أقام الديوان الوطني للثقافة والإعلام سهرة أول أمس ب«قاعة الموڤار» في العاصمة، حفلا تكريميا على شرف الفنان الحاج حسن السعيد، وذلك في إطار سلسلة من التكريمات التي اعتادت وزارة الثقافة القيام بها تقديرا لعطاء الفنانين الجزائريين في إبراز الموروث الثقافي والمساهمة في إثرائه. واستهل الحفل بأداء جوق موسيقي معزوفات غنائية مستمدة من سجل حسن السعيد صاحب أغنية «الشمعة والقنديل والثريا». واضطرت وزيرة الثقافة خليدة تومي في بداية الحفل تسليم الفنان شهادة تقديرية ومجموعة من الهدايا نظرا للحالة الصحية الحرجة التي يتواجد فيها، حيث غادر الحفل بعد قراءته بشق الأنفس قصائد من الشعر الملحون التي يمدح فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتواصل الحفل بعرض فيلم وثائقي قصير تم فيه تناول مشوار ومسيرة الحاج حسن السعيد الفنية وأهم المحطات التي عاشها. وأمتعت مجموعة من الفنانين أمثال عبد القادر شاعو وسمير تومي وراضية منال وغيرهم الجمهور الحاضر ب«قاعة الموڤار»، وذلك بإعادة إحياء السجل الغنائي للفنان المكرم من خلال تقديم باقة من الأغاني التي شكلت شهرته من بينها «الشمعة والقنديل والثريا» و«واش ماشفتي يا عيني». وشد الثنائي الذي جمع كلا من المطربين سمير تومي وراضية منال انتباه الحاضرين من محبي الفنان بأدائهما أغنية «هاذي مدة وأنا غريب» التي تعد من إحدى روائع حسن السعيد، حيث أداها آنذاك رفقة المطربة أنيسة ميزاغير. واختار الفنانون الحاضرون في وقفة تكريمية الصعود إلى ركح «قاعة الموقار» وإعادة أغنية «الشمعة والقنديل والثريا» التي كنت مسك ختام السهرة وتجاوب معها الجمهور من خلال التصفيقات والزغاريد. من ناحية أخرى، ولد الفنان الحاج حسن السعيد في ال 18 نوفمبر 1931 ب«حي القصبة» في الجزائر العاصمة، وتربى في كنف عائلة محبة للموسيقى وكان يعد من التلاميذ الأوائل للحاج محمد العنقى، وذلك بانضمامه رفقة صديقه عمار العشاب إلى المعهد البلدي الموسيقي الذي يشرف عليه الحاج العنقى. وشارك حسن السعيد غداة استرجاع الاستقلال رفقة بوجمعة العنقيس والراحل الهاشمي ڤروابي وغيرهم في مجموعة صوتية رافقت الحاج محمد العنقى في تأدية أغنية «الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا». وترك الفنان رصيدا فنيا ثريا شمل تسجيلات عديدة في الإذاعة والتلفزيون، وعلى الأسطوانات ذات 33 و45 و78 لفة.