قبل يومين من الإعلان الرسمي عن اختتام فعاليات الدورة الثانية والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي، حمل عدد من المنتجين والموزعين والمخرجين أمتعتهم من أجل العودة إلى ديارهم، وغلق أجنحتهم التي زينت سوق الأفلام على إمتداد اثني عشرة يوما من الأشغال، فيتخيل لك وأنت تتجول بين أزقة السوق أنك في مكان مهجور لا تسمع فيه سوى همسات أمواج شاطئ الريفيرا الساحر الذي عانق أبهر عشاق الفن السابع بجماله وسكونه، وهكذا أضحت مدينة كان التي عمت شوارعها نجوم الفن السابع خالية على عروشها، لتضرب لهم الموعد السنة المقبلة في لقاء آخر مع نجوم آخرين. تحية هيث ليدجر الاخيرة للجمهور في مهرجان كان ألقى الممثل الاسترالي الراحل هيث ليدجر تحية أخيرة على الجمهور في مهرجان كان من خلال فيلم "ذي ايماجيناريوم اوف دكتور بارانسوس" للمخرج البريطاني تيري غيليام، الذي توفي خلال تصويره عن عمر يناهز 69 سنة. "غيليام" الذي بدأ حياته الفنية في السبعينيات والثمانينيات مع افلام مونتي بايتون الكلاسيكية، معروف بعلاقاته الصعبة مع شركات الانتاج والمشاكل التي تواجهه خلال تصوير افلامه. وقال غيليام ان وفاة هيث ليدير في منتصف فيلم "ذي ايماجيناريوم اوف دكتور بارانسوس" البالغة ميزانيته 45 مليون دولار شكلت اسوأ تجربة له حتى الان. واوضح ان "الفيلم يشير في النهاية الى انه فيلم هيث ليدجر واصدقاؤه لان الفيلم تغير بوفاته. لقد ارغمني على ادخال تعديلات". وتوفي الممثل الاسترالي بطل فيلم "بروكباك ماونتن" خلال تصوير الفيلم في سن الثامنة والعشرين بعدما تناول جرعة زائدة من الادوية بشكل غير متعمد. وقد حاز الممثل الاسترالي بعد وفاته على جائزة اوسكار لافضل ممثل في دور ثانوي عن تأديته دور الجوكر في فيلم "باتمان ذي دارك نايت" في فيفري الماضي. وبدلا من تغيير تسلسل احداث الفيلم طلب غيليام من ثلاثة ممثلين اصدقاء لليدجر وهم جوني ديب وجود لو وكولين فاريل ان يحلوا مكان الممثل الاسترالي بعد وفاته في جانفي 2008. وبما ان قصة الفيلم تتضمن دخول الممثل ثلاث مرات الى عالم الخيال، اعاد المخرج كتابة السيناريو للسماح لديب ولو وفاريل لتقمص الممثل في عالم الخيال الذي يلجه. وقد استقبل النقاد بحرارة فيلم غيليام وهو قصة مفعمة بالخيال التي تحتفي بقوة الخيال المبدع في عالم بارد تسيطر عليه النزعة الاستهلاكية.