المغرب : استشراء الفساد وغياب الإرادة السياسية لمكافحته يدفع المجتمع للتعايش معه واعتباره قدرا محتوما    مالية: فايد يستقبل السفير العماني وأحد المساهمين الرئيسيين في مجموعة بهوان القابضة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية: سايحي يحل بعاصمة السيشل    الأمم المتحدة تبدي قلقها حول العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني في جنين    حماس: غزة أمام مرحلة جديدة لإزالة آثار العدوان الصهيوني وإعادة الإعمار    فلسطين : ارتفاع حصيلة الشهداء في جنين إلى 10 شهيد    كرة القدم: الجزائريون يهيمنون على التشكيلة المثالية لدور المجموعات    التلفزيون الجزائري يكشف عن شبكته البرامجية لرمضان 2025    الرئيس تبون يثني على جهود مصالح الأمن والدفاع بعد تحرير الرهينة الإسباني    رمضان القادم سيعرف وفرة في مختلف المنتجات الفلاحية    عطاف يحذر من تصاعد خطر الإرهاب في أفريقيا    رخروخ يشرف على وضع حيز الخدمة لشطر بطول 14 كلم    عرقاب يشارك في الاجتماع الخاص بمشروع ممر الهيدروجين الجنوبي    انطلاق الطبعة 20 للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن وتجويده    المشاركون في جلسات السينما يطالبون بإنشاء نظام تمويل مستدام    تحرير الرعية الاسباني المختطف: رئيس الجمهورية يقدم تشكراته للمصالح الأمنية وإطارات وزارة الدفاع الوطني    44 سنة منذ تحرير الرهائن الأمريكيين في طهران    61 ألفا ما بين شهيد ومفقود خلال 470 يوم    وزيرة الدولة الفلسطينية تشكر الجزائر نظير جهودها من أجل نصرة القضية    غوتيريش يشكر الجزائر    وحشية الصهاينة.. من غزّة إلى الضفّة    تحويل ريش الدجاج إلى أسمدة عضوية    استفزازات متبادلة وفينيسيوس يدخل على الخط    حاج موسى: أحلم باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز    لباح أو بصول لخلافة بن سنوسي    هذا موعد قرعة كأس إفريقيا    الجزائر ستكون مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر    برنامج خاص لمحو آثار العشرية السوداء    9900 عملية إصلاح للتسرّبات بشبكة المياه    استيراد 63 طنا من اللحوم الحمراء تحسّبا لرمضان    "فتح 476 منصب توظيف في قطاع البريد ودعم التحول الرقمي عبر مراكز المهارات"    لا ننوي وقف الدروس الخصوصية وسنخفّف الحجم الساعي    القلوب تشتاق إلى مكة.. فكيف يكون الوصول إليها؟    إصدار 20500 بطاقة تعريف بيومترية و60 ألف عقد زواج    تاريخ العلوم مسارٌ من التفكير وطرح الأسئلة    السينما الجزائرية على أعتاب مرحلة جديدة    "كاماتشو".. ضعيف البنية كبير الهامة    "زيغومار".. "فوسطا".."كلاكو" حلويات من الزمن الجميل    حدائق عمومية "ممنوع" عن العائلة دخولُها    نص القانون المتعلق بحماية ذوي الاحتياجات الخاصة يعزز آليات التكفل بهذه الفئة    من 18 إلى 20 فيفري المقبل.. المسابقة الوطنية سيفاكس للقوال والحكواتي    الغاز: بعد استهلاك عالمي قياسي في 2024, الطلب سيستمر في الارتفاع عام 2025    وفد برلماني يتفقد معالم ثقافية وسياحية بتيميمون    دراجات/ طواف موريتانيا: المنتخب الجزائري يشارك في طبعة 2025        كأس الجزائر لكرة القدم سيدات : برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    شرفة يترأس لقاءا تنسيقيا مع أعضاء الفدرالية الوطنية لمربي الدواجن    شايب يلتقي المحافظة السامية للرقمنة    وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية في زيارة عمل وتفقد إلى ولايتي سطيف وجيجل    دومينيك دي فيلبان ينتقد بشدة الحكومة الفرنسية    الجوية الجزائرية: على المسافرين نحو السعودية تقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بدءا من ال10 فيفري    الجوية الجزائرية: المسافرون نحو السعودية ملزمون بتقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بداية من 10 فبراير    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس جمعية العلماء المسلمين للبلاد : لو كان لي من الأمر لألغيت نتائج التشريعيات
نشر في البلاد أون لاين يوم 03 - 08 - 2012

الدكتور ڤسوم: هزيمة الإسلاميين «غير واقعية» والأفلان مكن له..
