يكثر الحديث وكالمعتاد، خلال شهر رمضان المعظم حول مسلسل ارتفاع الأسعار وانخفاضها، حيث يجد المواطن نفسه يعاود نفس سيناريو الارتفاع الرهيب، الذي تشهده معظم المواد الاستهلاكية التي يحتاجها، الأمر الذي يجعله يتخبط بين ضعف القدرة الشرائية والتهاب الأسعار. استقبل المواطن الجزائري رمضان هذه السنة بموجة غلاء اجتاحت معظم أسعار أنواع السلع، خصوصا الغذائية منها، إلى درجة جعلت تفكيره ينصب خلال شهر الرحمة خاصة حول كيفية ملئ القفة بطريقة تتماشى ومقدراته المالية، وكيفية التعايش مع متطلبات رمضان المتنامية التي أثقلت كاهل المستهلكين خاصة محدودي الدخل، وهو الواقع الذي لمسناه خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا لرصد الأجواء التي تخيم على بعض الأسواق، لنقل انطباعات المستهلك وكذا التاجر خلال هذا الشهر الفضيل، حيث خصصنا وجهتنا إلى القليعة، التي مكننا سوقها القديم الواقع وسط المدينة من رصد أهم مسالة شغلت بال المستهلك والتاجر المتعلقة بارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، خاصة منها ما تعلق باللحوم الحمراء والبيضاء التي شهدت ارتفاعا مذهلا بشكل اعجز المواطنين على اقتنائه، وهو الأمر الذي أكده لنا احد تجار اللحوم الحمراء، الذي وقف حائرا أمام مشكلة ارتفاع أسعارها بالرغم من وفرة المنتوج، حسبما أكده لنا، كما صرح أن الطلب شهد تراجعا ملحوظا بسبب ارتفاع أسعارها الذي لم ينزل عتبة ال 700 دينار للكيلوغرام الواحد، عكس رمضان العام الماضي حيث كانت الأسعار في متناول الجميع، مما جعل الطلب يتزايد عليها، وهي الملاحظة نفسها التي سجلت فيما يخص اللحوم البيضاء التي وصلت أسعارها إلى حدود ال 340 دينار وهو ما اعتبره تجار ومستهلكون في تصريحاتهم "للجزائر الجديدة " أمرًا مقلقا، كما انه يتعدى قدرة المستهلك،ولا دخل للتاجر في ارتفاع هذه الأسعار، بأنه يعمل من اجل توفير الخبز والحليب، وأنه يقف حائرا حيال زبائنه، الذين تضطرهم الحاجة في هذا الشهر الكريم إلى اقتناء وفي الكثير من الأحيان رطل فقط من اللحم ، وأضاف أن عمليات البيع تسير وفق المعايير المعمول بها، هذا بوجود لجنة مراقبة تمر أكثر من مرة خلال كل شهر، وهو الأمر الذي أكده نائب رئيس البلدية "محي الدين مشكور" الذي قال أن البلدية خصصت لجنة مكونة من طبيبة مختصة وأعوان آخرون لمراقبة بيع اللحوم على مستوى السوقين الموجودين بالبلدية، والتي تكثف من نشاطها خاصة في شهر رمضان.وفي اتصالنا برئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء والبيضاء بلال جمعة، لمعرفة أهم الأسباب التي تقف وراء ارتفاع الأسعار، قال المتحدث أن للمستهلك جانبا من مسؤولية ارتفاع الأسعار، وذلك بالنظر إلى الإقبال الكبير الذي تعرفه الأسواق خلال الأيام الأولى للشهر الكريم، بطريقة تجعلهم يقتنون كل أنواع اللحوم وحتى المجمدة منها، وهو الشيء الذي يزيد من ارتفاع أسعارها على حد قول رئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء والبيضاء.ومن جانبها ارتفعت أسعار الخضروات هي الأخرى، حيث باتت البطاطا تُباع ب50دينارًا، في حين لم تنزل أسعار الطماطم تحت سقف ال80دينار، وهو الارتفاع نفسه الذي مس الجزر الذي أصبح يباع ب 70دينار والسلاطة الذي وصلت أسعاره حتى 90 دينار. الجولة التي قادت "الجزائرالجديدة" لبعض أسواق القليعة التي تشهد انتشارا واسعا للخضر والفواكه، خاصة بدخول شهر رمضان المبارك حيث تتضاعف أهمية السوق، الذي يصبح يستقبل يوميا أعدادا كبيرة من المستهلكين الذين يجدون أنفسهم في رحلة بحث عن الزاوية التي لا تكلفهم الأموال الكثيرة، وفي هذه الزوايا من السوق التقينا ببعض المستهلكين الذين عبروا عن تذمرهم من ارتفاع الأسعار الذي طال معظم المواد الغذائية، حيث عبرت لنا في هذا الصدد "محجوبة" عن عجزها كمواطنة بسيطة عن شرائها لكافة احتياجاتها، وقالت "أن ارتفاع الأسعار جعلنا نستغني عن الكثير من الاحتياجات، بشكل جعلنا نقدم مادة على أخرى بالرغم من أننا بحاجة لهذه المواد الأساسية كالبطاطا، والطماطم، أما الالتهاب الذي تشهده أسعار اللحوم جعلنا لا نلتفت حتى نحوها" .أما "جيلالي" فيقول انه مضطر لشراء المواد الغذائية رغم ارتفاع أسعارها خاصة الخضار لأنها تعتبر من الحاجات الضرورية في مطبخ العائلة في رمضان ولا يمكن الاستغناء عنها بل يزداد الطلب عليها في هذا الشهر الفضيل، أين يجد المستهلك نفسه خاضعا لهذه الأسعار رغم ارتفاعها لأنه لا يمكن الاستغناء عنها. وما لاحظناه خلال جولتنا لأسواق القليعة، هو التوافد الكبير نحو طاولات بيع الفواكه، ولما تقربنا من احد باعة الفاكهة سجلنا تباينا في أسعار بيعها، حيث وصلت أسعار العنب والموز100دينار، فيما سجلت فاكهة التفاح والخوخ ارتفاعا وصل ال 200دينار، وفي هذا الشأن صرح لنا أحد باعة الفواكه أن طاولات بيع الفاكهة تشهد إقبالا واسعا من طرف المستهلكين خلال شهر رمضان الكريم، وهو الأمر الذي جعله يخصص فترة عطلته لبيع الفاكهة، حيث وخلال اليوم الواحد تمكن هذا الأخير على حد قوله من بيع قنطارا كاملا من العنب، وقنطارا آخر من الموز، وعن رأيه في مستوى الأسعار التي تعرفها الخضر والفواكه، قال ذات المتحدث أن هذه الأسعار تعرف ارتفاعا خلال الأيام الأولى من رمضان فقط أين يكثر الطلب عليها.