“ تعهّد في أول لقاء له مع ممارسي الصحة العمومية بحل مشاكل القطاع باشر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد العزيز زياري، سلسلة لقاءات مع الشركاء الاجتماعيين استهلها أمس بنقابة ممارسي الصحة العمومية التي هددت بدخول اجتماعي ساخن خلال عهدة سلفه ولد عباس، على أن يتم عقد لقاءات مماثلة مع باقي الشركاء خلال الأسبوع المقبل. وتأتي هذه الخطوة كمحاولة من الوزير الجديد لامتصاص غضب نقابات الصحة التي هددت في وقت سابق بإدخال القطاع في حالة شلل تام تنديدا بسياسة الوزير السابق الذي شهدت فترة توليه القطاع احتجاجات ومشاكل واسعة دفع فاتورتها المرضى والسلك الطبي، وهو ما دفع بزياري حسب مصادرنا إلى المسارعة في لقاء تلك النقابات لتدارك أخطاء ولد عباس، حيث التقى زياري الشركاء الاجتماعيين بالقطاع ووعدهم بالنظر في انشغالاتهم، وهو ما أكده الدكتور إلياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، مشيرا إلى أن النقابة تباحثت مع الوزير الجديد في جميع الملفات العالقة في عهدة سلفه السابق الذي لم يكن يحظى بقبول في أوساط مستخدمي قطاع الصحة العمومية. وذكر مرابط في تصريح ل«البلاد"، أنه جرى عرض مختلف المشاكل والصعوبات التي يعرفها قطاع الصحة والتي أثرت سلبا على أداء الأطباء ومستخدمي القطاع وبدرجة أكبر المرضى خاصة ما تعلق بندرة الدواء واللقاحات وانعدام المنشآت، هذا علاوة على المشاكل السوسيومهنية كانعدام الوسائل والأمن خاصة على مستوى مصالح الاستعجالات. وأشار مرابط إلى أن الوزير زياري بدا ملما بكافة الملفات العالقة في القطاع وهو ما يعد حسب المتحدث عاملا إيجابيا وبداية مريحة في التعامل مع المسؤول الجديد للقطاع خاصة أن هذا الأخير أبدى استعداده للتعامل مع الشركاء الاجتماعيين، مؤكدا أن أبواب الحوار الجاد مفتوحة أمام الشركاء لإخراج القطاع من الأزمة التي يعيشها، داعيا إياهم إلى التعاون مع الوصاية. وقال مرابط نقلا عن الوزير زياري، إنه متمسك بمبادئ الحوار مع الشريك الاجتماعي لأن الوزير وحده لن يستطيع حمل ثقل القطاع. كما أشار مرابط إلى أن الوزير طلب منهم إعداد ملف مفصل حول جميع المشاكل والعراقيل التي يواجهها القطاع مرفقا بالاقتراحات اللازمة لحل المشاكل المطروحة منذ سنوات في أقرب الآجال. من جهة أخرى، كشف مرابط عن لقاء جمع تنسيقية نقابات الصحة التي تضم نقابته ونقابة الأخصائيين النفسانيين، وأساتذة التعليم شبه الطبي والنفسانيين لمناقشة أوضاع القطاع، واتفق المجتمعون أول أمس على ضرورة مواصلة العمل والنضال الى غاية تحسين أوضاع هذا القطاع الحساس مع منح الوزير الجديد المهلة اللازمة لدراسة ملفات القطاع الشائكة لإيجاد الحلول النهائية لها.