هي قضية عالجتها محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة وجاء في تفاصيلها استنادا لما ورد في قرار إحالة المتورطين على العدالة أنه تم تحريك القضية بعد الشكوى المودعة من طرف المتهم الذي يقطن بحي قصديري ببلدية حيدرة بالعاصمة ، لدى مصالح فصيلة المساس بالأشخاص بالمقاطعة الوسط للشرطة القضائية التابعة لأمن ولاية الجزائر ، جاء في فحواها تعرض صهره المدعو "ب.ك" البالغ 26 سنة لعملية اختطاف تحديدا بتاريخ 24 جانفي 2010، موضحا أن المختطفين اتصلوا به و طالبوا بفدية قدرها 100 مليون سنتيم مقابل إطلاق سراحه، وعليه باشرت مصالح ذات الفرقة القيام بالتحريات والبحث للكشف عن هوية الفاعلين و إنقاذ الضحية، وباتصال المختطفين مرة أخرى بأهل الضحية بتاريخ 31 جانفي من السنة الفارطة مستعملين الهاتف النقال الخاص بالضحية، وهذه المرة اتصلوا بشقيقته وهددوا بقتل الرهينة في حالة تبليغ الشرطة أو عدم دفع الفدية، ثم اتصلوا بوالده أيضا واستعملوا معه نفس أسلوب التهديد للوصول إلى مبتغاهم، غير أن مصالح الشرطة تمكنت من تحديد موقع المكالمات الهاتفية تلك، وكان مكانها بلدية "حمر العين" بولاية تيبازة، والتي قادتهم لإلقاء القبض على أحد المشتبه فيهم، تعلق الأمر بالمدعو "ب.ي"، حيث كان هو من أجرى آخر مكالمة هاتفية لطلب الفدية، هذا الأخير و بعد التحقيق معه اعترف بأنه شارك في هذه الجريمة، كما كشف عن هوية الرأس المدبر لعملية الاختطاف هذه و هو المدعو "ب.م" 28 سنة، غير أنه أكّد أنه لا يعرف مكان حجز الضحية، وخلال مراحل التحقيق تمّ التوصل لثلاثة متهمين آخرين هم المدعوين "ب.ر" 47 سنة، "ب.ع" 36 سنة إلى جانب "ب.و" المتهمين المتواجدين رهن الحبس أكدوا في تصريحاتهم أن محتجز الضحية هو المدعو "ب.م" ، لكنهم لا يعرفون مكانه لأنه قام بتغييره، بعد أن اكتشف أن الشرطة تلاحقه معترفين أنهم شركاؤه في هذه الجريمة، وقد قاموا بفعلتهم هذه انتقاما من الضحية الذي احتال عليهم بمعية رعية إفريقي، حيث أوضحوا أن الضحية كان قد تقدم منهم وعرض عليهم شراء مبلغ من العملة الصعبة "الأورو"، من عند رعية إفريقي يعرض المبلغ للبيع بثمن مغر جدا و وافقوا على الصفقة، عندها جمعهم الضحية بالرعية الإفريقي الذي كان يحمل كيسا بلاستيكيا أسود اللون ، زعم أن به مبلغا من العملة الصعبة، بينما أحضر المتهمين مبلغ 70 مليون سنتيم لإتمام الصفقة و وثقوا بالضحية، وسلموه المبلغ المالي ، عندها دخل مع الرعية الإفريقي إحدى العمارات، وبعد لحظات عاد الضحية وهو يحمل الكيس البلاستيكي الذي تبين أنه مملوء بقصاصات من ورق الجرائد، و أخبرهم أن الإفريقي انتشل من يديه النقود و لاذ بالفرار، عندها قاموا باختطافه و حجزه لديهم حتى يدفع أهله النقود التي سرقها الإفريقي، وقاموا بتعذيبه بأبشع الطرق من قبل المختطفين وعند عرضه على الفحص الطبي أعطاه هذا الأخير شهادة عجز عن العمل لمدة 30 يوم، كما جاء في التقرير الطبي أن الضحية تعرض للضرب العنيف لدرجة أنه أصيب بكسر على مستوى عظام الوجه، كما تعرض للحرق بالسيجارة و بالجمر.
من جهته الضحية أكد خلال كل مراحل التحقيق أن المتهمين أقدموا على اختطافه و احتجازه في مستودع بولاية البليدة، كما تعمدوا تركه عاريا بعدما جردوه من كل ثيابه ، ناهيك عن الضرب والتعذيب والحرق ، معترفا انه لعب الوسيط بينهم و بين أحد الرعايا الأفارقة يدعى "دودو"، الذي عرض عليهم بيعهم مبلغا من العملة الصعبة ، و لكنه قام بسرقة نقودهم و لاذ بالفرار مؤكدا في ذات السياق انه يجهل نوايا الإفريقي التي كانت موجهة للسرقة والاحتيال عليهم . شهرزاد.م