قال عبد الرزاق ڤسوم إن السلطة ضيعت فرصة ثمينة للتغيير السلس والسلمي وحادت عن الحياد في تنظيم الانتخابات التشريعية السابقة فيما كان في مقدورها أداء دور الحكم والضبط طالما أن من كان سيحكم الجزائر سيلتزم بقوانين الجمهورية والدستور.
واصل الدكتور ڤسوم قائلا كنا نأمل في التغيير السلس وفي انتخابات ذات مصداقية فإذا بالجزائريين اليوم يبحثون عن سبيل لتفادي ما قد ينجر عن خطوة الانتخابات التي أخطأنا وانتهى ڤسوم متحدثا بصفته الشخصية في هذا الموضوع وليس ممثلا للجمعية بصريح العبارة «لو كنت أملك من الأمر شيئا لاعتذرت للذين انتخبوا ثم لألغيت نتائج الانتخابات ودعوت الى انتخابات أخرى تكون أكثر تمثيلا للقوى الوطنية المختلفة مع تفادي أخطاء انتخابات العاشر من ماي». واعتبر ڤسوم أن قرار من هذا القبيل سيجعل الدولة أكثر قوة وسيجعل الشعب أكثر التفافا بها دون نسيان ما سوف ينتج ذلك من عودة للثقة وتقويتها. وأحال رئيس جمعية العلماء على الرقم المهول المقارب لنصف الشعب الجزائري والمتمثل في 12 مليون مقاطع ومليون ونصف مصوت بأوراق بيضاء متسائلا عن أسباب المقاطعة بمختلف أشكالها عند كل هؤلاء الجزائريين فيما لمح إلى ضحالة ما تحصل عليه حزب الأغلبية من أصوات مكنته من حصد الأغلبية في البرلمان المنتظر يقول ڤسوم إعداد الوثيقة القانونية الأولى في الجمهورية إشارة إلى الدستور الذي يحتاج إلى توافق اجتماعي بين أغلب التيارات والقوى الفاعلة في المجتمع.
هزيمة الإسلاميين «غير واقعية» والأفلان مكن له
من جهة أخرى، بدا رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين غير مقتنع بهزيمة الإسلاميين في الجزائر، إذ وصف تفسير «انتكاستهم» بأنه قضية بالغة التعقيد، وأوضح أن تحليل «الفشل الجزائري» على خلاف الإسلاميين في تونس ومصر والمغرب، يكشف عن عوامل عديدة تراكمت لسد الطريق أمامهم في الوصول إلى مبتغاهم المنشود، في ظل تطورات الربيع العربي التي حملت الأحزاب الإسلامية إلى سدة الحكم في أكثر من قطر، واعتبر الدكتور ڤسوم «أن إخفاق الإسلاميين في الجزائر لم يكن واقعيا»، وقال بهذا الصدد ولو بصفة ضمنية، إن التقييم الخاطئ لتجربة المشاركة في إدارة الشأن العام من طرف عامة الشعب، أثر كثيرا على مصداقية الأحزاب الإسلامية، وانتقد في هذا السياق الإجحاف في حق الإسلاميين، من خلال الحكم عليهم بالفشل في الاستجابة لانشغالات المواطنين، في حين كان الأولى يضيف ڤسوم أن نبحث عن الأسباب التي أعاقتهم عن العمل، والتي يربطها الرجل بالسلطة القائمة، هذا الواقع الذي قال عنه ضيف منتدى «البلاد»، إنه يعكس الاختلاف العميق بين رؤية «الإسلام المنظم والإسلام الشعبي» على حد وصفه، هو ما