سهمت الإجراءات التقنية المتخذة في الفترة الأخيرة على مستوى الضريح الملكي الموريتاني ببلدية سيدي راشد بولاية تيبازة عن جلب المزيد من السياح الذين يعجّ بهم الموقع لا سيما يومي الخميس والجمعة، إلا أن هؤلاء أجمعوا على عدم جدية إغلاق باب الضريح منذ فترة طويلة دون فتحه من جديد أمام رغبة الزوار الملحة للاطلاع على المكونات الداخلية للضريح، إضافة إلى غياب مرشد سياحي رسمي لأسباب لم تقنع السياح بالنظر إلى الأهمية التاريخية والسياحية التي ترتبط بذات الموقع. وفي السياق ذاته أكّدت معاينة مباشرة للموقع ذاته طيلة أيام مختلفة من الأسبوع أنّه لا يختلف كثيرا عن شواطئ الولاية التي أضحت تستقطب أعدادا هامة من المصطافين وأصبح الضريح الملكي الموريتاني بدوره يجلب المزيد من السيّاح القادمين من الجزائر العميقة ومن الجالية الجزائرية بالخارج أيضا، مع الإشارة إلى أن أغلبهم يفضّل الموقع ذاته على الشاطئ لاعتبارات عديدة، غير أنّ جلّ الذين تمّ استجوابهم حول أسرار اهتمامهم بالمكان أكّدوا على عدم رضاهم على إغلاق الباب الشرقي للضريح في فترة سابقة بحيث إنهم كانوا يلجون داخله للاطلاع على هندسته المعمارية ومكوناته المختلفة، إلا أن ذلك تعذّر عليهم حاليا مما يفقد الموقع سحره وجماله. كما أعرب هؤلاء عن امتعاضهم من غياب المرشد السياحي الذي توكل إليه مهمة إطلاع الزوار على الجانب التاريخي للضريح والحقب المختلفة التي مرّ بها لاحقا، فيما لم يخف هؤلاء إعجابهم بسحر الطبيعة الخلابة ونظافة الموقع ووفرة الأمن به الأمر الذي جعل منه ملاذا آمنا لجحافل الأزواج العزاب التي أضحت تحرج بعض العائلات إلى درجة كبيرة. وفي هذا الإطار أكّدت مصادر مسؤولة معنية بموقع الضريح الموريتاني على وجود مساع جادة لإعادة فتح باب الموقع مستقبلا عقب إجراء تحقيق وقائي واحتياطي حول القضية بمختلف الملابسات التي تقف وراء قرار الإغلاق المتخذ بشأنه خلال سنوات العشرية السوداء التي لحقت ببلادنا ومن ثمّ يمكن تعيين مرشد سياحي دائم توكل إليه مهمة إرشاد السياح عن مختلف الجوانب التاريخية والسياحية للضريح.