من جهتها، استنكرت الزاوية الرحمانية لعين وسّارة بالجلفة، نشر صور للرسول (صلعم) في كتاب شيخ الطريقة العلوية خالد بن تونس. وقال شيخ الرحمانية رابح باسين، إن بن تونس زقام بأشياء تمس بالعقائد والمقدسات، ونحن نندّد ونشجب هذه التصرفات''. وأضاف باسين، في اتصال مع ''البلاد''، أن تضمين كتاب شيخ العلاوية صورا مزعومة للرسول (صلعم)؛ زمس بالزوايا والطرق الصوفية كافة. بما فيها طريقته العلوية، التي نظن أنها بعيدة كلية عن أفكاره وآراءه، مع احترامنا لجده سيدي أحمد العلوي''. ليدعو الشيخ باسين مؤلف الكتاب إلى زسحبه من الأسواق''. مشايخ الصوفية الى التمسك بالثابت ونبذ المتغير الدكتور جيدل يحذّر من التوظيفات السياسوية للصوفية دعا الدكتور عمار جيدل المتخصص في العقيدة وأصول الدين بجامعة الجزائر، مشايخ الطرق الصوفية إلى الحذر من الوقوع في فخ التوظيفات السياساوية. وحذر المشايخ القائمين على الطرق الصوفية في الجزائر من محاولة استعمالهم كوسيلة لتصفية الخصومات السياسية والجهوية التي تقودها بعض الأطراف، داعيا إياهم إلى الارتباط بالثابت والحذر من التعلق بالمتغير المرتبط ب ''الرغيف والوظيف وغيرها من الزوائل'' على حد تعبيره. وأشار الدكتور المحاضر بكلية أصول الدين والذي شارك محاضرا في الملتقى المخلد للذكرى المئوية لتأسيس الطريقة العلوية إلى أن عدم الوقوع في المحاذير التي نبّه إليها تشكل الضامن الوحيد الذي سيجعل من الطرق الصوفية في الجزائر إضافية إيجابية لحركية الأمة. وفي سياق متصل شدّد الدكتور جيدل على التأكيد بأن أي توجه إسلامي أو طريقة صوفية أو فهم للإسلام أو محاولة لتجسيده في أرض الواقع لن تكون ذات قيمة إن هي افتقرت للمصداقية والشرعية التي يضفيها عليها المجتمع المتوارث للفهم الصحيح للإسلام منذ فجر هذا الأخير. مؤكدا بهذا الخصوص من أن أي محاولة للانحراف عن الفهم الصحيح المتكامل للإسلام سيكون مصيرها التنكر من قبل عموم الأمة وكذلك أصحاب الشأن من الفقهاء والعلماء والمتخصصين، منتقدا محاولة قصر الإسلام على الجانب الروحي فقط، معبرا في هذا الشأن بأن تنظيم هذا الملتقى الدولي للعلوية كان لأهداف تتعلق بالآخر الذي يجهل الصورة الحقيقية للإسلام أكثر من الداخل في محاولة للاقتصار على تسويق الجانب الروحي للإسلام استرضاء للغرب بغرض الوصول إلى نقاط تلاقي بين حضارتين تشكلان خطين متوازيين يأبيان التقاطع. وفي هذا السياق شدّد جيدل على التذكير بأن الإسلام منهاج حياة متكامل بما يتداخل فيه الجانب الروحي والجانب الحياتي المتعلق بالشأن الدنيوي العام. من جهة أخرى، وبخصوص مضمون الكتاب الذي أصدره شيخ الطريقة العلوية بن تونس وحجم الجدل الذي أثاره نشر وتوزيع هذا المؤلف، عبّر جيدل عن استيائه من الطريقة التي عولجت بها قضية التجاوزات الواردة في كتاب بن تونس، مشيرا إلى أن الشيخ من جانبه أخطأ حين زاد للأمة جراحات هي في غنى عنها، كما سلط جيدل الضوء على الذين تحاملوا على شيخ الطريقة عبر وسائل الإعلام فيما كان يجدر بهم الاتصال به مباشرة. ولم يمنع استياء جيدل من اللغط الذي أثير حول القضية للتأكيد جازما بأن ما ورد من صور في كتاب بن تونس أمر محرم شرعا وضرب من محاولة خرق الغيب الذي لا يطلع عليه غير الخالق عز وجل. كما خلص جيدل في سياق كلامه إلى الحديث عن دور المجتمع المدني في إبراز صورة الإسلام الحقة بعيدا عن الهرطقة والتجاوزات الشرعية. في إشارة إلى الطرق الصوفية والجمعيات الأهلية التي اتخذت من الدفاع عن الإسلام ساحة لنضالها، فيما ذكّر جيدل بدور السلطة المطالبة بنص الدستور أن تحمي الدين من التوظيفات الأخرى مهما كانت صفتها أو طبيعتها، مشيرا إلى أنها مطالبة إلى جانب ذلك بالحرص على تكريس الفهم السليم للإسلام. ويأتي حديث جيدل تلميحا إلى متاهة الأزمة التي دخلتها الجزائر بسبب تخلي السلطة وتطرف المجتمع في المقابل وكرد فعل لحماية الدين من تداعيات الترك السلطوي للشأن الديني.