شهدت أسواق اللحوم بولاية البليدة مؤخرا ارتفاعا جنونيا في أسعار اللحوم البيضاء، لا سيما منها الدواجن والتي وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 380 دج، بعدما كان سعرها في أيام الإفطار لا يتجاوز 240 دج، الأمر الذي جعل المواطن البليدي يعزف عن اقتنائها في حين حرمت الكثير من العائلات الفقيرة من تناولها. «البلاد» وفي جولتها الاستطلاعية بمختلف أسواق الولاية كسوق «بلاصة العرب» وسط المدينة، وقفت على أسعار اللحوم وتحاورت مع معظم المواطنين وهم بصدد اقتناء قفة رمضان، حيث أكدوا لنا أن هذا الارتفاع المفاجئ لأسعار الدواجن، خاصة وأن الأمر يعد غير مقبول الأمر الذي حرم العديد منهم من تناول هذه المادة الضرورية للجسم والتي يكثر الطلب عليها خلال شهر رمضان الفضيل، خاصة وتزامنه مع فصل الصيف، ومن خلال تحاورنا مع بعض بائعي اللحوم البيضاء فسروا لنا أن غياب الدواجن في الأسواق هو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعرها فيما أرجعها باعة آخرون إلى غلائها من قبل مربيها. كما نوهوا أن سبب ارتفاع سعر هذه المادة ما يزال مبهما ليبقى المواطن البسيط هو الضحية الأول والمحروم من تناول اللحوم البيضاء. الديك الرومي على مائدة الفقراء بعدما أصبحت اللحوم بمختلف أنواعها محرمة على مئات العائلات البليدية ذات الدخل الضعيف. حيث سجّل غيابها عن موائد فئات عريضة من العائلات الفقيرة التي وجدت في «الجومبو» ولحم الديك الرومي «الداند» ملاذا لتعويض اللحم، بالنظر إلى الارتفاع القياسي لأسعارها في مختلف أسواق البليدة، حيث فاقت أسعار اللحوم البيضاء بمختلف أسواق البليدة سقف 350 دج للكيلوغرام الواحد. فيما تجاوزت أسعار اللحوم الحمراء 1200 دج للكلغ وهو ما منع مئات العائلات المعوزة من اقتنائها في هذا الشهر الكريم، وحتى لا تفتقر موائدهم الرمضانية من رائحة اللحم بحثوا عن الأرخص في محلات القصابة. وفي ذات السياق رصدت «البلاد» أسعار اللحوم بمختلف أنواعها، حيث كانت تشير لافتات تعريف الأثمان بمعظم محلات القصابة بالبليدة إلى أن سعر لحم الخروف وصل إلى 1300 دج للكيلوغرام ولحم البقري نحو 1000 دج للكيلوغرام الواحد في حين بلغ سعر الكيلوغرام من لحم الديك الرومي الذي حدد سعره حسب كل جهة منه 300دج بالنسبة «للكويس». أما «الرقبة» فلم يتعد سعرها 130 دج و«الجناح» ب 170 دج للكيلوغرام الواحد، وهي الأسعار التي استقطبت بقوة شريحة محدودي الدخل الشهري، حيث أقبلوا على المحلات المتخصصة في بيع الداند. ومن خلال تجوالنا بأحد محلات بيع الديك الرومي «بسوق العرب» لفت انتباهنا عدد كبير من المواطنين الذين أقبلوا على اقتناء أجزاء من الديك. وفي هذا السياق قالت سيدة كانت بالمحل المذكور «أشتري الداند لأن أسعاره معقولة وهو يشبه كثيرا في مذاقه اللحم وبهذا لن يشعر أبنائي بالحرمان من اللحوم التي أسعارها نار…» من جهة أخرى لفت انتباهنا مواطن آخر وهو يقوم باقتناء 5 كلغ من «كويس الداند» وحين تقربنا منه قال: «عوض أن أشتري كيلوغرام من لحم الخروف أشتري 5 كلغ من لحم الداند الذي طعمه جيد ويتناسب مع قدرتي الشرائية». ومن خلال تحاورنا مع صاحب محل قصابة مختص في بيع الديك الرومي بنفس السوق، أكد لنا أن الإقبال على هذا النوع من اللحوم كبير جدا حتى في الأيام العادية من السنة، وازداد أكثر منذ حلول شهر الصيام، حيث عجز المحل الكبير عن تلبية طلبات كل المواطنين المترددين عليها. وحسب صاحب المحل، فإن هذا الإقبال سببه الأسعار المعقولة التي تتناسب مع القدرة الشرائية للعائلات المحدودة الدخل، وأضاف أنه يزود المحل يوميا بكميات كبيرة من الديك الرومي والتي تنتهي في اليوم الموالي. وحسبه فإن الكمية التي تباع في اليوم الواحد منذ حلول شهر الصيام تفوق 900 كلغ، وأحيانا يضطر لغلق المحل مبكرا بسبب نفاذ الكمية لديه.