نزيف حاد للمختصين في مراكز الأرشيف بسطيف كشفت مصادر على اطلاع أن 60 بالمائة ممن يتم توظيفهم على رأس المراكز الأرشيفية بولاية سطيف يطلقون العمل فيها في أوقات وجيزة وغالبا ما لا تتعدى فترة عملهم السنة الواحدة . العمال يفضلون الانتقال إلى المكتبات الجامعية بسبب الوضعية الكارثية للأرشيف وانعدام ظروف العمل الصحية والآمنة وعدم اهتمام الوصاية بها وكان مجلس قضاء سطيف آخر ضحايا هروب المتخصصين زيادة على مركز أرشيف بلدية عاصمة الولاية ولم تنفع التعليمات الواردة من مركز الأرشيف الوطني والتي تشدد على الأهمية القصوى التي تلعبها تلك المراكز في الحفاظ على ذاكرة الأمة. المصادر ذاتها قالت إن المراكز الأرشيفية على مختلف مستوياتها بولاية سطيف مازالت تعاني الأمرين بسبب الإهمال وانعدام قواعد الحفظ المشروطة زيادة على عدم وجود متخصصين قيمين على الوثائق والأرشيف بسبب اقتصار معاهد التخصص عبر الوطن على ثلاثة معاهد بكل من قسنطينةالجزائر ووهران، حتى وإن كانت هناك دفعات سبق وأن تخرجت وحظيت بمناصب عمل عبر الإدارة المحلية بالولاية ألا أن هؤلاء يشكون إهمال الوصاية لاسيما المسؤولون بالمراكز الأرشيفية بحيث يقر هؤلاء بأن مكاتب ومراكز الأرشيف تبقى في ذيل ترتيب أولويات بعض المسؤولين. زد على ذلك انعدام مباني بالمعايير المطلوبة وقلة وسائل الحفظ والصيانة ما يجعل الأرشيفيين يعتمدون على الطرق التقليدية ويشير عدد من القيمين على الوثائق والأرشيف ان هناك نوايا لتحسن صورة الأرشيف عبر الوطن من خلال التعليمات الواردة من مركز الأرشيف الوطني والتي من أبرزها تعليمة تلح على ضرورة مسح الصورة العامة للأرشيفات على مستوى مختلف الإدارات المحلية لاسيما الولايات والدوائر والبلديات لكن الأمل حسب هؤلاء يتوقف عند تطبيق هذه التعليمات ونتائج الاستبيان الموزع على عدد من الأرشيفيين عبر الوطن. وفيما يتعلق بالعجز المسجل في التأطير الخاص بالمراكز الأرشيفية تشير معلوماتنا الى أن هناك إدارات ونخص بالذكر مجلس قضاء سطيف الذي في كل سنة يفتح مناصب لقيمين على الوثائق وأرشيف المركز، غير أن الفائزين يفضلون الالتحاق بالمكتبات الجامعية على وجه التحديد بعد أقل من سنة عمل. كما أن معظم مراكز الأرشيف تبنى في أماكن لا تراعي المقاييس المعمول بها من حيث تحمل الحمولة الثقل وطبيعة الرفوف، زيادة على افتقادها عامل الجودة فيما يتعلق بالعلب والأدراج والحافظات الورقية والبلاستيكية، وتغيب عنها حتى وسائل إخماد الحرائق