«خليفة عنان» سيبقى في نيويورك أسبوعا للاجتماع بمسؤولي الأممالمتحدة قال المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه «يشعر بالرهبة» أثناء استعداده لتولي مهمة الوساطة الدولية في سوريا، وأن مصالح الشعب السوري تمثل لديه الأولوية، في حين طلب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من الإبراهيمي أن يعتمد على خطة سلفه كوفي عنان. وقال الإبراهيمي متحدثا إلى بان كي مون في نيويورك «عندما اتصلتَ بي أبلغتك أنني أشعر بالفخر والمسؤولية والرهبة، وما زلت أشعر بذلك»، وأضاف أن الشعب السوري سيكون هو «حاكمنا الأول» بحيث تكون مصالحه فوق وقبل أي أحد آخر. وأوضح المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي أن الإبراهيمي سيقضي الأسبوع المقبل في مقر الأممالمتحدة للتشاور مع المسؤولين والدبلوماسيين، قبل أن يتولى مهمته رسميا في أول الشهر المقبل، مضيفا أن اجتماع أمس، هو الأول الذي يجمعهما منذ تعيين الإبراهيمي الأسبوع الماضي، وأضاف أن بان كي مون يعتبر مهمة الإبراهيمي «مهمة وحاسمة»، واصفا إياه بأنه رجل «يتمتع بمواهب غير عادية». وكان الإبراهيمي تردد لبضعة أيام قبل أن يقبل بالمهمة التي وصفها سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة جيرار أرو بأنها «مهمة مستحيلة»، حيث أعرب الإبراهيمي عن عدم ثقته في نجاح مهمته مطالبا النظام السوري والمجتمع الدولي بمساندته. وفي اجتماع أمس الجمعة بنيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه كلما طال أمد الصراع في سوريا فسيقسط المزيد من القتلى ويعاني المزيد من الناس، وأضاف موجها حديثه للإبراهيمي «قيادتك ستكون بالغة الأهمية. أنت تحظى بالاحترام الكامل والدعم الكامل من المجتمع الدولي، ومن المهم للغاية أن يدعم مهمتك مجلس الأمن ونظام الأممالمتحدة بكامله». وفي الأثناء، قالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف والإبراهيمي بحثا الأزمة السورية في اتصال هاتفي، وأضافت أن الطرف الروسي أكد تمسكه بضرورة وقف القتال وبدء الحوار السياسي بين الطرفين المتنازعين على أساس خطة عنان والبيان الذي تبنته مجموعة العمل الدولية حول سوريا في مؤتمر جنيف. وأوضحت الوزارة أن الإبراهيمي وافق على هذا الموقف، مؤكدا أنه سيتعامل مع جميع الأطراف لتحويل الصراع إلى مجرى الحوار السياسي الشامل. من ناحية أخرى، رفض وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الاتهامات لبلاده بتزويد المعارضة السورية بالسلاح، وأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد بات مسألة أشهر وأسابيع وليس سنوات. وقال داود أوغلو في مقابلة على قناة «أن دي تي في» لية أول أمس، نشرتها وكالة الأناضول الرسمية، ردا على اتهامات تسوقها بعض الجهات ضد تركيا بتزويد المعارضة السورية بالسلاح، «هذه حجج لطالما استخدمتها الأنظمة المستبدة لتتستّر على مشاكلها الداخلية». وأشار إلى أن بلاده بذلت جهوداً مستمرة منذ تسعة أشهر لوقف سفك الدماء في سوريا، قائلاً انه زار دمشق 62 لإجراء محادثات مع الأسد، مضيفا «لم نقل لأحد أن يحمل السلاح وينتفض. ولكن لا يمكننا أن نبقى صامتين تجاه الشعب السوري الذي انتفض للقتال باسم القيم التي تثمنها تركيا أيضاً».