يعرف الأسبوع الأ خير من شهر رمضان الفضيل إقبالا نسويا كبيرا على الكثير من الأسواق والفضاءات التجارية لبيع ألبسة الأطفال بمختلف أنواعها من أجل اقتناء ملابس العيد لأبنائهن. كما تعرف محلات بيع ألبسة النساء تهافتا كبيرا على السلع المعروضة لمختلف الماركات من الإيطالية والتركية والماليزية الى الصينية، ناهيك عن الإقبال على محلات بيع الأفرشة والأواني ومستلزمات الحلويات تحضيرا لعيد الفطر الذي سيكون مميزا هذه السنة بالنسبة للعائلات العاصمية بتوفر عدة فضاءات ومراكز تجارية والتي باتت تشهد هذه الأيام حركة كثيفة وتوافدا كبيرا لمختلف العائلات التي تقصدها من كل مكان نهارا وليلا على غرار مركز «فميلي شوب» التجاري بالبليدة ومركز التسوق التجاري بباب الزوار وكذا مركز التسوق الجديد بالعاصمة «أرديس». وقصد إجراء مقارنة على أجواء إقبال العائلات الجزائرية بهذه الفضاءات التسوقية. ولإجراء مقارنة بين أكثر المراكز والفضاءات التجارية تفضيلا لدى العائلات الجزائرية من ناحية الإقبال عليها عشية عيد الفطر، قمنا بجولتين إلى مركزين تجاريين أولاهما كانت إلى مركز باب الزوار للتسوق والثانية بمركز «أرديس». تهافت غير مسبوق على السلع الصينية والماليزية لتأخر دخول التركية وقصد الوقوف على مدى إقبال العائلات العاصمية على المركز التجاري لباب الزوار ورصد أجواء التسوق به ومعرفة انطباعات الناس على ما يعرض فيه من سلع ومنتوجات جديدة، نزلنا في إحدى الأمسيات الرمضانية إلى مركز باب الزوار التجاري وأول ما لحظناه لدى وصولنا هو الإقبال الواسع للعائلات المتوافدة رفقة أطفالها على المركز حيث تحدثنا مع بعض الوافدين لنستقصي عن سبب الإقبال الواسع، وبعدما سألنا خالتي فتيحة التي كانت منهمكة في حمل بعض الملابس والمقتنيات قالت لنا: «من حين لآخر أقصد مركز باب الزوار للتسوق حيث أجد كل ما احتاجه من المستلزمات التي تنقصني بالبيت، فهذه المرة قدمت رفقة ابنتي المقبلة على الزواج بعد العيد لتجهيزها باقتناء بعض حاجياتها من الألبسة والمفروشات والأواني». وتضيف المتحدثة عن أسعار المعروضات بالمركز قائلة: «بعض السلع هنا مرتفعة السعر شيئا ما عن المحلات التجارية العادية، على غرار الألبسة الجديدة وهذا راجع إلى نوعية وجودة السلع المعروضة». وأشارت خالتي فتيحة إلى أنها تفضل شراء سلع ذات جودة ونوعية حتى وإن كانت أسعارها مرتفعة بعض الشيء على شراء سلع أخرى معروضة بمختلف المحلات والأسواق الشعبية التي قد تكون مقلدة ومغشوشة، مضيفة: «كل حسب قدرته الشرائية». تحدثنا إلى أحمد الذي جاء رفقة عائلته إلى المركز التجاري عن سبب قدومه رفقة كل عائلته إلى المركز فقال لنا: «أنا من بلدية باب الزوار وأقصد المركز التجاري يوميا للتسوق حيث أجد أن أسعار المواد الغذائية هنا متقاربة مع المعروضة بالمحلات العادية، يرى أحمد أن أسعار بعض المنتوجات والمعروضات الأخرى من ألبسة أطفال وأواٍن وأجهزة كهرومنزلية مرتفعة عن تلك الموجودة بالمحلات العاديةو وأضاف بالقول: «جئت رفقة عائلتي لشراء ملابس العيد لأطفالي قبل أن تلتهب أسعارها عشية العيد ككل سنة رغم أن ملابس الأطفال هذه المرة كانت مرتفعة منذ دخول شهر رمضان بشكل محسوس رغم قلة المنتوجات الجديدة فالزوالي والشهّار يبقى محروما من شراء ملابس ذات جودة