انتشرت التجارة الفوضوية خلال هذا الشهر الفضيل الذي يتزامن وموسم الصيف والاصطياف بولاية البليدة بشكل لا عقلاني، الأمر الذي لمسته «البلاد» من خلال جولتها الإستطلاعية التي قامت بها على مستوى جميع الأسواق الفوضوية الموزعة عبر تراب الولاية والتي اتسعت رقعتها بشكل كبير في حين أصبحت القبلة الأولى لدى العديد من المواطنين. أهم ما لفت انتباهنا في جولتنا الاستطلاعية وككل شهر رمضان كريم من كل عام، تجار من نوع خاص ينصبون طاولاتهم لبيع أي شيء، فبين بائع «المعدنوس» وبائع «الديول» وكذا «قلب اللوز» الذين اكتسحوا أرصفة الأسواق الشعبية المنتشرة عبر تراب الولاية كسوق قصاب وسط المدينة وسوق بوفاريك وغيرها من أسواق البليدة، باعة لا يكتفون بنشاطهم الموسمي والرمضاني فقط بل تصبح أنشطتهم وأماكن بيعهم ملكية خاصة وحقا مكتسبا يصعب الاستغناء عنها أو إخراجهم منها حتى بعد رمضان لتعود الأسواق الفوضوية ترتفع من جديد رغم الجهود المبذولة من طرف السلطات المعنية من أجل التقليص منها على الأقل. وحسب مصدر «البلاد» فإن الآلاف من التجار الفوضويين يعملون لفترات موسمية محددة خاصة في شهر رمضان الفضيل ينتشرون عبر مختلف نقاط بيع فوضوية ثابتة، كما تعتبر أيضا هذه الأسواق الفوضوية ضمن الأسواق المتحركة التي تنشط عبر الأرصفة بمحاذاة الأسواق والهيئات.. دون احتساب باقي الباعة الفوضويين. … الأسواق الفوضويةقبلة كل الشرائح البليدية لم تعد الأسواق الفوضوية تستقطب الطبقات الفقيرة والمعوزة من المجتمع بل أضحت الوجهة الأولى لميسوري الحال وجميع شرائح المجتمع الذين لا يتوانون عن الجري واللهث وراء كل ما هو رخيص وبخس أيا كانت العواقب. حيث أصبح المستهلك يلهث وراء الأسواق الفوضوية في رحلة بحث عن الأسعار التي تلائم جيبه دون التفكير في نوعية المنتوج أو الكمية، وعلى الرغم من التحذيرات المستمرة من طرف السلطات المعنية وكذا المختصين في الصحة، إلا أنها لا تزال تنتشر وبقوة لتصنع صورة متناقضة عن الممارسات الفوضوية والشرعية. ولعل سوق «باب الدزاير» بوسط مدينة البليدة نموذج حي عن تزاوج مجموعة من الأسواق الفوضوية والمساحات التجارية الشرعية وكلاهما يوفر مختلف أنواع السلع المتقاربة من خضر وفواكه إلى ملابس ومستحضرات التجميل، فضلا عما يحتاجه جميع أفراد العائلة في حياتهم اليومية وبأسعار مختلفة وتنافسية بل زهيدة في بعض الأحيان بالأسواق الفوضوية مما جعل هذه الأسواق العشوائية قبلة للعائلات لاسيما المحدودة الدخل.