افتتح مساء أول أمس السفير العراقي بالجزائر عدي الخير الله الأسبوع الثقافي العراقي ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011 رفقة رئيس الوفد العراقي حامد الراوي و عديد الشخصيات الثقافية، حيث قام السفير و الوفد المرافق له بداية بزيارة المعرض الذي ضم إلى جانب الكتب والقصص و المجلات العراقية، لوحات الفن التشكيلي تمثل مختلف الحقب التي مرت عليها دولة العراق، حيث تم عرض صور للعراق ما قبل الإسلام، وكذا لوحات تمثل فترة العصر الإسلامي مجسدة في صور لمرقد الإمام علي، ومرقد الإمام الحسين، كما عرضت لوحات للعراق الحديثة من خلال صور تمثل مناظر عامة لبغداد، و منظر حول الحدائق المعلقة و غيرها من لوحات الفن التشكيلي العراقي المستلهمة من التراث العراقي و المرسومة بتقنيات حديثة و بطريقة عصرية استدعت توقف الوفد عند كل لوحة للاستماع إلى الشروحات التي كانت تقدم حولها. و في الكلمة التي ألقاها السفير العراقي عند بداية حفل الافتتاح، أكد مدى تلاحم الثقافتين الجزائرية و العراقية مشيرا إلى ان العراق و على خلاف باقي دول العالم، البلد الوحيد الذي يملك أكثر من حضارة، و لهذا يضيف- السفير-، فإنه من غير الممكن اختزال حضارة العراق في أسبوع واحد فقط ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية التي أكد على انها فرصة ثمينة لإبراز بعض جوانب هذه الحضارات، ومن جهته ركز الدكتور حامد الرواوي رئيس الوفد العراقي في كلمته على أهمية هذا الحدث الثقافي من خلال نقل و التعريف بالثقافة العراقية و كذا تثمين الحوارات بين البلدين، و في كلمة مدير الثقافة بتلمسان نيابة عن وزيرة الثقافة خليدة تومي، وبعد ترحيبه بالوفد العراقي، أكد ميلود بدوره أهمية التظاهرة التي تسمح بتعزيز الترابط الثقافي بين حضارات مختلف الدول العربية و الإسلامية التي ستشارك وعبر سنة كاملة في هذا الحدث بمختلف الفعاليات و النشاطات الثقافية، حيث جاء العراق الذي يمثل أعرق الحضارات و كأول بلد يشارك بأسبوعه الثقافي بمختارات ثقافية متنوعة شملت عرضا للأزياء مثل الثقافة العراقية بأبهى صورها، كما نقل و عن قرب مختلف الحضارات التي تعاقبت على العراق، رافق هذا عزف لآلة العود، و هو ما شد انتباه الجمهور الذي انبهر لتلك الأزياء الفريدة التي عرضت بأسلوب عراقي متخصص عملت على تميزه دار الأزياء العراقية التي تهدف إلى إظهار الزي العراقي و إيصال التاريخ بكل حقبة عبر تلك الأزياء، عقب ذلك عرض شريط بعنوان الأبواب العالية للمخرج ياسين البكري، حيث قدم ضمنه مساجد العراق لفترات مختلفة، و تطور هذه المساجد عبر العصور، ليستمتع جمهور قاعة عرض" عبد الكريم دالي" بعدها بالمختارات الغنائية لفرقة الفنون الشعبية في البصرة التي أحيت جلسة بصرية متنوعة مكنت الجمهور الغفير الذي توافد على قاعة العرض بقصر الثقافة من التعرف على وصلات غنائية عراقية رائعة مستوحاة من تراث البلد، كان لأدائها وقعا كبيرا على الحضور الذي تفاعل كثيرا مع أغنية "نجمة قطبية " للفنان القدير رابح درياسة التي تألق في تأديتها أحد أعضاء الفرقة التي يديرها الأستاذ جاسم الهاشم. هذا وتجدر الإشارة إلى أن العطاء الثقافي العراقي الذي يواصل تألقه إلى غاية يوم غد الثلاثاء، حاملا معه حقيبة ثقافية ثرية و متنوعة، حيث سيتمتع حضور قصر الثقافة اليوم بأمسية شعرية و أدبية ، إلى جانب تقديم عرض مسرحي بعنوان " ملائكة النجاة" للمخرج صادق العذاب، و يسبق هذا اللقاء محاضرة تحت عنوان" النجف عاصمة الثقافة الاسلامية 2012، بجامعة القطب الجديد، و للتذكير فقد تمكن الجمهور مساء أمس من متابعة فيلم ابن بابل لمحمد الدراجي الذي عرض بقصر الثقافة، التي احتضنت كذلك عرض موسيقي للفرقة الصوفية الإنشادية و لفرقة الجغلي البغدادي. مبعوثة الجزائرالجديدة إلى تلمسان :مليكة بن خليل