء القليل؟ قاسي السعيد هو الآخر واجهته، لعبت إلى جانب لاعب كبير في الحراش مثل عبد القادر مزياني، وهل "مزمز" بالشيء القليل؟ لعبت مع حكيم مدان، بن عمار، باية، الجزار، إفتسان.. هؤلاء جميعا لعبت ضدهم ومعهم وأنا صغير السن، الأمر جعلني أتخلص من أي عقدة أو أي خوف قد ينتابني عندما ألاقي نجما، أكرّر اعترافي أن ماجر كان كبيرا لكني ولدى دخولي المجموعة لم أندهش لأن الذي يحتك بالأسماء التي حدثتك عنها، والذي يعرف يلعب "بالون" لا يندهش ويندمج في أي مجموعة مهما كانت الأسماء الكبيرة التي تضمها.
= هل لقيت المساعدة في المنتخب لدى التحاقك ومن طرف من لقيتها إن وجدت؟
== لن أنسى المساعدات التي تلقيتها من جمال عماني الذي أحييه بالمناسبة، جمال مناد، عبد الحكيم سرار الذي صار يدعى الآن "حكوم" وصار رئيسا للوفاق، فضيل مغارية، هؤلاء كلهم احتضنوني وأنا صغير، رحبوا بي وساعدوني كثيرا في بدايتي مع المنتخب (نقاطعه).
= هل ساعدك ماجر مثلا؟
== لا، لأنه لم يكن قريبا منا نحن الشبان في المنتخب، حيث كان يأتي أحيانا للتربصات وأحيانا أخرى لا يأتي بسبب ارتباطاته مع فريقه في أوروبا.
= نفهم أنه كان متكبرا عليكم بعض الشيء؟
== صراحة لا، لم يكن متكبرا، بل لاعبا "جابد روحو" قليلا فقط، والدليل على أنه لم يكن متكبرا هو أنه كان يجلب معه الهدايا والحلويات لكل المجموعة في كل مرة يأتي فيها من أوروبا، وأعترف أنه من حين لآخر كان يزورنا ولو لفترة قصيرة في الغرفة للحديث معنا، قبل أن يغادر ويلزم غرفته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.