طار أمس عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة والرجل الثاني في الدولة، إلى نواكشوط للمشاركة في مراسيم تنصيب الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيسا لموريتانيا المقررة اليوم الأربعاء، في خطوة أخرى تعبر عن اعتراف الجزائر بالتغيير الحاصل في موريتانيا. وقال بيان صادر عن مجلس الأمة إن بن صالح سيمثل رئيس الجمهورية في مراسم تنصيب الرئيس الموريتاني الجديد السيد محمد ولد عبد العزيز المقررة اليوم. ويشارك في هذه المراسيم ممثلو دول عربية وإفريقية يتقدمهم الرئيس السنغالي عبد الله واد وكذا ممثلي منظمات دولية. وجاء تمثيل الجزائر على أعلى مستوى في هذا الحدث دليل آخر على تطبيع علاقات البلدين، خصوصا بعد الإشارات الطيبة التي أطلقها الرجل القوي في موريتانيا غداة انتخابه وأكد عزمه على تعزيز العلاقات مع الجزائر والقيام بزيارة إليها بعد انتخابه. وقال الجنرال عبد العزيز في حوار بثته التلفزة الجزائرية إنه يؤيد فتح الحدود بين البلدين. واعترفت الجزائر بالواقع الجديد في نواكشوط مباشرة بعد الانتخابات، رغم التقارير التي تتحدث عن صلات محمد ولد عبد العزيز بالمغرب، بالنظر إلى مصاهراته، إضافة إلى تلقيه تكوين عسكري هناك (أمضى أيضا فترة تكوين عسكري في أكاديمية شرشال). وشكل موقفها الرافض للانقلاب على الشرعية الدستورية في موريتانيا عاملا حاسما في عودة البلاد السريعة إلى المسار الانتخابي والتوصل إلى تسوية بين العسكر والمعارضة التي لازالت مصرة على عدم القبول بنتائج الرئاسيات الأخيرة. ويرى الكثير من المحللين أن قرار الجزائر الجديد بمد اليد للرئيس ولد عبد العزيز. موقف براغماتي أملته القراءة العميقة للواقع الموريتاني، فالرجل يحظى بدعم قطاع في الشارع والمؤسسة العسكرية وحصل على الشرعية الدستورية وقطع العلاقات مع تل أبيب من جهة، ويحكم سيطرته القوية على البلاد والجيش وكبار التجار والملاك موالون له. ما يشكل دعامة قوية للجهود الإقليمية في مكافحة الإرهاب، في ظل ارتفاع نشاطات الجماعات الضالة في المناطق الخارجة عن مراقبة دول المنطقة في الصحراء الكبرى .