تدخل «منشورات سيديا» الجزائرية الطبعة السابعة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب بالعديد من الإصدارات الجديدة من بينها كتاب «حرب العار.. التعذيب في الجزائر من حرب 1954 إلى 1962» للباحث الفرنسي «إيف سالفات» وآخر ل«أوليفي دارد» بعنوان مؤلفه «رحلة في قلب loas»، إلى جانب رواية «سلام أوسانت» لعزوز بقاق. ويرصد مؤلف «سالفات» الانتهاكات التي قام بها المستعمر الفرنسي في حق الجزائريين، واعتبارهم قتلة وجلادين وغيرها من الأوصاف البشعة التي أطلقوها عليهم؛ مخفيا وراءها وجهه الحقيقي، موضحا أن الحرب عرفت هذا الاسم حتى سنة 1937، ويعالج الكاتب على مدار 144 صفحة ما تعرضت له الإنسانية الجزائرية التي ولدت صدمة كبيرة لدى المشاهدين جراء صور التعذيب والجحيم الذي عرفه البلد بين سنوات 54 و62، من طرف السلطة الفرنسية، متناولا ذاكرة الماضي وأصداؤها المؤلمة التي لا تزال تخيم على القلوب والنفوس اليوم من خلال سرد 15 قصة تتعلق بمسائل التعذيب وتقارير الحقائق التي أعدها الكتّاب آنذاك حول علم النفس انطلاقا من التأثير والتفكير ومعالجة حالات الضمير مع المجندين الجزائريين. أما كتاب «رحلة في قلب loas»، فيتناول مجموعة من المحفوظات والأرشيفات التاريخية التي تحوزها «منظمة الجيش السري» بناء على دراسة أبرزت العمليات الدامية التي قامت بها فرنسا في الجزائر بل أدمت كليهما، ويتساءل صاحب الكتاب «أوليفي دارد» هنا قائلا «هل هي منظمة فاشية؟» و«ماهي مصادر تمويلها»، بالإضافة إلى وسائل ونتائج الصراع وكذا وزن الرأي العام العالمي، مقدما بذلك أرشيفا يضيء بشكل خاص خلفية التفاوض على «اتفاقيات إيفيان»، واختيار سياسة الأرض المحروقة التي قامت بها المنظمة لتدمير الجزائريين والقضاء على ما يملكونه، دون تجاهل رأي السلطات العسكرية وردود الفعل المدنية، مقابل قوى الحركة التي لم تتمكن يوما من الوصول إلى شيء. من ناحية أخرى، تتضمن رواية عزوز بقاق رسالة لبناته يروي فيها جمال بريطانيا ويحاكي فيها ذكريات بلده، حيث يقول «بناتي سنرى كم هي جميلة بريطانيا». كما يسرد على مدار 168 صفحة معاناته، خصوصا أنه أب مطلق، حيث غابت في حياته الكثير من الأشياء، منذ طفولته وإلى غاية شبابه ببلاده الجزائر، مشيرا هنا إلى أن بلاده «تحمل الكثير من الأشياء الجميلة مع وفرة العاطفة والفكاهة والحنان». ويعد عزوز بقاق روائيا فرنسيا من أصل جزائري، حيث يكتب في المهجر، وهو مختص في علم الاجتماعيات وتقلد عدة مناصب عليا في الدولة الفرنسية منها وزارة تكافؤ الفرص في حكومة «دومينيك دو فيلبان» وكانت بينه وبين وزير الداخلية نيكولا ساركوزي آنذاك، خصومة شديدة بعدما ندد بقاق بأقوال ساركوزي الذي وصف الصبيان المشاغبين في الأحياء الشعبية الفرنسية بال«حثالة».