دعا المجلس الوطني السوري المعارض حلفاءه في الخارج لتزويد الجيش الحر بالأسلحة الثقيلة، وهي أسلحة تقول المعارضة إن نظام بشار الأسد زج بها بقوة في معركة حلب. وقال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا في مؤتمر صحفي في أبو ظبي «نريد سلاحا نستطيع به إيقاف الدبابات والطائرات لأن ذلك هو الدعم النوعي الذي يحتاجه الجيش الحر». وأوضح سيدا -الذي انتخب رئيسا للمجلس الوطني الشهر الماضي- أن إمدادات الأسلحة ستجعل السوريين قادرين على الدفاع عن أنفسهم في مواجهة «آلة القتل» التي يملكها الأسد. وحذر المجلس في «نداء عاجل» المجتمع الدولي «من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة، داعيا مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لبحث الوضع في حلب ودمشق وحمص و«اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية». كما دعا لفرض حظر على تحليق طيران النظام، وإقامة «مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح» وتحدث عن «اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة». وفي الأثناء، وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الوضع في سوريا بأنه يرقى إلى جرائم حرب سيتعرض مرتكبوها لمساءلة دولية. ونسبت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية للعربي قوله إن «ما يحدث في سوريا وخاصة في مدينة حلب يرقى إلى جرائم حرب». ووفق الوكالة فإن العربي حذر من أن مرتكبي هذه الجرائم «سوف يتعرضون لمساءلة دولية». وفي تطور آخر، عرض الجيش السوري الحر في الداخل «مشروع إنقاذ وطني» للمرحلة الانتقالية ينص على إنشاء مجلس أعلى للدفاع يتولى تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط بشار الأسد. وعرضت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في بيان صدر أمس، ما أسمته «مشروع إنقاذ وطني يلبي كامل متطلبات الثورة» وينص على إنشاء «المجلس الأعلى للدفاع» الذي ستكون «أولى مهامه تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات مدنية وعسكرية لإدارة الدولة في المرحلة الانتقالية». وأوضح البيان أن المجلس العسكري سيضم «كل قادة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات السورية وكبار الضباط المنشقين والضباط المساهمين في الثورة». من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ستطلب عقد اجتماع وزاري طارئ لبحث تصاعد الأزمة السورية المدانة من قبل القوى الغربية التي قالت إن السلطات السورية فقدت شرعيتها. وقال فابيوس في تصريحات إذاعية إن فرنسا -التي ستتولى اعتبارا من الغد الرئاسة الدورية لمجلس الأمن- ترغب في عقد جلسة طارئة جديدة للمجلس نهاية الأسبوع الجاري على مستوى وزراء الخارجية، في محاولة لوقف ما وصفها بالمجازر والإعداد لعملية انتقال سياسي في البلاد. وأعرب عن قلقه من وقوع مجزرة في حلب، وقال إنها «محنة يعيشها الشعب السوري، والجلاد يدعى بشار الأسد»، وأكد أنه لم يعد بمقدور أحد أن يقول إن الأمر يتعلق «بشأن داخلي لسوريا».