يعود المنتخب الجزائري، اليوم، إلى معترك التصفيات الإفريقية من بوابة تصفيات أمم إفريقيا 2013 في دورها الثالث اليوم أمام المنتخب الليبي بملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء المغربية، بسبب الظروف الأمنية المزرية التي تعيشها العاصمة الليبية في الآونة الأخيرة. وتأتي المباراة في توقيت زمني حساس بالنسبة للناخب الوطني وكتيبته، لا سيما مع تواجد بعض اللاعبين في حالة معنوية سيئة على غرار مصباح، قادير، وحتى مبولحي بسبب مشاكلهم الاحترافية، وفشل البعض في تغيير الأجواء على غرار مصباح وقادير وبودبوز. بالمقابل من ذلك يعول البوسني على إرادة اللاعبين من جهة والحماس الذي يحذو المجموعة لتعويض الفشل في التأهل إلى أمم إفريقيا 2012 الأخيرة، ولن تكون المأمورية سهلة أمام محاربي الصحراء في مواجهة منتخب ليبي متطور جدا في الفترة الأخيرة ويحتل المركز الأول في مجموعته التصفوية المؤهلة إلى مونديال 2014، وهو الأمر الذي حذر منه كثيرا المدرب الوطني قبل التنقل إلى المغرب، وسيكون حاليلوزيتش وفيا لعاداته التكتيكية من خلال الاعتماد على رسم هجومي يمنح العديد من الخيارات أمام لاعبي المنتخب الوطني، حيث سيعتمد البوسني على نفس اللاعبين الذين خاض بهم التصفيات الإفريقية في كأس العالم والكان في الصائفة الماضية وذلك بسبب ضيق الوقت وعدم لعب الخضر لمباريات ودية. والبداية ستكون من حراسة المرمى التي سيعتمد فيها على مبولحي رايس رغم وجوده دون ناد، لكن خبرته الإفريقية والحالة البدنية التي يتواجد عليها، يقول حاليلوزيتش، تؤهله ليكون الحارس الأساسي في لقاء اليوم. في حين متوسط الدفاع سيشهد تواجد مدافع شبيبة القبائل بلكالام في ظل غياب بوڤرة المصاب وسيكون فتى الكناري رفقة مجاني في المحور، بالرغم من الآلام التي يعاني منها الأخير في الآونة الأخيرة، وسيكون على الظهيرين الثنائي كادامورو في الجهة اليمنى في وقت مصباح سيأخذ مكانه على الناحية اليسرى وستكون مهمة الاسترجاع من نصيب الثنائي لحسن، ڤديورة، على أن يأخذ فيغولي مهمة صناعة اللعب وتزويد الهجوم بالكرات، ويكون البوسني قد حسم أمره فيها يخص ثلاثي الهجوم مع الاعتماد على سوداني، سليماني، في وقت الثنائي قادير وجابو يتنافسان على مكانة واحدة في الخط الأمامي، خاصة وأن حاليلوزيتش عبر عن استيائه من لاعب فالنسيان الفرنسي بعد أن غادر تربص الخضر في سيدي موسى من أجل حسم صفقة انتقاله إلى أولمبيك مارسيليا. لا يريد تكرار سيناريو مباراة مالي ويريد التأهل من المغرب من ناحية ثانية لا يريد الطاقم الفني تكرار سيناريو مباراة مالي في تصفيات كأس العالم 2014 والتي لعبت خارج العاصمة باماكو وبالذات في واغادوغو، وهو الأمر نفسه الذي يعاد في لقاء ليبيا، الذي سيلعب في الدارالبيضاء، حيث يكون حاليلوزيتش قد وجه رسالة قوية للاعبيه بضرورة توخي الحذر وعدم اعتبار اللعب خارج طرابلس كميزة للاعبين. وهو ما أكده اللاعبون وأجمعوا عليه في تصريحاتهم الأخيرة التي سبقت مباراة ليبيا. هذا ويريد الناخب الوطني ترسيم ثقافة الفوز خارج الديار داخل صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم وحسم الأمور مبكرا في الدارالبيضاء لتكون المهمة سهلة بعد ذلك في لقاء العودة بالجزائر سيعتمد على خطة 4-3-3 للإطاحة بالمنتخب الليبي حاليلوزيتش يعول على القوة البدنية لسليماني وسوداني لإرباك الليبيين سيعتمد المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش على خطة تكتيكية محكمة من أجل الإطاحة بالمنافس والمتمثل في المنتخب الليبي. ووفقا لما أكده المدرب البوسني في الندوة الصحفية التي عقدها يوم الخميس الفارط بملعب شاكر بالبليدة، فإن الأخير ينوي الاستعانة بخدمات سليماني وسوداني وتوظيف قوتهم البدنية لإرباك دفاع المنتخب الليبي وإجبار لاعبيه على ارتكاب الأخطاء، فضلا عن الحد من هجوماته الخاطفة. في المقابل من ذلك سيعتمد الناخب الوطني على دفاع مشكل من أربعة لاعبين ويتعلق الأمر بكادامورو على الجهة اليمني ومصباح على الجهة اليسري ومجاني وبلكالام في محور