لأطفاله». تركنا أحمد وملامح الفرحة والبهجة بملابس العيد تعم أطفاله الثلاثة. وعند السلّم الكهربائي المتحرك كانت سيدة تمسك بابنتها الصغيرة فقالت إنه لا يوجد فرق بين أسعار السلع في هذا المركز وأسعارها في المحلات التقليدية، وما إن نصل إلى الطابق الثاني حتى ندخل عالما آخر، إنه عالم الموضة والأزياء مع fashion planet الممتلئ هو الآخر بالزبائن والفضوليين، وسط الألبسة والفتيان يقيسون مختلف أنواع الألبسة المطروحة للبيع حتى يتمكنوا من اختيار أفضلها لارتدائها يوم العيد، هذه الألبسة التي يبرر الباعة غلاءها بأنها ذات ماركات عالمية معروفة، مما يبرر غلاءها مقارنة مع ما هو موجود في السوق العادية من سلع صينية وأخرى مغربية. من جهتهما ياسمين وحنان اللتان قدمتا من بلدية القبة قالتا إنهما عادة ما تتسوقان بمركز باب الزوار التجاري منذ افتتاحه لإعجابهن الكبير بمعروضاته إلا أنهما تخشيان شراء ملابس أياما قبل العيد ثم تدخل (ماركة) ونوعيات جديدة وأفضل عشية العيد لذا فقد قدمتا لتريا ما يناسبهما لاختياره قبل العيد بيوم أو يومين. سألنا إسماعيل صاحب محل بيع ملابس النساء عن نوعية الملابس الجديدة التي استوردوها هذه المرة قبل العيد فقال: «هناك سلع جديدة وضعنا الطلبية عليها خصيصا لعيد الفطر لكنها لم تصل بعد ولا ندري متى ستصل أو سبب هذا التأخر الكبير الذي قد يتسبب لنا في خسائر مادية بحرماننا من العمل مع الزبائن الأوفياء الذين يثقون فينا ويضعون طلبياتهم على السلع التركية والماليزية التي يفضلونها بكثرة خلال هذه المناسبات». بعد توفر شتى أجمل وأجود المنتوجات والسلع ذات الماركات العالمية مركز «أرديس» جنة تسوق للأثرياء وجحيم أسعار للفقراء أما المركز التجاري الجديد «أرديس» الذي يقع بالقرب من قصر المعارض والمقابل للواجهة البحرية بالساحل الشرقي للعاصمة والذي يعد مدينة تجارية تضم عدة محلات تجارية للألبسة والأقمشة الأفرشة والأثاث والعطور الفاخرة، إضافة الى فضاء خاص بالصناعات التقليدية والمطاعم الراقية. في الجولة الثانية التي قادتنا الى المركز التجاري أرديس الذي ما إن دخلناه حتى لفت انتباهنا بناؤه العمراني الفخم والمزركش بالرخام والواجهات الزجاجية المنتشرة بأرجائه إضافة إلى رحابته توفره على عدة محلات تعرض سلعا ومنتوجات ذات (ماركات) علامات مختلفة تم اختيارها بدقة ليجد الزبون كل ما يطلبه، مع تواجد عشرات الماركات العالمية المتنوعة التي تعود لآخر تقنيات وصيحات الموضة العالمية في عالم الأزياء، التكنولوجيا، الأجهزة الكهرومنزلية. كما تم حجز مساحة كبيرة من المركز للإنتاج الجزائري من مختلف العلامات التجارية سواء الخاصة بالملابس أوالأجهزة الكهرومنزلية وحتى المواد الغذائية التي عرفت بالخصوص إقبالا منقطع النظير منذ أولى أيام شهر رمضان الكريم، وهو ما لحظناه خلال الجولة التي قمنا بها مرورا بجناح عرض المواد الغذائية حيث وجدنا السيدة «زوليخة» من الأبيار منهمكة في اختيار مستلزمات حلويات العيد التي قالت عنها: «لقد عرفت هذه السنة ارتفاعا كبيرا في الأسعار إذ لم يسبق أن وصلت إلى هذا الحد فبعد أن كنت احضر العديد من أنواع الحلويات بمناسبة العيد من (مقروط اللوز) (الشامية) (التشارك المغبر) (القنيدلات) (المخبز) قد أضطر هذه السنة إلى اختيار نوعين أو ثلاثة