يجب أن يحسب له في رسم نتائج الانتخابات الأخيرة، «لأن المواطن العادي الذي يطلب التغيير العاجل، يقول لك أنا لا أستطيع أن أثق في من حكمني مدة طويلة ولم يحقق لي أي شيئ، هذا منطق الإنسان البسيط» يضيف المتحدث، وعقب على ذلك بالقول «ولو أنصف في حكمه، لقال إنه لم يستطع أن يحقق لي، ولا يقول لم يحقق لي، لكن هذا المواطن العادي ليست له هذه الحسابات المنظمة، بل يعتمد منطق 1+1 يساوي 2»، وبالتالي لا يمنح صوته للإسلاميين، كما قال. أما العامل الثاني في تقدير الدكتور ڤسوم فهو التجربة الدموية التي عاشتها الجزائر والتي خلفت 200 ألف ضحية جعلت الشعب لم يستفق بعد من صدمته، فهو ما يزال يترنح تحتها، ففي كل بيت مصاب أو سجين أو شهيد أو قتيل، على حد تعبيره. أما العامل الثالث وهو الأهم برأيه، فهو «عملية تنظيم الانتخاب في حد ذاتها»، حيث وضع القانون الانتخابي حتى لا يمكن أي حزب إسلامي أو غيره من الأغلبية، على حد قوله، وقد شرح ذلك بكون آلية الترشح وعدد الأحزاب وطريقة الفرز وحساب النسب المئوية لكل طرف، كلها عوامل ضاغطة في اتجاه عدم فوز أي حزب، الإسلاميون أو غيرهم، مثلما أوضح المتحدث، لكنه عاد ليستدرك كلامه بهذا الصدد، بشأن كسر الأفلان لهذه الخلاصة وفوزه بالأغلبية شبه المطلقة، إذ علل الأمر بالقول: «أنا في اعتقادي أن هذا له عوامل ثانية، وهو أن الأسلاك الأمنية والخاصة لا يمكن أن تضمن أصواتها للإسلاميين، قد مكنت إلى جانب عوامل أخرى من إعطاء الغالبية للحزب العتيد، وبالتالي فإن «إقصاء» الإسلاميين ليس ضعفا في قدرة الإسلام، بل لأسباب تتعلق بضعف التنظيم ونمط الانتخاب وقانونه والتعددية المبالغ فيها التي لم تكن في صالح أي طرف، وأيضا المقاطعة التي جاوزت 12 مليون ممتنع عن التصويت»، يقول الدكتور ڤسوم.
«الإشعاع من القصر» هو التحدي الذي يواجه الإخوان في مصر
اعتبر الدكتور عبد الرزاق ڤسوم، أن نتائج الانتخابات في مصر تمثل الحدث البارز الآن محليا ودوليا، بعد نجاح الإخوان المسلمين في الاستحقاقات النيابية المعطلة، وتمكنهم من الظفر بمنصب الرئاسة لاحقا، مرجعا أهمية الحدث إلى الظروف التي جرت فيها المنافسة والتي وصفها ب «السلمية المثالية المطلوبة في بلد يغلي ويعج بأطياف مختلفة»، وهو إنجاز يجب أن يستوفقنا على حد قوله كما سجل المتحدث انقسام الجماهير الشعبية التي كانت واحدة في الميدان، ذلك أن المتنافسين يختلفان منطلقا ومصبا، فهذا محسوب على النظام القديم بعسكريته وسلبياته والثاني يمثل الثورة ويتعمق داخل الشعب ويستمد قوته وأصالته من عمق الشعب، ومع هذا كان الفارق بينهما ضئيلا جدا، على حد تعبيره، وهذه علامة تساؤل يجب أن تطرح على الجميع، يضيف الأستاذ ڤسوم.
