حذرت روسيا أمس، من «مأساة» بمدينة حلب السورية التي يدور فيها قتال عنيف بين الجيشين النظامي والحر. لكنها أبدت تفهما للهجوم الذي بدأته قوات الأسد على المدينة رغم التحذيرات الغربية والدولية من احتمال حدوث مذابح، وأعلنت لاحقا رفضها تفتيش سفنها المتجهة لسوريا. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف بمؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الياباني بمنتجع سوتشي جنوبي روسيا إن بلاده تحاول إقناع حكومة الأسد بأن تبادر باتخاذ خطوات، مضيفا أن من غير الواقعي أن تقبل الحكومة السورية وضعا تسيطر فيه المعارضة على مدن مثل حلب. وتساءل الوزير الروسي: كيف يمكن للحكومة السورية في مثل هذا الوضع أن تظل مكتوفة اليدين، وقال بنبرة متهكمة «كيف يمكن توقّع أن تستقيل الحكومة السورية في وضع كهذا مسؤولياتها وتقول أخطأت.. تعالوا أطيحوا بي.. تعالوا أسقطوا النظام». وتابع وزير الخارجية الروسي أن «كل هذا غير واقعي.. ليس لأن روسيا تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.. وإنما لأن هذا الأمر لا يكون بهذه الصورة». وتحدث لافروف عن تجاوزات يرتكبها النظام والمعارضة على حد سواء، ودعا إلى الضغط على الطرفين لوقف نزيف الدماء. واتهم الوزير الدول الغربية ودولا جارة لسوريا بدعم وتشجيع وحتى قيادة المقاومة المسلحة التي تقوم بها المعارضة. من ناحية أخرى، تزامنت تصريحات لافروف تقريبا مع بدء الجيش السوري هجوما مضادا في محاولة لاستعادة الأحياء التي سيطر عليها الجيش الحر بحلب. وفي وقت لاحق، قالت الخارجية الروسية إن موسكو لن تسمح للدول الأوروبية بتفتيش سفنها المبحرة إلى سوريا. وكانت دول الاتحاد الأوروبي قررت في وقت سابق إخضاع كل السفن التي تعبر مياهها في طريقها إلى سوريا للتفتيش، وذلك بمقتضى العقوبات التي فرضتها على دمشق.