الأئمة و الإذاعات المحلية ينوبون عن المواطنين في التنديد بالفيلم المسيىء للرسول . مظاهرة عفوية تنتهي بحرق العلم الأمريكي في حي “لاكولون” بعنابة ناب أمس أئمة المساجد عن جموع المواطنين و المصلين في تبليغ رسائل احتجاجهم ضد مضمون الفيلم الأمريكي “براءة المسلمين” المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم حيث أحتلت قضية الفيلم الذي أثار موجة واسعة من المظاهرات في عدة بلدان اسلامية الموضوع الرئيسي لخطب الجمعة دون ان يسفر ذلك عن خروج المواطنين الى الشارع للتنديد بالهجمة المسئية لنبي الأمة سوى ما سجل من حوادث معزولة غير مؤطرة على غرار حرق العلم الأمريكي بحي “لاكولون” الشعبي في عنابة. و على نفس الصعيد سارعت المحطات الاذاعية المحلية و الجهوية بتعليمات من المديرية العامة للاذاعة الوطنية الى تخصيص الحصص الدينية الأسبوعية الى “نقاشات مفتوحة بين شيوخ و أئمة حول تداعيات القضية و فتح الخطوط الهاتفية للجمهور للتنديد بالفيلم المذكور.أجمع أئمة المساجد عبر ولايات الوطن أمس أن المقاطع التي عرضت عن الفيلم الأمريكي الذي يناول حياة نبي الاسلام يعتبر “فعلا شنيعا ساقطا يصدر عن نفسيات حاقدة تحرص على إثارة الفتنة والإساءة للمبادئ والأخلاق والقيم بكل استهتار وصلف وغرور” حيث وصف خطباء الجمعة هذا الفيلم”بالعمل العدائي الذي يستفز مشاعر المسلمين ويؤجج الصراع غير المبرر بين معتنقي الديانات السماوية،داعين إلى”محاربة هذه الظاهرة وإدانتها، حتى لا تصبح سببا لتهديد الأمن والسلم الدوليين”. وقال أحد الأئمة بمدينة برحال في المخرج الغربي لولاية عنابة نحو سكيكدة و قسنطينة “ان روحا جديدة من التحدي بعثت بين المسلمين بعد احتجاجات على مستوى العالم على الفيلم المسيئ للنبي محمد وواصل في خطبة الجمعة بالتأكيد ان “روحا جديدة عظيمة تسري في الامة… لم يعد بوسع العالم أن يتجاهل هذه الامة”. وأضاف وهو يغالب دموعه “الامة اجتهدت في نصرة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم هذه الايام. من حق كل مسلم أن يعبر عن فرحته الغامرة بهذه الهبة الاسلامية من الامة المحمدية دفاعا عن سيدنا ونبينا وامامنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم”.و بالموازاة مع إدانة” الفيلم الشنيع الذي يبدو أنه أعد عمدا لزرع التعصب والتسبب بإراقة الدماء” ،حذر بعض الأئمة في هذه الأجواء المتوترة من الانسياق وراء أحداث عنف غير مبررة قد تضر بالاسلام و المسلمين داعين إلى الهدوء وضبط النفس و التحلي بالحوار والاحترام والتفهم المتبادل.وفي هذا السياق، شدد أئمة المساجد على أهمية ترسيخ حب ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوسنا وكذلك في أبنائنا، وأن هذا الفيلم ما هو إلا تجسيد لحقد دفين نابع من قلوب مريضة لا يهمها سوى السعي وراء اثارة الفساد والفتنة في العالم، لاستشاطة غضب المسلمين، وهذا الفيلم الذي تم إنتاجه تحت إدعاء الحرية في التعبير ما هو إلا “إتاحة فرصة للحاقدين للسب والشتم وتمثيل أدوار الفحش والبغاء والإرهاب ونسبها الى الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، حاشى لله أن تنسب هذه الأمور الى أفضل الخلق، فهل هذه هي الحرية التي يتحدثون عنها ؟!”. و لوحظ أمس تعزيزات أمنية كبيرة في محيط المساجد و الساحات و الشوارع الرئيسية خاصة بالولايات الكبرى على غرار العاصمة و قسنطينة و وهران و عنابة حيث مصالح الأمن معظم وحداتها من أجل التجند لمواجهة أي شكل من أشكال العنف و الشغب ضد الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. الى ذلك ضبطت الاذاعات المحلية يوم امس عقارب توقيتها على التداعيات التي خلفها الفيلم حيث تم دعوة شيوخ و أئمة و أكادميين لمناقشة القضية مع الحرض على نبذ العنف و اراقة الدماء خلال التبليغ عن الاحتجاج او التنديد .و طالب أحد الأساتذة الجامعيين ان بأن تكون الوسائل الاحتجاجية سلمية و مدروسة “فالموضوع يجب أن يعالج على مستوى الأسرة الدولية، وعلى الأممالمتحدة اتخاذ موقف، وهناك إساءات يومية للإسلام ولنبيه الكريم”.و عمدت المحطات الاذاعية لفتح خطوط هواتفها مياشرة للجمهور للتبليغ عن حملة التنديد و الاستنكار”. و لوحط أمس بولاية عنابة محاولة بعض الشبان الخروج في حركة احتجاجية بشارع “لاكولون” الشعبي لكن غياب المؤطرين حال دون نجاحها .و في نفس الحي مزق مراهقون علما أمريكيا. وحاولوا احراقه لكن النار انطفأت بسبب هطول الامطار، وهتف الحشد موجهين كلامهم للولايات المتحدة الامرلايكية قائلين انهم عازمون على التضحية بأنفسهم من اجل النبي.