تعرف المؤسسات العمومية الاستشفائية الأربع ومختلف مؤسسات الصحة الجوارية لولاية الشلف، منذ شهرين حالة من الاستنفار بسبب ندرة لقاحات المواليد، ما حدا بالعديد من أولياء الرضع إلى البحث عنها خارج تراب الولاية والتنقيب عليها لدى المصحات الخاصة لاقتناء اللقاح الواحد بأسعار خيالية تفوق قيمتها 1500دج مقابل أنها تمنح بالمجان في المستشفيات العمومية، وقد أضفت ندرة اللقاحات حالة من الغموض بشأن غيابها والسبب الرئيسي من ورائها، في ظل تمكن خواص من السيطرة على مثل هذه اللقاحات لأجل المضاربة في أسعارها، وهو ما زاد من قلق وغضب الأسر المحلية خوفا على سلامة أطفالهم من بعض الأمراض المعدية التي قد تودي بحياتهم أو تسبب لهم عاهات مستديمة، مثلما وقع الحال قبل سنة في مدينة تنس بعدما تعذر على عائلة أخذ لقاح لابنها، فأدى إلى بتر ساقه اليسرى. وتعيش الجهة الشمالية التي تغطي حوالي 19 بلدية، أزمة حادة في اللقاحات لعجز الكثير من الاسر الفقيرة وضعيفة الدخل القاطنة في مناطق مصنفة ضمن خانة العجز التنموي من الاستفادة المجانية من اللقاح والتطعيم الموجه لأطفالها لاسيما الموجه للوقاية من أمراض «التيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي والالتهابات الرئوية. وحسب مصادر محلية، فإن الكثير من العائلات في الشريط الساحلي بالولاية ذاتها اضطرت الى الطواف عبر مستشفيات ومراكز صحية تابعة لولايات مجاورة لأجل الحصول على اللقاح «اللغز». ومن بين اللقاحات المفقودة في ولاية الشلف لقاح ال «بي سي جي» المضاد لمرض التدرن تبعا لتصريحات أحد الاطباء العامين ل«البلاد»، الذي قرع جرس الانذار بداعي أن عدم التلقيح يمكن أن يؤدي إلى ظهور جيل كامل من الأطفال معرضين للإصابة بهذا المرض الخطير، هذا اللقاح على أهميته يبقى مفقودا في مخازن الصيدليات التابعة لمستشفيات الصبحة، تنس، الشرفة وأولاد محمد إضافة إلى مختلف المراكز الصحية، ولفت مصدر من صيدلية مستشفى الاخوة خطيب بأولاد محمد بعاصمة الولاية إلى أن اللقاح مفقود بالمخزن الصيدلي منذ فترة وأنه ينعدم تماما ويتم توجيه أهل المواليد الجدد نحو عيادات أخرى للتلقيح، لكن بعض القائمين على الهياكل الصحية في الشلف يرفضون تلقيح المواليد الجدد الذين وضعوا خارج عياداتهم ونطاق اختصاصهم، حيث يرغمون أمهاتهم بالعودة إلى حيث وضعوا مواليدهن لتلقيحهم في ظرف 8 أيام حفاظا على مخزونهم من اللقاح، وعلى الرغم من أن مديرية الصحة والسكان تعتبر المخاوف ذاتها تنطوي على مبالغة وتهويل كبير، غير أن أحد الأطباء طلب عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مصرح له بالحديث إلى وسائل الإعلام، يوضح أن «لقاح البي سي جي» من اللقاحات المهمة وتقليديا يستخدم في المناطق المعرضة للإصابة بهذا النوع من الأمراض، مضيفا أن العشرات من الإصابات وقعت سنويا بسبب استحالة تطعيم المواليد الجدد بهذا اللقاح، موضحا أن المستشفيات غير قادرة على مواجهة الطلبات وعاجزة عن الرد عليها، يحدث هذا في الوقت الذي تظل فيه المديرية تساير نفس موقف الوزارة بأنه لا وجود لندرة لقاحات الأطفال .