تنتعش التجارة الفوضوية خلال شهر رمضان الذي يتزامن هذه السنة مع موسم الصيف بشكل مضاعف وهو ما يحدث بجميع الأسواق الفوضوية المنتشرة بالبليدة وما جاورها والتي اتسعت رقعتها وكثر الوافدون عليها بشكل كبير. حيث ينتشر خلال هذا الشهر الفضيل تجار من نوع خاص ينصبون طاولاتهم لبيع أي شيء وكل شيء، فبين بائع الحشيش أو (المقطفة) وبين بائع (الديول) و(قلب اللوز) وغيرهم من الباعة الذين لا يكتفون بنشاطهم الموسمي والرمضاني فقط بل تصبح أنشطتهم وأماكن بيعهم ملكية خاصة وحق مكتسب يصعب الاستغناء عنهما أو إخراجهم منها حتى بعد رمضان لتعود الأسواق الفوضوية ترتفع من جديد رغم الجهود المبذولة للحد منها. ولم تعد هذه الظاهرة تستقطب فقط الطبقات الفقيرة والمعوزة من المجتمع بل أضحت الوجهة الأولى لميسوري الحال وجميع شرائح المجتمع الذين يجلبهم كل ما هو رخيص وبخس الثمن أيا كانت عواقبه. وأصبح المستهلك يلهث وراء الأسواق الفوضوية في رحلة بحث عن الأسعار التي تلائم قدرته الشرائية دون التفكير في نوعية المنتوج أو الكمية، وعلى الرغم من التحذيرات المستمرة للسلطات الوصية والمختصين في الصحة وغيرهم من هذه الأسواق، إلا أنها لا تزال تنتشر لتصنع صورة متناقضة عن الممارسات الفوضوية والشرعية ولعل سوق (باب الجزائر) المتواجد في وسط البليدة نموذج حي وواضح عن تزاوج مجموعة من الأسواق الفوضوية والمساحات التجارية الشرعية وكلاهما يوفر مختلف أنواع السلع المتقاربة من الخضروات والفواكه إلى الملابس ومستحضرات التجميل، فضلا عما يحتاجه جميع أفراد العائلة في حياتهم اليومية وبأسعار مختلفة وتنافسية. وكذا سوق قصاب بأولاد يعيش الذي يكثر فيه الباعة الفوضويون الذين يعرضون سلعهم سريعة التلف تحت أشعة الشمس ضاربين صحة المواطن عرض الحائط.