تعد الوحدات المختصة في مكافحة المخدرات التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بالمسيلة من أنشط الوحدات العاملة بجهاز الدرك الوطني عبر الوطن، لتمكنها من إحباط أكبر العمليات لترويج المخدرات خلال السنوات الأخيرة وتفكيك أخطر الشبكات الإجرامية العاملة في مجال التهريب بمختلف أنواعه. إذ تمكنت هذه الأخيرة من حجز ما وزنه 45 كلغ من الكيف المعالج من النوعية الممتازة عند المروجين والمسماة أوباما، وتوقيف عناصر الشبكة التي كان نشاطها ممتدا من الأراضي المغربية إلى ولايات القطر الوطني والبالغ عددهم أربعة تم إيداع أربعة منهم الحبس، فيما بقي عنصر رابع في حالة فرار. وحسب تفاصيل القضية التي قدمها قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني المقدم، بن احميدة محمد، فإن المجموعة تلقت معلومات مفادها أن شبكة خطيرة تنشط على المستوى الدولي تقوم بترويج المخدرات يمتد نشاطها من ولاية تلمسان وينتهي بباتنة مرورا بعدة ولايات في الغرب الجزائري والوسط والشرق، منها بلعباس ومعسكر وتيارت والمدية الجلفة، عبورا بالمسيلة لتنتهي بولاية باتنة. وحسب محدثنا، قائد المجموعة الولائية المقدم بن احميدة، فإن مصالحه استغلت المعلومة استغلالا دقيقا وباشرت التحقيقات والتحريات فور تلقيها هذه المعلومات. حيث قامت بمتابعة عناصر الشبكة أياما، وبتاريخ 18 فيفري 2009 كثفت مصالح الدرك دورياتها على مستوى مختلف الطرق المؤدية إلى ولاية المسيلة والولايات المجاورة، وتم التركيز على الطريق الوطني رقم .40 وقد تمكنت عناصر الدرك من توقيف عنصرين من الشبكة كانا على متن سيارة من نوع فولف آخر طراز، وهما شخصان: شاب يبلغ من العمر، 27 سنة، المدعو (ح.م) من مغنية ولاية تلمسان. وسيدة (ب.م)، تبلغ من العمر 40 سنة، من تلمسان. وتم التوقيف على مستوى الطريق الوطني رقم 40 بعين الحجل حيث تمكنت المصالح ذاتها من حجز ما وزنه 45 كلغ من الكيف المعالج من النوعية الجيدة المسماة أوباما وغالية الثمن عند المروجين والمستهلكين، عثر عليها تحت المقاعد الخلفية للسيارة وعلى مستوى الأبواب مخبأة بإحكام. وحسب المتحدث، فإن المروجين استعملا مادة الفلفل الأحمر المطحون لتضليل الكلاب البوليسية المتخصصة في كشف المخدرات. وبعد تمديد الاختصاص خارج الولاية إلى ولاية باتنة، تمكنت المصالح المعنية في اليوم نفسه من التنقل إلى مسكن المدعو (خ•س)، وهو في حالة فرار، لتفتيش مسكنه بأمر قضائي حيث تم العثور به على بطاقة رمادية مزورة وأختام رسمية منها ختم لمدير التنظيم والشؤون العامة لولاية باتنة، وختم خاص بخزينة الولاية نفسها وختم آخر. لتمدد العناصر ذاتها اختصاها إلى ولاية أخرى بالغرب الجزائري وتنتقل إلى ولاية تلمسان وتتمكن من توقيف الرأس المدبرة (الممون الرئيسي) بعد استدراجه من طرف عناصر متخصصين من وحدة مكافحة المخدرات للمجموعة الولائية بالمسيلة مدعومة بعناصر من مجموعة تلمسان، وهو الشاب (ح.ع) 25 سنة. والتوقيف جاء بعد ثلاثة أيام من المتابعة. وقد ذكرت المصالح أن الرأس المدبرة كان يعمل مع شبكة أخرى تنشط على مستوى المغرب ومركزها الرئيسي بوجدة برئاسة المغربي المدعو (ب.ب) الممون الرئيسي لهذه الشبكة. وتم تقديم الموقوفين أمام نيابة الجمهورية بسيدي عيسى التي أمرت بإيداعهم الحبس المؤقت بمن فيهم المرأة وحجز المخدرات والمركبة التي كانت تقلهم. وفي هذا الإطار ألح قائد المجموعة، بن احميدة، على الصحافة بتبليغ هذه الرسالة التي تتعلق بالأولياء لمراقبة أبنائهم عن قرب لانتشار المخدرات بشكل فظيع خاصة فيما يتعلق بالحبوب المهلوسة في الوسط المدرسي. ومن جهتها، تمكنت المصالح المعنية من تفكيك شبكة أخرى مختصة في تزوير الأوراق النقدية وطرحها للتداول، يمتد محور نشاطها هي الأخرى من الغرب إلى الشرق، من ولاية مستغانم إلى ولاية باتنة مرورا بالمسيلة وعبورا بغليزان وتيارت والمدية والجلفةفالمسيلة، وانتهاء بباتنة. وحسب قائد المجموعة الولائية، المقدم بن احميدة محمد، فإن مصالحه عملت طيلة أربعة أشهر للوصول إلى رأس الشبكة مستعملة بعض عناصرها داخل الشبكة عن طريق عملية التسريب، أو الدس كما تسمى لدى العامة، حيث تمكنت هذه الأخيرة بتاريخ 18 فيفري 2009 من وضع خطة محكمة في هذا المجال، تم من خلالها حسب محدثنا استدراج عنصرين من الشبكة ليتم توقيفهما على مستوى بلدية مقرة. ويتعلق الأمر بكل من (ق.ع) 36 سنة من باتنة و(ح.ل) 36 سنة، وبحوزتهما مبلغ مالي مزور بقيمة 90.150 مليون سنتيم من فئتي 500 و1000 دج، اللذين كانا على متن مركبة من نوع كليو. ليتواصل التحقيق بولاية باتنة مع استخدام تمديد الاختصاص ليتم توقيف شخص من عناصر الشبكة من مستغانم (بباتنة) وهو المدعو (ي.م) 33 سنة، وبعد استغلاله في الكشف عن شريكه (ز.م) 21 سنة المقيم بباتنة، ومن خلالهما تم استدراج وتوقيف عنصرين آخرين هما (ق.ح) من ولاية باتنة و(ع.ل) 37 سنة. لتنتقل الوحدة المختصة إلى مستغانم بتمديد الاختصاص خارج الولاية بتاريخ 21 فيفري ,2009 وتقوم بتفتيش منزل رأس الشبكة وتعثر به على مبلغ مزور بقيمة 31 ألف دج وعتاد جد متطور من طابعات وناسخات وحواسيب. وقد تم تقديم عناصر الشبكة بعد استكمال التحقيق، أول أمس، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة مقرة الذي أمر بإيداع أربعة منهم الحبس المؤقت ووضع اثنين تحت الرقابة القضائية.