تفاقمت بشكل لافت للنظر ظاهرة سرقة الأحذية في العديد من المساجد في ولاية الشلف وبالتحديد عاصمة الولاية، وتستهدف العصابات التي تمتهن سرقة النعال الرياضية ومختلف الأحذية في رمضان عندما تكون هذه الأحذية جديدة، الأمر الذي جعل كثيرين إلى الاهتداء في ابتكار طرق حديثة لتفويت الفرص على ممتهني الظاهرة. وتضاعفت هواجس سرقة الأحذية لدى كثير من مرتادي بيوت الله خصوصا في شهر رمضان لأداء شعيرة القيام، إذ يفاجأ البعض عند خروجه من المسجد باختفاء حذائه، وبالذات إذا كان جديداً، وتتسع هذه الظاهرة في شهر رمضان، إذ تكثر سرقة الأحذية كونها في الغالب الأعم جديدة. الظاهرة تورد الكثير من القصص الغريبة، فالشاب «ه. محمد»، تعرض إلى موقف محرج ليلة أول أيام رمضان هذه السنة، إذ إنه كان يصلي في المسجد القريب من حي أولاد محمد بعاصمة الولاية وبعد خروجه لم يجد حذاءه فما كان من أحد أقربائه إلا أن أعاره حذاءه، باعتباره كان على متن سيارته وعلى الرغم من اختلاف المقاس إلا أنه أنقذه من بهدلة الشارع. ومن الحيل الطريفة التي يلجأ إليها بعض للحيلولة دون سرقة أحذيتهم ما ذكره «شريف. س« مواطن يقيم بحي السلام جنوب مدينة الشلف أنه يحرص في كل مرة يضع فيها حذاءه عند باب المسجد أن يفرق بينهما، فيضع واحدة في جهة والأخرى في الجهة المقابلة وخاصة إذا كان الحذاء جديداً. أما «عامر. ع« موظف في اتصالات الجزائر، فيخصص حذاء للمسجد يكون من النوع الرخيص ويجعله في سيارته وفي كل مرة يذهب بها للصلاة يقوم بتبديله. بينما يذهب «توفيق. ب« إلى أبعد من ذلك، إذ يقوم بأخذ كيس بلاستيكي معه في كل مرة يصلي فيها في المسجد، ثم يقوم بوضع حذائه داخل الكيس ويضعه بجواره، خاصة إذا كان يصلي داخل المسجد. ومن الحلول التي ربما تحد من هذه الظاهرة اقترح العديد من أئمة مدينة الشلف، أن تكون هناك صناديق في المساجد لها مفتاح خاص وبرسوم محددة تدفع شهريا لمن يرغب في حفظ حذائه، ويستفاد من عائد تأجير هذه الصناديق في أعمال صيانة المسجد. ويتفق معه بعض أعضاء اللجان الدينية الذين يذكرون أنهم وجدوا ذلك مطبقاً في بعض مساجد دول عربية، فقد وجد شخصاً وظيفته حراسة الأحذية مقابل مبالغ رمزية وخاصة أثناء صلاتي الجمعة والقيام للحيلولة دون انقضاض اللصوص على أحذية المصلين. وبرأي العديد من الأئمة، فإن هذه الظاهرة تعتبر من بين الظواهر الاجتماعية السلبية التي لا يمكن إنكار وجودها وتفشيها بأشكال وصور مختلفة، وهي ظاهرة تنبئ عن بعض مظاهر الانحراف السلوكي عند بعض الأفراد الذين احترفوها ويمارسونها دون خجل وبلا وازع ديني. ولفت أحدهم إلى أن الظاهرة خطيرة جدا وتفاقمت بشكل لافت في الشهور الأخيرة، ما يجعل عباد الله يفقدون تركيزهم في ظل وجود عصابات هدفها إيذاء الآخرين وإلحاق الضرر بهم، بل إن الأمر وصل إلى حد السطو على المساجد لسرقة محتوياتها، وهي حالات لا تتواءم على الإطلاق مع مبادئ الإسلام الحنيف.