من الحلويات فقط بعد أن أصبحت قيمة وتكلفة إعدادها تتطلب مبالغ مالية كبيرة تقترب من تكلفة تحضير حلويات الإعراس». وخلال تجوالنا بتلك المحلات استفسرنا أصحابها عن أسعار مستلزمات الحلويات فلمسنا لهيب الأسعار الذي حدثتنا عنه السيدة زوليخة فالجوز وصل سعره إلى 1800 دينار للكيلوغرام الواحد أما المقشر منه ففاق سعره 2600 دينار واللوز الذي تراوح سعره بين 850 و1000 دينار للكيلوغرام أما «الكاوكاو» فارتفع سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 320 دينارا والمقشر بين 360 و380 دينارا، أما البيسطاش المقشر فارتفع سعر الكيلوغرام منه إلى 2600 دينار. تنقلنا بعدها إلى قسم آخر من المركز خصص للماركات العالمية كالأحذية الرياضية والساعات الفاخرة وكذا الأجهزة الإلكترونية وتكنولوجيا الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر التي أبهرت الزوار. كما يوفر المركز محلا خاصا لتنظيف الملابس «أرديس ساك» الذي يسمح بتنظيف وتجهيز الملابس في ظرف ساعة من الزمن. أما بالمحلات المجاورة بجناح بيع الملابس فالأسعار تبدو جنونية بمحلات بيع ألبسة الأطفال التي تتراوح أسعار القطعة الواحدة منها بين 5000 و6000 دينار. فما هو حال الزوالي الذي لديه أربعة أو خمسة أطفال هل يقترض ليفرح أبناءه بملابس العيد أو يحرمهم منها للهيب أسعارها ويصبر إلى أن يفتح الله عليه. كما سألنا سفيان صاحب محل لبيع أرقى أنواع ملابس وأزياء النساء الذي قال إن الإقبال الذي عرفته الأيام السابقة للزبائن من النساء المتوافدات كان محتشما لانشغالهم بالتحضيرات اليومية لموائد رمضان من فطور والمستلزمات اليومية لتحضيرها لكنه أكد أن الإقبال خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان زاد بشكل لافت ليتواصل توافد بعض الزوار بالمركز التجاري الى ساعات متأخرة من ليالي رمضان للتسوق واقتناء ملابس العيد. وعلى صعيد أسعار السلع المعروضة اعترف المتحدث بأنها تعرف ارتفاعا كبيرا خصوصا ملابس النساء لكونها ذات ماركات عالمية معروفة مثل «شانال» «برادا» «جورجيو أرماني» و«ديور» ورغم كل هذا وتجاوز سعر القطعة من تلك الألبسة الذي قد يتجاوز 8000 دينار، إلا أن المتحدث أكد لنا أن هناك إقبالا كبيرا على سلعهم ذات الجودة من طرف العائلات الميسورة الحال وكل حسب استطاعته (كل حسب جيبه) وأمله أن يزيد إقبال الزبائن عشية العيد ليتمكن من ترويج سلعه المعروضة ليضع طلبية على أنواع جديدة في موسم الخريف القادم. قال زميل سفيان بالمحل التجاري بخصوص الإقبال إن العائلات الجزائرية لم تعتد كثيرا على مركز أرديس لكنه يرى في عيد الفطر مناسبة لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن من خلال التعريف بمنتوجاتهم وسلعهم ذات الجودة والنوعية الراقية ليصبحوا زبائن أوفياء، مضيفا أنه لاحظ أن النسوة والفتيات اللواتي يقبلن على شراء سلعهم ومنتوجاتهم أصبحن يغتنمن مناسبة العيد لتوفر هذه الفترة على كل أنواع الملابس ذات الجودة والماركة العالمية لاقتناء كل ما ينقصهن، فعوض ان تشتري تلك الفتيات نوعا واحدا من الملابس كل مرة أصبحن يشترين وينوعن منها في هذه المناسبات التي تتوفر فيها سلع ومنتوجات جديدة وهو ما يشجع أصحاب المحلات أكثر على ترويج سلعهم وجلب أكبر عدد ممكن من الزبائن الأوفياء.