صدر حديثا عن دار هومة للطباعة و النشر الطبعة الثانية من كتاب "دليل للباحثين و المؤرخين و غيرهم حول ثورة نوفمبر 1945-1962" للكاتب الصحفي سعدي بزيان. يعد الكتاب الذي يقع في 110صفحة، مرآة لكتّاب ومؤرخين فرنسيين من خلال الكتب التي أصدروها طيلة 40 سنة الماضية. حول ثورة نوفمبر 1945 أو"حرب الجزائر" حسب التسمية المعتمدة في كتاباتهم . وتطرق المؤلف في مقدمة عمله إلي أسباب كتابة هذا القاموس و الذي لخصها في افتقار مكتباتنا إلي مثل هذه الموسوعات التي توثق تاريخ الثورة التحريرية، وما يمكن أن يوفره للقارئ، متسائلا ما إذا كان من الضروري علينا أن نعتبرها مراجع يمكن الاعتماد عليها ، أو نستغلها فقط للإطلاع ومعرفة وجهة نظر الفرنسيين بخصوص الثورة.و يقول في هذا الصدد "ينبغي أن نعترف ونقر بأن الفرنسيين يملكون وثائق وأرشيفات تساعدهم السيطرة على ساحة كتابات تاريخ الجزائر،ونحن سنظل في حاجة إلي كتاباتهم و دراساتهم ، علينا فقط أن نعرف كيف نتعامل معها" مضيفا في ذات السياق "أننا لنرفضها جملة و تفصيلا و لا نقبلها كما هى ،علينا أن نقرأ ما بين السطور و أن نقارن بين ما ورد في كتبهم خاصة فيما يتعلق بثورة التحرير". هذا وقد قدم الكتاب الذي جمع فيه أكثر من 2000 كتاب صدر بالفرنسية في ثلاثة أبواب ،الباب الأول و الموسوم ب"شرارة 8 ماي 1945اندلع لهيب نوفمبر 1954،والذي ركز فيه علي الكتب التي ترسخ مفهوم و مصطلح"حرب الجزائر"، ومن بين هذه الكتب ذلك الذي صدر مؤخرا في باريس وهو لأنيي رايرغولدزايغر يحمل عنوان "أصول حرب الجزائر1940 _1945من مرسى الكبير إلى مجازر 8ماي في الشمال القسنطيني"، أما الباب الثاني و المعنون ب "سكت الرّصاص ليتكلم القلم" تحدث فيه عن معركة التدوين و الكتابة و الإدلاء بآراء و شهادات حول هذه الحرب المدمرة من طرف الفرنسيين. وفي الباب الثالث و الأخير و الذي جاء تحت عنوان "ثورة الجزائر 1954_1962 في مذكرات جنرالات فرنسا" والذي أكد فيه أن معظم الجنرالات الذين كتبوا شهاداتهم أعطوا صور مشوهة و مزيفة عن جيش و جبهة التحرير، وأن الجيش الفرنسي ما جاء للجزائر إلا ليعيد الأمن و الطمأنينة إلي السكان الأوروبيين و المسلمين معا، وإنقاذهم من عدوان جبهة التحرير ، ومن بين هذه الكتب نجد كتاب لجينرال ماسو حول "معركة الجزائر الحقيقية" قدم فيه ضحايا من جبهة التحرير الأوروبيين و تناسي فيه الجرائم الذي مورست ضد الشعب الجزائري. نسرين أحمد زواوي