لكن مهما كانت العوامل، فإن النتيجة يقول ضيفنا تعد جد مهمة، فقد مكنت السجين من دخول القصر ورحّلت ساكن القصر إلى السجن، وهي المعادلة الصعبة التي وجب أن تستوقف كل عاقل، لنقرر على ضوئها أنه ما ضاع حق وراءه طالب، مثلما أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وقد شدد ضيف منتدى «البلاد» على أن دخول القصر ليس هو الهدف، بل البقاء فيه والحفاظ عليه والإشعاع منه هو التحدي، كما قال، ولإنجاز هذه المهمة، ذكر رئيس الجمعية أن الرهانات التي تواجه الوافد الجديد محمد مرسي ينبغي أن لا نستهين بها، محددا أولوياتها في ملأ الوطن والبلاد عدلاً، بعد أن ملئت جورًا، وهذا يتطلب جهودا على كافة المستويات وأولها برأي الدكتور ڤسوم التغيير في الذهنيات وفي التعامل والعمل بمبدأ التسامح ولم الشمل ونسيان الأحقاد الماضية والتعالي على الأضغان، ثم يضيف المتحدث ملء البطون الجائعة، التي تعدُّ بالملايين بعد أن سطا على عيشها حفنة من الانتهازيين، والانتفاعيين، على حد وصفه. وشدد على أهمية التعامل مع المختلف معهم، لنحول المختلف إلى مؤتلف، يقول ڤسوم، إذ أن هناك اختلافات مع الذين نافسوه في الحكم ومع سجّانيه ومع الذين عذبوه، فكيف سيتعامل معم، هل ينتقم منهم ويعاملهم معاملة الغالب للمغلوب؟ يتساءل الرجل، قبل أن يعقب على نفسه بالقول، «نعتقد أن من جاء من رحم المجتمع الإسلامي لابد أن يعمل بقاعدة اذهبوا فأنتم الطلقاء، لأن الإسلام علمنا مبدأ التسامح، لكن مع اليقظة في التعامل مع من لا يؤمن جانبهم»، كما ذكر. وأضاف في سياق التحديات دوما، أن نوع الحكومة التي سيقبل على تشكيلها، إخوانية أم وطنية فسيفسائية ومن سوف يقودها، هي امتحان آخر سيواجه الرئيس مرسي.
ولم يغفل رئيس الجمعية على الصعيد الخارجي، التشديد على صياغة موقف مصر الجديد من القضايا العادلة، كيف يتم التعامل معها، بدءا بنصرة فلسطين، التي جثم الظالمون على أنفاسها، بعد تواطؤ من حكام مصر السابقين، وأيضا سوريا وليبيا وسواها، على حد تعبيره.
عثماني عبد الحميد
لو التف حولنا المحسنون لأسسنا نظاما تعليميا يخدم الدين والوطن
ڤسوم: الجمعية تريد إنشاء مدارس وجامعات وقناة تلفزيونية
أكد الدكتور عبد الرزاق ڤسوم أن جمعية العلماء المسلمين تنوي العودة إلى زمن إنشاء المدارس الخاصة الحديثة. وقال إن المدارس التي تنوي الجمعية استحداثها ستكون حديثة تعتمد على المعايير الدولية خدمة للدين والوطن.
وعاد ڤسوم إلى التحدث من جديد عن فلسفة المدارس الخاصة التي تنوي الجمعية استثمار ميدانها، مؤكدا أن هذه المدارس ستقيم نظاما تعليميا يخدم الدين والوطن ويخلصهما من كل أنواع الغلو والتطرف. وقال ڤسوم إن مصيبة الجزائر هي الغلو بين الجمود والجحود بينما الجمعية لا تقبل كليهما إنما تقبل بالدين الوسط.
ويروي رئيس الجمعية قائلا إنه عندما كنت على رأس معهد أصول الدين اقترحت على الوزير آنذاك إدخال مادة الشريعة في الطب فضحك، فقلت له هناك من الأطباء من يموت أمامه المريض فلا يعرف كيف يلقنه الشهادة وهو يعالج رجلا مسلما فلماذا لا ندخل المادة الإسلامية بشقيها العلمي والتعبدي الأول أن نعلم الطبيب تاريخ الطب الإسلامي ثم إن بعض المرضى يعالجون بالدعاء والقرآن ربما يقول البعض هذه شعوذة أقول إن ذلك ليس صحيحا هناك نفسيات تطمئن بذلك، ليواصل رئيس الجمعية متسائلا لماذا لا نعلم الطبيب ذلك ونحن لا نلغي بهذا قواعد الطب الحديث لماذا لا تعلم المدارس الخاصة اللغة العربية والثقافة الإسلامية فلماذا لا تلزم بهذا ما دامت في بلد مسلم هذه القضايا تمثل الهاجس الذي يسكننا ونعمل على أن نتجاوزه.
