بعث الله سبحانه وتعالى نبيه صالحاً -عليه السلام- إلى قوم يعبدون الأصنام، وهم قوم ثمود ولكنهم كذبوه ولم يصدقوا ما جاء به، وطلبوا منه آية ومعجزة تدل على صدقه، قال سبحانه وتعالى عنهم "قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ، مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ" . وقد ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسيره "أن قومه اجتمعوا يوماً فجاءهم رسول الله صالح عليه السلام فدعاهم إلى عبادة الله وحده، فطلبوا منه أن يخرج لهم ناقة من صخرة كانت عندهم، وأن تكون لها صفات معينة، فتكون ناقة عشراء طويلة، وذكروا لها صفات أخرى وتعنتوا في ذلك فقال: أرأيتم إن جئتكم بما طلبتم أتؤمنون بما جئت به وتصدقونني؟ قالوا: نعم، فأخذ عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا، ثم قام إلى مصلاه، فجعل يصلي ويدعو الله تبارك وتعالى أن يجيبهم فأمر الله عز وجل الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة على الوجه الذي طلبوا، فلما رأوها رأوا أمراً عظيماً ومنظراً هائلاً ودليلاً قاطعاً فآمن كثير منهم، واستمر أكثرهم على الكفر" (2). قال تعالى: "قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ" ، وقال تعالى "قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ"