افتتح السفير العراقي المعتمد بالجزائر عدي الخير الله مساء أول أمس، بقصر الثقافة في تلمسان، فعاليات الأسبوع الثقافي العراقي ضمن تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''، وذلك بحضور عدد من الشخصيات الثقافية البارزة، وفي ظل غياب لافت لوالي تلمسان الذي قاطع فيما يبدو جميع الفعاليات المرتبطة بتظاهرة ''عاصمة الثقافة الإسلامية''، ولم يحضر سوى في حفل الافتتاح الدولي الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية، وذلك ''مجبرا''. حسب التعليقات التي أطلقها بعض الحاضرين حينها. وهنا لايزال ''الصراع'' الدائر بين وزيرة الثقافة خليدة تومي والوالي عبد الوهاب نوري، موضوع حديث العديد من المتابعين في ''عاصمة الزيانيين''، خصوصا في ظل خروج هذا الصراع إلى العلن. وانطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي العراقي في جو بهيج نقل أصالة وعراقة حضارة ''بلاد الرافدين'' من خلال برنامج ثري يقدمه أربعون مشاركا، حيث كانت البداية بمعرض للوحات التشكيلية لعدد من الفنانين العراقيين من أجيال مختلفة تنافسوا على إظهار الموروث الثقافي العراقي الأصيل بمختلف مراحله الممتدة من عصور ما قبل الميلاد، وصولا إلى عراق القرن الواحد والعشرين. وطاف السفير العراقي ومدير الثقافة لتلمسان حكيم ميلود، ومدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي والفنان عبد الحليم كركلا، بين أرجاء المعرض الذي ازدانت زواياه بلوحات من التراث العراقي استنطقت بألوانها وزخرفتها، أصالة هذا البلد، وذلك برفقة الفنان التشكيلي العراقي رعد بريسم الذي قدم بعض الشروحات. وشارك في إنجاز تلك اللوحات نخبة من رموز التشكيل العراقي على غرار الفنانة مها القيسي والراحل جواد سليم وسامي الربيعي، فكان جمهور قصر الثقافة ل''عاصمة الزيانيين'' على موعد مع سحر وأسطورة الحدائق المعلقة لبابل، وتحفة ''القيثارة السومرية'' و''مرقد الإمامين علي والحسين''، ومناظر عامة ل''بلاد الرافدين'' مستلهمة من التراث العراقي. كما عرض الوفد العراقي مجموعة هامة من الكتب التي تنوعت مضامينها بين الاقتصاد والتاريخ والأدب والشعر وعلم الاجتماع وقصص للأطفال لكتاب وشعراء شباب ومخضرمين. من ناحية أخرى، قدم الوفد العراقي ضمن فقرات اليوم الأول لأسبوعه الثقافي، عرضا مميزا من إمضاء ''فرقة الخشابة البصرية'' أدت من خلاله وصلات غنائية عكست عراقة الفن العراقي، وجادت بأحسن ما تغنى به كبار الفنانين العراقيين والجزائريين، فأبدعوا في أداء أغنية ''نجمة قطبية'' للفنان رابح درياسة الذي امتزجت رائعته باللحن والأداء العراقي. كما كان للزي العراقي حيز هام من فقرات البرنامج من خلال عرض للأزياء العراقية التي صورت أناقة المرأة العراقية وتألقها بألوان ساحرة زادت من جمالها العربي الأصيل، وذلك في عرض مميز مصحوب بعزف على آلة العود للفنان العراقي علي حسن، ليتم بعدها عرض شريط وثائقي بعنوان ''الأبواب العالية'' صور المساجد في العراق بمختلف فترات تشييدها وتصاميمها. وفي كلمته بالمناسبة، أبرز رئيس الوفد العراقي الدكتور حامد الراوي، مدى ترابط وتلاحم الثقافتين الجزائرية والعراقية، معتبرا أن هذا الأسبوع سيكون فرصة مواتية لإظهار بعض خصوصيات الموروث العراقي الذي ''لا يمكن اختزاله في أسبوع واحد لثرائه وتنوعه وامتداده إلى عدة قرون''، على حد تعبيره.