وانتهى إلى الدعوة بجعل العربية والتربية الإسلامية في جميع شعب التعليم ومستوياته، وأضاف ڤسوم مؤكدا أن الجمعية تملك في ولاية سطيف وحدها 25 مدرسة غير أنها مدارس متواضعة وجد محدودة لا تعلم أكثر من القرآن فيما دعا ڤسوم الأثرياء إلى التعاون مع الجمعية للتأسيس لمشروع المدارس الخاصة كما كشف أن الجمعية تعمل على استعادة المؤسسات التي كانت تملكها قبل الاستقلال، مشيرا إلى أن الجمعية كانت لها أملاك وأوقاف تسعى لإحصائها وتسجيلها لاستعادتها وتفعيلها مثل دار الحديث بتلمسان.
وبشأن مقر الجمعية قال الدكتور عبد الرزاق ڤسوم إن الجمعية قد تستفيد من قطعة أرض في بلدية براقي وإذا تم الأمر فإن جمعية العلماء ستنشئ فيها جامعة أكاديمية خاصة ونطمح لامتلاك قناة تلفزيونية وإذاعة تبثان الإسلام الذي نتفق عليه جميعا لا يهدد ولا يبدد ولا يعدد ولا يهدم بل يصون ويوحد.
محمد سلطاني
الدولة هي المسؤولة عن طمس آثار الفتح الإسلامي..!
تناول الدكتور عبد الرزاق قسوم الحديث بشأن توصيات ملتقى عقبة بن نافع ببسكرة، والذي تعرض في الأسابيع القليلة الماضية إلى آثار الصحابة الفاتحين، وقد أثار المشاركون في أعماله مسؤولية السلطات العمومية في إهمال وطمس معالم الفتح الإسلامي بالمنطقة، إذ قال بهذا الصدد «لا أعتقد بوجود سياسة ممنهجة ومخطط لها تهدف إلى إزالة المعالم التي سبقت مرحلة أول نوفمبر»، وأضاف «إن ذلك خاضع للمسؤولين حسب القطاعات والولايات»، وأوضح كلامه بإثارة التساؤل في هذا السياق قائلا: «هل لهذه السياسة المطبقة من يزكيها من العلماء والجامعيين والرسميين»، قبل أن يجيب هو نفسه «هذا ما أشك فيه لأنني أعتقد أن غياب المثقفين عن هذه المناهج السياسية وغياب العلماء عن هذه المواقف السياسية يمكن أن يكون خللا ينبغي إصلاحه»، وبرر مطلبه ذلك بالقول» لأني أعتقد أن طمس آثار الصحابة، مثلا، لم يتم تحت أي ضغط، فوزارة الثقافة ليست سلفية الاتجاه حتى نتهمها بذلك، ولكن ما هو السبب في جهلنا حتى الآن أين دفن هؤلاء، ثم لماذا نقدم كسيلة على أنه عدو لعقبة أو حسان بن ثابت»، ليخلص إلى الحكم بأن الدولة بمؤسساتها العلمية والثقافية تبقى مسؤولة من قبل ومن بعد في هذه القضية، وأبدى موقفه في الأمر بوضوح، مؤكدا أن «تلك أمة كانت تدافع عن وطنها حتى جاء الفتح الإسلامي الذي جاء بالعدل والتسامح والمحبة والسمو بالعقيدة من الوثنية إلى عقيدة التوحيد». وعليه يضيف المتحدث «فكل يجب أن نحافظ عليه نحن ضد دعاة القضاء على تاريخ كسيلة أو الكاهنة، بالعكس فهؤلاء أجدادنا ونحن ننتمي إليهم، وهم بعدنا الأمازيغي الأساسي، لكن لا ننسى أن البعد الأمازيغي يكمله ويمدده في قامته البعد الإسلامي العربي الذي لا يناقضه أبدا ولا يقضي على هذه الأبعاد القديمة، إذن الخلل هو في كيفية إسناد هذه القضايا كلها إلى من يستحقها من المؤرخين الحقيقيين والعلماء والباحثين، أين هم؟ نحن نملكهم ولكنهم مغيبون أو غائبون» على حد تعبيره.
وختم رأيه فيما يتصل بالاهتمام بتاريخنا البعيد والقريب، مشددا على «إنه لا تناقض بين أول نوفمبر وبين حسان بن ثابت أو عقبة بن نافع، بل بالعكس هما رافد أساسي للثورة التحريرية التي كانت تحت صيحة الله أكبر، وبالتالي لا تناقض البتة في الدعوة للحفاظ على الذاكرة الوطنية ذات البعد الإسلامي أو البعد النوفمبري»، على حد قوله.
ع. ع
لقد انتهى عهد «الغوغائية الإسلامية»..
