*الحاج بن عدة: كل من انتقد الكتاب جاهل لتاريخ الإسلام اتهم الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين، زعيم الطريقة العلاوية في الجزائر الشيخ خالد عدلان بن تونس بالإساءة للمقدسات الإسلامية والرموز الوطنية وحتى للتصوّف الحق ودعت السلطات للتدخل وسحب كتاب الصوفية الإرث المشترك من السوق، فيما تمسّكت الجمعية العلاوية على لسان رئيسها الحاج عدة بن تونس بما ورد في مضمون المؤلّف الذي قالت إن كل من هاجموه يجهلون التاريخ الإسلامي. ورد إلى "صوت الأحرار" أمس بيان شديد اللهجة حمل توقيع الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الذي قال فيه إن جمعيته تلقت باستغراب واستنكار ما نقله صاحب كتاب "الصوفية الإرث المشترك"، حيث أشار البيان إلى أن هذا الكتاب تضمّن فعلا صورا للرئيس الكريم وحوله صحابته رضوان الله عليهم يلقنهم القرآن، بالإضافة إلى صور سيدنا جبريل عليه السلام في هيئة امرأة. ولم يفوّت الشيخ شيبان الفرصة لشجب كتاب بن تونس زعيم الطريقة العلاوية حيث أوضح بشأنه أن فيه مساسا بالمقدسات الإسلامية والرموز الوطنية على اعتبار أن المؤلّف تضمّن كذلك صورة للأمير عبد القادر وسط نجمة داوود رمز الصهيونية والكيان الصهيوني، ووصل الأمر برئيس جمعية العلماء المسلمين إلى حد مطالبة السلطات الرسمية في البلاد "للتصدي لمثل هذه الاختراقات والتجاوزات التي تتنافى مع تعاليم الإسلام وتسيء إلى الجزائر وإلى التصوّف الحق. وأكثر من ذلك فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كانت أول من يهاجم هذا الكتاب الذي جاء في ما يزيد عن 400 صفحة، أكدت أن التصوّف الحق يرفض مثل هذا التصرف المناقض للقرآن والسنة والمخالف لإجماع الأمة، قبل أن تطالب بإلحاح على لسان الشيخ عبد الرحمان شيبان بسحب هذا الكتاب من التداول في السوق. وبالموازاة مع ذلك انتقدت جمعية الشيخ العلاوي للتربية والثقافة، بشدة، ردود الفعل التي تركها صدور كتاب خالد بن تونس الموسوم الصوفية الإرث المشترك، واعتبرت أن كل ما صدر من الجهات التي هاجمت الجمعية بمثابة بلبلة من أناس لا يفرقون بين الكاريكاتور والمينياتور (مجسّمات)، كما نفت في المقابل وجود أي خروقات أو تجاوزات أو حتى إساءة للإسلام ورموزه وبخاصة المساس بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وأفاد الحاج عدة بن تونس رئيس الجمعية العلاوية في اتصال مع "صوت الأحرار" أمس أن الأجدر لكل من انتقدوا وهاجموا الكتاب أن يطّلعوا على مضمونه، مدافعا عن الشيخ خالد عدلان بن تونس الذي قال إنه معروف عنه دفاعه المستميت عن الإسلام وبالتالي لا داعي للمزايدات ومحاولة زرع البلبلة لأننا لم نأت بأمور جديدة حتى ننتقد بهذا الشكل..، ليضيف متسائلا: هل يجوز لشيخ مثل بن تونس أن يسيء للرسول الكريم مثلما تروّج له بعض الجهات؟. وتابع محدثنا أن ما نشر في كتاب زعيم الطريقة العلاوية من صور ليس بالجديد لأنه مقتبس من التراث الإسلامي بحيث يعود عمرها إلى ثمانية قرون مضت، مشيرا إلى أنها كانت موجودة أفغانستان وبلاد الفرس وحتى في العهد العثماني، نافيا مجدّدا أي إساءة لرموز الإسلام، كما أقرّ بأن هناك صورتان في الكتاب للرسول الكريم ولكن، يضيف الحاج عدة، بها حاجب، ليؤكد أن الغرض من إبرازها هو ضرورة إعادة الاعتبار لأضرحة الصحابة وعائلة الرسول – صلى الله عليه وسلم- المحطمة في المملكة العربية السعودية بدل مهاجمة الطريقة العلاوية على هذا الكتاب. أما بشأن صورة الأمير عبد القادر وسط نجمة داوود، فقد علّق عليها رئيس الجمعية العلاوية بأنها لا نتمثّل أي إساءة من منطلق أن النجمة من التراث الإسلامي وهي على علاقة بالدين الإسلامي وبرسولين بعثهما الله ويتعلق الأمر بسيدنا سليمان وسيدنا داوود، يبقى فقط بحسب الحاج عدة أن اليهود استغلوها واستعملوها في علمهم واليوم أصبحنا نرى من يحرّمها وهذا جهل لتاريخنا، والنجم السداسي موجود في العهد العباسي وكذا العثماني. وبناء على ذلك أوضح محدثنا أنه ليس هناك تجاوزات ولا خروقات ولا ما يضر لا بالإسلام ولا بالرسول الكريم، وكل ما في الأمر أن الكتاب جمع ما هو موجود في التراث الإسلامي، مضيفا أن لا أحد يمكنه التشكيك في الشيخ خالد بن تونس، كما شدّد أنه باستثناء بعض الأصوات فإن الكتاب لقي صدى إيجابيا لأنه يرجع إلى التاريخ الإسلامي ويتضمن 900 صورة أغلبها تنشر لأول مرة..، وعليه فقد قلّل من أهمية الدعوات إلى سحبه. من جهة أخرى أكد الحاج عدة أن الضجة التي أثارها كتاب بن تونس لن تؤثر على الملتقى المئوي للطريقة العلاوية الذي ستحتضنه ولاية مستغانم بداية من الأسبوع المقبل، كاشفا عن مشاركة 37 دولة وحوالي 5 آلاف مشارك من بينهم ممثلان اثنان عن جمعية العلماء المسلمين التي هاجمت زعيم الطريقة العلاوية ويتعلق الأمر بالدكتور عمار طالبي وفضيل قدوري.