شرعت وزارة خارجية الكيان الصهيوني، مؤخرا في عملية حصر واسعة وشاملة لكافة ممتلكات اليهود العرب الذين هاجروا إلى الدولة العبرية خلال سنوات الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وخاصة لتلك التي خلفوها في الجزائر ومصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس… والعديد من الدول العربية، تمهيدا للمطالبة بتعويضها، وأعلنت لجوءها إلى الأممالمتحدة لاسترداد تلك الممتلكات. وحسب التقرير الذي نشره موقع إخباري إسرائيلي يدعى «والا»، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية عازمة هذه المرة على استرداد ممتلكات مواطنيها من اليهود العرب الذين هاجروا إليها من خلال مطالبة الحكومات العربية المعنية بتعويضات مالية كبيرة، مضيفاً أن تل أبيب تنوي إثارة القضية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد عقدت مؤخرا مؤتمرا دوليا بالقدس المحتلة لمناقشة أوضاع وأملاك اليهود في العالم العربي كخطوة أولى للدخول في مفاوضات دولية لاستعادة أملاك اليهود التي تم تأميمها بعد استقلال الجزائر وباقي الدول العربية. وأكد التقرير نفسه أن أكثر من 850 ألف لاجئ يهودي طردوا بالعنف والقسوة من الدول العربية التي كانوا يقيمون فيها بعد قيام الكيان الصهيوني عام 1948. وبالمقابل زعمت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية خلال تقرير سابق لها أن 865 ألف يهودي كانوا يسكنون الدول العربية قبل قيام دولة إسرائيل، وقد هاجر منهم نحو 600 ألف يهودي إلى إسرائيل بعد إعلان قيام الدولة اليهودية في حين هاجر 260 ألف يهودي إلى أوروبا وأمريكا وبقي المئات رفضوا الهجرة والرحيل. ويعتزم الكيان الصهيوني إطلاق حملة في الفترة الزمنية ما بين 1948 و1952 التي شهدت ما يصفه الكيان الصهيوني بذرو العنف الذي واجه اليهود في دول عربية، فبدأوا يرحلون عنها متوجهين إلى إسرائيل حتى وصل عدد «اللاجئين» إلى 865 يهوديا عربيا. ومن المزمع أن تضم الحملة عدة مراحل، الأولى ستقتصر على الترويج من خلال موقع «فيسبوك» بثلاث لغات هي العبرية والعربية والإنجليزية على مدار الساعة، كما سيتم مصاحبتها بأحداث واقعية تعرض لها يهود (طردوا من الدول العربية) وتركوا ممتلكاتهم ومنازلهم التي تمت مصادرتها. وكان البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» قد صادق على قانون جديد يقضي بالمطالبة بتعويضات من الجزائر وباقي الدول العربية وكذا إيران لليهود الذين غادروها وتحولوا إلى لاجئين في إسرائيل بعد احتلال اليهود لفلسطين، والذين تزعم الرواية الصهيونية بشأنهم أن عددهم يصل إلى مليون شخص، يشكل فيهم الجزائريون اليهود 120 ألفا.