يرى الدكتور عبد الرزاق ڤسوم أن عهد «الغوغائية الإسلامية»، انتهى دون رجعة بعد تجربة عصيبة عاشتها الكثير من الأقطار العربية، حسب وصفه، مؤكدا أن الجماهير الشعبية لم تعد تنجر خلف المظاهرات الفوضوية والشعارات الإسلامية الفضفاضة، في إشارة إلى تلك «المرحلة البدائية» التي خاضتها بعض الحركات الإسلامية، والتي اتسمت بالتهييج العاطفي والتعنيف اللفظي والانتشار الشعبوي، دون رؤية حضارية عملية أو برامج نهضة واقعية، بل تعتمد على مخاطبة العواطف الدينية للجماهير، من خلال استدعاء الصور التاريخية المثالية. وشدد في مقابل ذلك، على أن الناس اليوم تحمل الإسلام قناعة وتجسده سلوكا وتبعث به معاملة، وهذا هو الإسلام المنشود، على حد تعبيره.
وجاء كلام ضيف منتدى «البلاد» في معرض رده على من حكموا على التيار الإسلامي في الجزائر بالتراجع السياسي بعد تجربة المناكفات الإيديولوجية، إذ لم يعد برأيهم الآن يستهوي الناس، كما أنه صار «عاجزا» عن حشد الشارع في الجزائر وغيرها من البلاد العربية. وأوضح رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين موقفه بهذا الصدد، قائلا «بالنسبة لي شخصيا، الإسلام فتش عنه في كل بلد إسلامي ستجده قويا، لكن أعتقد أن عصر كتابة اللافتات والعاطفة انتهى ولم يعد لها معنى»، لكنه شدد على أن الإسلام كنواة وكعامل من عوامل التغيير نحو الإيجابية ونحو الاستقرار والأمن الوطني والبحث عن التآخي مع الجميع سيبقى ركنا صلبا في بناء المجتمع، على حد تعبيره، وأضاف في هذا السياق «هذا الإسلام ما يزال قائما وقويا، وبالتالي أعتقد أن كل محاولة للتغيير لا تأخذ الإسلام بعين الاعتبار في جوهره وثوابته فهي محاولات لن يكتب لها النجاح طويلا»، كما قال المتحدث.
ع. ع
طوينا صفحة الخلاف التاريخي مع الزوايا
شدد الدكتور عبد الرزاق ڤسوم على أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، طوت صفحة الصراع مع الزوايا بشكل شبه نهائي. وأوضح في حديثه ل «البلاد» أنه «يجب أن نصحح مسألة شائعة، لقد قلنا مرارا أن أسباب الخلاف بين الزوايا والجمعية انتهت على الأقل بنسبة 90 بالمئة». وقد برر ضيف المنتدى موقفه بشكل ضمني بالتطورات الحاصلة، إذ قال «إن هذا ليس جديدا، ففي عهد ابن باديس، أعطى الإمام تعليماته لشعب الجمعية في منطقة القبائل بالذات، أن لا تهاجم الزوايا، مع أنها كانت تشن على الجمعية حملة، لكنها استثنت زوايا المنطقة لأن عملية التنصير كانت منصبة عليها»، وهو الوضع الذي دفع بالشيخ ابن باديس إلى عدم التعرض لها من منطلق أنه «لا يعقل أن ينصب عليها خصمان، فيجب أن نشجع الزوايا حتى تحفظ كتاب الله في المنطقة». كما نقل الدكتور ڤسوم عن علاّمة الجزائر، معتبرا أن الواقع الحالي متشابه في مسوغاته، وهي اليوم أيضا من أنجع الزوايا بهذا الصدد. من جهة أخرى، أكد المتحدث «أن الجمعية لا يضايقها أن تأخذ الزوايا مساعدات من الدولة، لكن يؤسفنا أن تحرم الجمعية من كل شيء»، وأضاف في هذا السياق «نحن لا نذيق ذرعا بتمويل الزوايا، لأن هناك زوايا علمية قائمة على كتاب الله وتعلم النشء»، موضحا بهذا الشأن «أن هذا يصب في جهود الجمعية»، قبل أن يبدي تحفظه إزاء التعامل التمييزي من طرف مؤسسات الدولة مع الجمعية مقارنة بالزوايا، إذ تساءل متأسفا «لكن لماذا الكيل بمكيالين»، معربا عن أمله في «أن تمكن الزوايا والجمعية، وهما يتكاملان في نهاية المطاف، فهذه تعمل على إصلاح الإنسان بالمنهج الإصلاحي والأخرى بالمنهج العقدي مادامت تسلم بالكتاب والسنة».
