دخل استهلاك اللحوم بنوعيها الحمراء و البيضاء بتيسمسيلت دائرة الحرام لدى شريحة واسعة من المواطنين بفعل الارتفاع القياسي لأسعارها التي أحرقت جيوب العائلات الفقيرة وجعلتها عاجزة حتى عن شراء ما يكفي لتحسين مذاق " أميرة " مائدة رمضان أي الشوربة أو الحريرة ، لحم البقر 1000 دج والخروف 1100 دج والدجاج 380 دج و الماعز من 800 الى 1000 دج فاين المفر يا زوالي؟ هذه هي أهم الأرقام التي حملتها لافتات تعريف الأثمان المعلقة لدى محلات القصابة المتواجدة بعاصمة الولاية وكبريات بلدياتها على غرار برج بونعامة وثنية الحد وبوقايد وخميستي والعيون وبرج الامير ولرجام ، فالملاحظ من بين هذه التعريفات سعر لحم الماعز الذي قفز من 600 دج قبل حلول الشهر الفضيل الى 1000 دج ليدخل بذلك في منافسة لحم الخروف وعن هذا الارتفاع أرجعه احد أصحاب محلات الجزأرة الى الإقبال الكبير من لدن مرضى السكري على اقتنائه لما يحويه من بروتينات مقابل خلوّه من الكوليستيرول حيث شهدت القصابات نقصا ملحوظا في المعروض منه في وقت حافظ فيه لحم الخروف والبقري على سعرهما مع ارتفاع طفيف في بعض الاحايين خلافا لسعر لحم الدجاج الذي ما يزال يحلّق في السماء حيث سجّل غيابه عن موائد فئات عريضة من العائلات ضعيفة الدخل التي وجدت في " الجومبو " ملاذا لتعويض اللحم ، ورغم انخفاض أسعارها التي وصلت 560 دج للكيلوغرام عرفت اللحوم الهندية والبرازيلية المجمّدة المذبوحة على الطريقة الإسلامية كما يقول لسان حكومتنا إقبالا ضعيفا عليها لدرجة أن العديد من العائلات تفضل " وجبة بلاش " على نظيرتها باللحم المجمّد ، وعلى نطاق مواز يتهم عامة المواطنين فئة الجزارين بالجشع والتحكم في الأسعار كلما حل شهر رمضان وهو الاتهام الذي يرد عليه " شاكر ميلود " مالك أشهر قصابة لحوم بدائرة برج بونعامة بالنفي بقوله كان من الأجدر على الذين يتهموننا زيارة اسواق الماشية ليقفوا على حجم أسعارها التي فاقت المعقول مضيفا بالقول لا يخفى عن الزبون بأننا نشتري أحيانا عجلا أو خروفا بثمن يفوق سعر الكيلوغرام الواحد منه ما هو معروض على لافتة التعريفات ، من جهته يقول " ك رشيد " وهو موال لم أعد بمقدوري مجابهة مصاريف تسمين الماشية نظير ارتفاع أثمان الأعلاف من شعير ونخالة وغيرها ومن يتحدث عن ارتفاع سعر الماشية وان الموالين هم سبب ارتفاع سعر اللحوم فله مني تنازلا عن مهنتي ، وفي سياق آخر يبدوا أن حملة مقاطعة شراء اللحوم التي دعت اليها بعض الجمعيات والهيئات لن تأت اكلها ولم تحقق هدفها الرامي الى تخفيض الاسعار بدليل ان حركة البيع والشراء لم تتراجع حيث أن هناك طوابير امام محلات القصابة واقبال مصحوب بالاشتباك وحتى الاقتتال بين المواطنين لأجل شراء اللحم.