على ماذا حلف هذا التحالف الإسلامي الجديد الذي طالعتنا به بعض الصحف، بل على رأس من حلفوا؟! ثم، منذ متى كان لجمعية العلماء المسلمين دور سياسي؟! هذه الجمعية المشكوك في تاريخها النضالي وفي تاريخ قادتها الجدد؟ ألم يكن عبد الرزاق ڤسوم، رئيسها الحالي، ينتمي إلى صحفيي ومثقفي ”صوت البلاد” قبل الاستقلال ولم يلتحق بصفوف الثورة، فإذاعة ”صوت البلاد” كانت تناضل بالكلمة إلى جانب الاستعمار، وكان أحد شعرائها، الأخضر السائحي، يمجد الاستعمار وقال شعرا في دوغول الذي وصفه بالرسول: ”ورسول هذا الزمان دغولا”. إنه زمن المطامع السياسية، ولا أقول الطموح السياسي، لأن الطموح النضالي مشروع، وشتان بين الطموح والطمع. لا بأس أن يتحالف الإسلاميون في قائمة موحدة، وهو أمر معمول به ولا يتناقض مع القوانين، لكن أن يركب التيار الإسلامي من ليس لهم علاقة لا بالدعوة، ولا بالإديولوجية فهذا نفاق سياسي غير معهود، فجمعية العلماء التي لم تدرج يوما في تاريخها النضالي أيام الاستعمار مطلب الاستقلال ولا حثت على حمل السلاح لتحرير البلاد، وكان همها الوحيد إصلاحي، حماية الدين وتطهيره من الشوائب التي علقت به من بدع جراء الجهل، وكانت تدعو لفصل الدين عن الدولة، الدولة الاستعمارية اللائكية، حماية للمساجد ولأموال الوقف، ها هي اليوم تحاول استغلال فرصة دعم الغرب للحركات الإسلامية لتمكينها من الحكم، لتفتك لها نصيبا من التورتة. ولماذا لا تشتغل جمعية ڤسوم، مادامت الأجيال كفرت بالتاريخ، وعزفت عنه جراء مساوئ الأنظمة الوطنية. ثم، كم من العمر مازال أمام الرئيس الأسبق، أحمد بن بلة، ليقوم بدور سياسي في البلاد، وهو الذي لم يقدر على لعب دور سياسي أيام شبابه وأخرج من الحكم بطريقة سلسة دون أن يبدي أية مقاومة؟ ماذا بقي في رصيد الرجل من أفكار وخلاصة تجربة يقدمها للأجيال ولم يقدمها أثناء شبابه، سوى أنه رهن البلاد وجعلها تابعة لمصر وفتح شهية الكثيرين لاستغلال ثروات البلاد وقدراتها وهي خارجة لتوها من ربقة الاستعمار؟ على رأس من حلف الإسلاميون؟ إن لم يكن ذلك على رأس مستقبل البلاد وعرقلة مساعيها ومسيرتها نحو مستقبل آمن؟