^ فليون يكشف عن إنشاء هيئة للوقاية من الجريمة داخل المجتمع كشف المدير العام لإدارة السجون مختار فليون أن اللجنة الوزارية المشتركة لتنسيق إعادة الإدماج التي يرأسها شخصيا، تحضر حاليا ملفا خاصا بإنشاء هيئة للوقاية من الجريمة داخل المجتمع، مؤكدا في الوقت نفسه إغلاق سجن سركاجي مباشرة بعد استلام سجن القليعة بولاية تيبازة، الذي من المنتظر أن تنتهي به الأشغال نهاية السنة الجارية. وأشارت مصادر على اطلاع بالملف ل«البلاد»، أن السلطات قررت تحويل سجن سركاجي إلى متحف، خصوصا أنه يعد أحد السجون التاريخية التي بناها المستعمر الفرنسي وقضى فيه عدد كبير من رموز الثورة سنوات من حياتهم. وحمل فليون في هذا الصدد المجتمع جزءا من المسؤولية في الجريمة المنتشرة خاصة في أوساط الشباب، معتبرا أن ذلك يعني أن «المجتمع فشل جزئيا في مهمة تربية المواطن المخولة إليه بعد الأسرة وهو يتحمل مسؤولية هذا الفشل»، مضيفا أن المؤسسات العقابية تسعى إلى تعويض هذا «الفشل» وشغل اهتمامه بأمور ذات فائدة عليه وعلى المجتمع كالتعليم والتكوين لان الفراغ في رأي فليون، هو الذي قد يدفع السجين إلى الاهتمام بالجريمة عند احتكاكه بمجرمين آخرين داخل السجن. من جهة أخرى أكد المدير العام لإدارة السجون مختار فليون، على هامش حفل تكريم حفظة القرآن من المساجين، الذي أقيم بالمؤسسة العقابية للحراش ليلة الأربعاء المنصرم، أن «المعطيات» التي يحوز عليها تؤكد أن الجريمة لم ترتفع خلال هذه السنة عن بقية السنوات الأخيرة. وحسب فليون فإن النتائج التي حققها التعليم والتكوين في المؤسسات العقابية أن ذلك أهم وسيلة للحد من الجريمة بدليل الإحصاءات التي توضح أن المساجين المتحصلين على الشهادات التعليمية والتكوينية خلال فترة حبسهم لا يعودون إلى الجريمة بعد الإفراج عنهم، و ذكر بان 784 سجينا تمكنوا من الحصول على شهادة البكالوريا و2200 على شهادة التعليم المتوسط وأكثر من 3 آلاف على شهادة تكوين مهني خلال دورة جوان الماضية، وأكد فليون أن خطة إعادة الإدماج المنتهجة من قبل إدارته أثبتت أيضا فعاليتها في إصلاح المواطنين المخطئين سابقا في حق المجتمع، مشيدا بالمساعدة التي تقدمها بعض جمعيات المجتمع المدني وتعاون بعض الوزارات خاصة وزارة التربية ووزارة الشؤون الدينية والشبيبة والرياضة، وأشار فليون إلى أنه سينطلق خلال شهر سبتمبر القادم برنامج لتكوين شامل يمس إطارات الإدارة المركزية للسجون وإعادة الإدماج وكافة المؤسسات العقابية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه في إطار الاتفاقية التي تربط الإدارة العامة للسجون والاتحاد الأوروبي لدعم إصلاح السجون سيستفيد إطارت السجون والأطباء والمختصون النفسانيون العاملون بالمؤسسات العقابية من برنامج واسع للتكوين داخل وخارج الوطن، موضحا أن هذا البرنامج الخاص بتحسين المستوى في الأداء سيمتد من شهر سبتمبر القادم إلى غاية جوان 2013 مع احتمال تمديده إن اقتضى الأمر، ويتضمن برنامج التكوين جانب التخطيط الاستراتيجي لتسيير المؤسسات العقابية وجانب إعادة الإدماج وكذا معاملة المساجين والتكفل الصحي والنفسي بهم وكل ما يتعلق بالسجن والمساجين، وأكد فليون في هذا الصدد أن إدارته تعمل على تحسين مستوى إطاراتها وكل مستخدميها بالمؤسسات العقابية تطبيقا لسياسة منتهجة منذ بداية إصلاح القطاع والتي من بين أهدافها أنسنة ظروف الحبس والحفاظ على كرامة المساجين.