الدفاع. أما بشأن استرجاع الكرات فسيعتمد حاليلوزيتش على لحسن وڤديورة. فيما ستسند مأمورية صناعة اللعب لفيغولي الذي قد يعينه فيها جابو، في حال اعتماد الناخب الوطني على خطة هجومية. أما في حال العكس سيعتمد المدرب الوطني على مهدي مصطفى كأساسي لمساعدة ڤديورة ولحسن. التشكيلة المحتملة : مبولحي – كادامورو – مصباح – مجاني – بلكالام – لحسن – ڤديورة – جابو (مهدي مصطفى) – فيغولي – سليماني – سوداني. وجد صعوبة في حسم التشكيلة الأساسية أمام ليبيا حراسة المرمى ومحور الدفاع أقلقا الناخب الوطني واجه الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش قبل مواجهة ليبيا، اليوم، هاجسا كبيرا يتمثل في ضبط التشكيلة الأساسية التي ستخوض غمار هذه المواجهة المصرية، خاصة على مستوى منصبين يتمثلان في حراسة المرمى ومحور الدفاع. فبالرغم من تصريحاته التي جاء فيها الكثير من الثقة خاصة وأنه أكد 48 ساعة قبل موعد اللقاء، أن التشكيلة الأساسية في ذهنه، إلا أن مصادرنا أكدت أنه لم يحسم أمر التشكيلة الأساسية التي ستواجه اليوم المنتخب الليبي إلا أمس، ليس فقط لمعاناة المدافع مجاني من المرض وإنما لعدة عوامل من بينها معاناة حارس المرمى مبولحي من نقص المنافسة، حيث أعلنها صراحة عندما أكد أنه الحارس الأكثر جاهزية ولياقة، لكن الحقيقة تختلف كثيرا عن ذلك إذا علمنا أن مبولحي الذي يتواجد دون فريق لم يجر أي تحضيرات مع بداية هذا الموسم ولم يخض أية مباراة سواء رسمية أو ودية. وبالتالي فالاعتماد عليه كأساسي سيكون مجازفة حقيقية من طرف البوسني بنظر التقنيين وذلك بالنظر إلى تطور مستوى الحراس المحليين. وكان الخيار الأصعب بالنسبة للمدرب السابق لنادي باريس سان جيرمان هو محور الدفاع وذلك في ظل اعتزال اللاعبين القدامى في هذا المنصب، لا سيما في ظل غياب مجيد بوڤره المصاب وهو ما فتح المجال أمام ثلاثة لاعبين لتنشيط الخط الخلفي ويتعلق الأمر بلياسين بن طيبة كادامورو، كارل مجاني ورفيق حليش. وعليه فحاليلوزيتش عليه اختيار لاعبين اثنين من هؤلاء لكن يتضح انه لا رفيق حليش و لا كادمورو يملكان مباريات في الأرجل و يعانيان من نقص المنافسة وذلك بالنظر إلى مشوارهما إلى حد الآن مع نادييهما أكاديميكا وريال سوسيداد، زيادة على ذلك تأثر لياقتهما البدنية بالتحضيرات مع نادييهما، لكن الناخب الوطني لديه رأي مغاير في القضية، حيث يرى أن حليش قام بتحضير جيد هذه الصائفة خاض من خلالها 2 أو 3 مباريات ودية وهو الأمر الذي دفعه للاستنجاد به تحسبا لهذا اللقاء. كما أن حاليلوزيتش صرح منذ يومين مؤكدا أنه لا يعلم إن كان سيعتمد على حليش أم لا، مشيرا إلى أنه ليس حليش الذي يعرفه منذ فترة من الزمن كونه ليس في قمة مستواه، لكن كل الاحتمالات واردة اليوم في حالة ما قرر الاعتماد على ثنائي محور آخر ما عدا ذلك المذكور، حيث علمنا أن هناك إمكانية لإقحام مجاني إلى جانب بلكالام و بالتالي فالكلمة الأخيرة ستعود لوحيد حاليلوزيتش الأدرى بوضعية كل لاعب. حاليلوزيتش أراد تخفيف الضغط عن لاعبيه الخضر يزورون مسجد الحسن الثاني قام لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم، صبيحة أمس، بجولة سياحية إلى مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء في أجواء حماسية كبيرة، صاحبها تواجد العديد من أنصار المنتخب الوطني الذين أصروا على مواكبة الحدث والتعبير عن مساندتهم لرفقاء سفيان فيغولي في خرجتهم الإفريقية، وقد استحسن جميع لاعبي المنتخب الوطني برمجة هذه الجولة السياحية والتي جرت في غياب الرجل الأول على رأس الطاقم الفني وحيد حاليلوزيتش الذي كان منشغلا مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث وقف اللاعبون على معالم هذا المسجد الذي يعتبر مفخرة العاصمة الاقتصادية بالمملكة المغربية. وجاءت لفتة الناخب الوطني اتجاه اللاعبين من أجل تخفيف الضغط عن اللاعبين والسماح لهم بالتركيز في المساء على الحصة الأخيرة والتي ستخصص لوضع آخر الرتوشات التكتيكية والفنية على التشكيلة التي من شأنها أن تمثل الجزائر أمام المنتخب الليبي.