عثماني. ع
كل الأحزاب الجزائرية تستلهم من قيم جمعية العلماء
اعتبر الدكتور عبد الرزاق ڤسوم أن كل الاتجاهات السياسية في بلادنا تأخذ من قيم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إذ تستمد مبادئها ومرجعياتها من ميراث الجمعية، على حد قوله، وأضاف أن جبهة القوى الاشتراكية وجبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي ومختلف الأحزاب الإسلامية والتشكيلات الجديدة تستلهم من أهداف جمعية العلماء، وحتى حزب العمال وغيرها من الأحزاب اليسارية، فهي تتكلم اللغة العربية التي تنادي بها جمعية العلماء، كمال قال، «ومن ثمة فإننا لا نستثني أي حزب وطني من الانتماء لأفكار الجمعية». وعقب على شهادته تلك بالقول «لكن تختلف نسبة الاستلهام من حزب إلى آخر، إذ نجد أن كل حزب يأخذ ثابتا ما أو مبدأ ما «. وشدد الدكتور ڤسوم بناء على ذلك على أن الجمعية «اختارت أن لا تتخندق داخل أي حزب وستبقى دائما الحكم الذي تحتكم إليه كافة الأحزاب»، لذلك يضيف المتحدث «كل من دعانا لنشاط أو ملتقى، سوف نلبي ذلك، دون أن نكون جزءا فاعلا من قيادته أو متفاعلين مع توجهاته، لكن نستلهم ونستأنس بكل ما نجده يخدم ثوابتنا ومبادئنا»، على حد تعبيره.
ع. ع
جمعية العلماء لا تملك ميزانية بعد 50 سنة من الاستقلال..؟!
قال الدكتور عبد الرزاق ڤسوم إن الخلاف الأيديولوجي موجود والرغبة في احتكار السلطة كان وراء تهميش جمعية العلماء المسلمين في الجزائر عشية الاستقلال، وأضاف أن ذلك حصل برغم أن التيار الإصلاحي الثوري الباديسي يعود إليه الفضل في وضع أسس الثوابت الوطنية، وبالتالي التمهيد لإعلان جهاد أول نوفمبر بدون أي منازع، على حد وصفه، لكن هذا الصنيع لم يشفع لأبنائها لدى بعض المسؤولين، متسائلا: لماذا منعت جميعة العلماء بعد الاستقلال من النشاط إلى غاية 1981و1982، رغم أنها ليست حزبا سياسيا، بل أشبه بالزوايا والكتاتيب التي بقيت تشتغل، في حين منعت الجمعية وحدها، مثلما قال. وأوضح ضيف منتدى «البلاد» في حديثه أنه «لولا الانفتاح السياسي الذي منّ الله به على الوطن بعد أحداث 5 أكتوبر، لما مكنت الجمعية»، مستغربا أن يكون تمكينها قد وقع على استحياء، مرجعا الفضل في ذلك إلى الشيخ أحمد حماني رحمه الله، عندما التأم شمل الجمعية في مسجد الجامع الكبير في ساحة الشهداء، حينما لم تجد مكانا يؤويها، فاجتمعت في المسجد لتعلن عودتها للساحة الوطنية، على قوله، وقد منحت إثر ذلك مكتبا صغيرا في «قصر حسان» على سبيل الضيافة من طرف الشيخ حماني، حتى جاء الشيخ عبد الرحمان شيبان حيث مكن للجمعية بوسائله الخاصة وتوسلاته، ليفتك لها «مقرا» في الابتدائية التي كانت معدة للاجئين من الزلازل، مثلما كشف الدكتور ڤسوم، قبل أن يبدي حيرته بهذا الصدد قائلا: «فهل يعقل أن أم الجمعيات لا تحظى بما لا يليق بها ولا تحظى بميزانية إلى الآن، أين الخلل في هذا، ألا تستحق الجمعية ذلك، لماذا لا تسوى بباقي الأحزاب والزوايا والجمعيات «، على حد تعبيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.