انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة غريبة عن المجتمع البجاوي ومثيرة للدهشة، تخص سرقة الاحذية من المساجد أثناء الصلاة، مما يثير مخاوف المصلين ويقلل من التركيز والخشوع، رغم أن المسجد يحتل مكانة عظيمة لدى كل مسلم، باعتباره روضة من رياض الإيمان ومكانا مباركا تزينه الملائكة ويتعاظم أجر المصلي فيه. .. وقد اشتكى المصلون ل"المساء" من تفشي هذه الظاهرة أيام الجمعة، حيث يستهدف اللصوص الذين يغتنمون فرصة توافد اعداد كبيرة من المواطنين للمسجد لأداء صلاة الجمعة، الاحذية ذات الاثمان المرتفعة حتى يتمكنوا من بيعها بسهولة، وخلال دردشتنا مع عدد من المصلين ببعض مساجد بجاية، تحدث هؤلاء عن تهاون بعض يستبعدون تجول اللصوص به، فيتركون الاحذية خارج المصلى، مما يسهل حسبهم قيام أي سارق بالاستيلاء عليه دون أن يلفت انتباه احد، خاصة أثناء تأدية الصلاة الجمعة. وجهة الأحذية المسروقة تكون عادة أسواق القدس أو سوق الإثنين والخميس، حيث تعرض هناك مثل هذه السلع المستعملة بعد غسلها ووضع الطلاء عليها حتى لا يتمكن اصحابها من التعرف عليها عند قيامهم بجولة في الاسواق بحثا عن مسروقاتهم، كما أن العديد من المواطنين فقدوا احذيتهم بالمساجد بسبب تشابهها مع احذية اخرى ولبسها مواطنون عن طريق الخطأ، وتسوق الاحذية المسروقة بأسعار معقولة مقارنة بأثمانها الحقيقة، مما يحفز رواد الاسواق على اقتنائها. سرقة الاحذية لم تقتصر على الرجال فقط، بل طالت احذية النساء اللواتي يترددن على المساجد لأداء صلاة الجمعة في الاماكن المخصصة لهن، فكم من سيدة قصدت المسجد وعادت الى منزلها حافية القدمين.. وتعد احذية النساء الاكثر ترويجا وبيعا، إلا أن العديد من النسوة يفضلن الحضور للمساجد بأحذية قديمة أو التي لا يرغب فيها اللصوص. واعتبر عدد من الائمة والمختصين الذين تحدثنا إليهم، أن الاسباب التي ادت الى انتشار هذه المظاهر السلبية بالمساجد، تكمن أساسا في ضعف الوازع الديني رغم أن الاحاديث النبوية تنهى عن ذلك، الى جانب سوء الاخلاق اضافة الى عدم تشديد العقوبة عند ضبط لصوص المساجد، حيث العقوبة القانونية غير مشددة فسارق المسجد مثل سارق الحانة، إذ أن عدم وجود عقوبة قاسية كان دافعا لبروز محترفين جدد مختصين في سرقة الاحذية من المساجد وبيعها في الاسواق، خاصة أن قضايا سرقة الاحذية من داخل المساجد غالبا ما يغيب عنها الضحايا لتفادي الإحراج داخل قاعة المحكمة، وهو الغياب الذي يخفف الحكم عن السارق، كما أنه غالبا ما تغيب الادلة عن سارقي المساجد ويصعب اثباتها... ويبقى على الائمة تكثيف دروس الوعظ والارشاد وتوجيه الشباب لوقاية المساجد من أخطار السرقة، وعلى الاولياء توجيه أبنائهم، إلا أن أغلب هذه العمليات ينفذها منحرفون في الاخلاق متمردون عن آبائهم وذويهم.