من أغرب النداءات الموجهة إلى جزّار الشام تلك التي أوردتها وكالات الأنباء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهو يدعو بشار الجزّار إلى عدم استعمال الأسلحة الثقيلة في حربه على السوريين، وهذا يعني تخويل بشار ونظامه الدموي ضرب السوريين بالسلاح الخفيف مثل قذائف الآربيجي. والواقع أن المسألة السورية المعقدة بتدخل الخارج من إيران مرورا بحزب الله والولايات المتحدةالأمريكية ودول الخليج، حوّل الشعب السوري إلى رهينة مثلما رهنت الطائفية لبنان طيلة ثلاثين سنة الماضية. وإذا تواصل التعاطي العربي والأممي مع القضية السورية بالخلفية الطائفية والمذهبية التي تعامل بها العالم مع لبنان، فستتحوّل سوريا إلى ساحة حرب بين إيران وحزب الله و شيعة العالم والروس وعصابات أوروبا الشرقية والصين من جهة، ودول الخليج العربي والولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا من جهة ثانية، وستفقد سوريا سيادة قرارها إن لم تكن فقدته بالفعل نتيجة التدخل الإيراني البارز، تماما مثلما تدخلت الطائفية وإيران في العراق الذي مر بسنوات دموية شنت فيها مليشيات الصفويين حرب إبادة ضد العرب السنّة الذين فروا نحو الأردن وسوريا وأوروبا. القضية معقّدة فعلا ولا يوجد مؤشّر واحد يؤكد أن سوريا تتجه نحو الاستقرار، بل هي تتجه رأسا نحو المزيد من الدماء نتيجة تخبط الغرب وعجز العرب عن مواجهة حاسمة لسياسة القتل ومخططات التمدير الشامل، حيث إيران تخطئ عندما تعتقد أن معركة سلاحها النووي هي معركة دمشق.