اعتبرت الجمعية الوطنية للزوايا أنه «لا داعي» لتأسيس نقابة للائمة وعمال المساجد، تعليقا على اللقاء التأسيسي الذي عقدته مجموعة من الأئمة أمس للإعلان عن تشكيل نقابة تهتم بمشاكلهم، ومشاكل عمال قطاع الشؤون الدينية، على غرار القيمين والمؤذنين. وبرر القيادي بالجمعية عبد القادر باسيل هذا الموقف، بالقول «إن وزارة الشؤون الدينية لم تقصر يوما في حقهم»، معتبرا أن الوزارة الوصية كانت دائما إلى جانب الأئمة في كل مطالبهم، وبالتالي فليس هناك ما يستدعي وجود مثل هذا التنظيم. وأضاف المتحدث أن ما يعزز هذا الرأي، هو أن معظم الأئمة يحظون باحترام عامة الناس، ما يسهل عليهم قضاء مصالحهم دون الحاجة للجوء إلى منظمة تدعم مطالبهم. في حين وعلى عكس ذلك يرى أصحاب مبادرة نقابة الأئمة، أن هناك الكثير من الأمور التي تستوجب استحداث هيئة، تكون مرجعا لعمال قطاع الشؤون الدينية في كل ما يتعلق بمطالبهم الاجتماعية والمهنية. في سياق متصل، أكد المتحدث دعم الجمعية الوطنية للزوايا لأي مشروع يصدر عن وزارة الشؤون الدينية، فيما يتعلق بتقنين نشاط الجمعيات الدينية، وذلك بعدما راجت أخبار عن إيداع وزارة الشؤون الدينية مرسوما وزاريا لدى الأمانة العامة للحكومة بهذا الخصوص، يهدف أساسا إلى متابعة النشاطات السنوية للزوايا، ووجهة الأموال التي تستفيد منها. كما يهدف المشروع إلى منع رؤساء الجمعيات الدينية من تنظيم أو إنشاء علاقة مع الأحزاب السياسية، وهي النقطة التي أكد عبد القادر باسيل دعم الزوايا لها، ومشددا على رفض منظمته لأي علاقات يمكن أن تربط الجمعيات الدينية بالسفارات الأجنبية والأحزاب السياسية. في سياق آخر، كشف عبد القادر باسيل أن الجمعية الوطنية للزوايا، بصدد إصدار بيان توضح فيه موقفها من قضية الفيلم المسيء للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وما صاحبها من أحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي. وعن فحوى البيان أكد العضو القيادي بالجمعية، أن الهدف الأساسي منه هو التأكيد على موقف الزوايا المندد بالتصرفات المسيئة للنبي الكريم، مضيفا أن الزوايا تحذر من المساس بالمقدسات، حيث استشهد بحث الدين الإسلامي لأتباعه على احترام الشعوب الأخرى، لذلك يقول المتحدث على الشعوب الأخرى احترام المسلمين. وأضاف باسيل في اتصال ب«البلاد» أمس، أن الجمعية الوطنية للزوايا تندد كذلك بعملية اغتيال السفير الأمريكي بليبيا، و3 دبلوماسيين معه، وقال «نحن نرى أن الإسلام أمر بالحوار لا العنف» داعيا الأمة العربية إلى ضبط النفس اقتداء بالنبي الكريم، والتمسك بخيار التعايش السلمي بين الأديان. وعن موقف الزوايا من الدعوات اتي أطلقت للتظاهر، احتجاجا على الفيلم المسيء، أعلن المتحدث رفض الجمعية ومن ورائها الزوايا لفكرة المظاهرات، مشددا على ضرورة ضبط النفس، واعتماد الحوار كأسلوب حضاري وبناء للرد على الإساءة التي لحقت بالإسلام. نبيل بوحبيلة
الأئمة يختارون قيادة «مؤقتة» لنقابتهم ويقدمون ملف الاعتماد
عقدت النقابة الوطنية المستقلة للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، أمس بفندق الكيتاني بالعاصمة، أول اجتماع تأسيسي لها بهدف وضع اللبنة الأساسية لتشكيل نقابة وطنية تشمل الأئمة وكافة عمال القطاع، حيث تهدف هذه النقابة التي تعد الأولى من نوعها في الجزائر، إلى تحقيق أهداف مهنية ومطلبية تتعلق بالوضع السوسيو مهني لعمال قطاع الشؤون الدينية بشكل عام سيتم تحديدها لاحقا بعد الحصول على الاعتماد من طرف وزارة العمل وكذلك عقد المؤتمر الوطني. وقد تركزت أشغال هذا الاجتماع التأسيسي على نقطتين أساسيتين، الأولى صياغة القانون الأساسي للنقابة والمصادقة عليه، والثانية تشكيل لجنة قيادية مؤقتة مهمتها تسيير شؤون وأعمال النقابة إلى غاية الحصول على الاعتماد وعقد المؤتمر الوطني، حيث تمت في هذا الإطار المصادقة بالإجماع على القانون الأساسي مع تزكية اللجنة الحالية التي كان لها شرف إطلاق أول عمل نقابي لمواصلة عملها الذي باشرته على هامش أول لقاء بتاريخ 31 ماي الماضي بدار الإمام بالعاصمة بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف، لتنطلق بعدها الاتصالات والاجتماعات الجهوية إلى غاية عقد أول اجتماع تأسيسي يوم أمس. وقد أبدى الحاضرون في هذا الاجتماع التأسيسي حماسا شديدا لإنجاح النقابة الوليدة، وأعربوا عن تفاؤل كبير لإرساء عمل نقابي ونضالي مثمر يخدم مصالح موظفي القطاع في بلادنا.. كما اتفق المشاركون في هذا الاجتماع على ضرورة تأجيل الحديث عن المطالب الوظيفية التي تسعى نقابة الأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف إلى تحقيقها على أرض الواقع لتحسين ظروف عمل الأئمة والموظفين إلى غاية الحصول على الاعتماد وعقد المؤتمر الوطني وذلك من أجل تفادي أي نوع من الحساسيات التي من شأنها أن تعكر أجواء النقابة..