أكد الكاتب عمار بلخوجة بالجزائر العاصمة أن خصوم الأمير عبد القادر كانوا يعترفون قبل الأصدقاء بعظمة خصاله ومآثره التي جعلت منه شخصية تاريخية فريدة من نوعها. واستعرض عمار بلخوجة في محاضرة تحت عنوان :" الأمير عبد القادرفي نظر خصومه" ألقاها بمركز النشاطات العلمية بشارع ديدوش في إطار سلسلة أيام السبت الأدبية لمؤسسة فنون وثقافة البعض القليل من صفات ونضالات الأمير عبد القادر ذي الأوجه المتعددة و التي لا قلما تتوفر في إنسان عادي وتطرق المحاضر بالمناسبة الى شهادات عدد من خصوم الأمير عبد القادر من الفرنسيين من بينهم الجنرال بيجو الذي ورغم كرهه الشديد للأمير الا أنه وصفه ب"الداهية و الذكي والنشط والسريع" ليذهب أبعد من ذلك —كما جاء في أحد كتاباته ويقول عنه بأنه "من منزلة الانبياء"وفي نفس الاتجاه وصف الصحفي "لوي فييو" الذي عرف بعدائه للاسلام وللعربآنذاك الأميرعبد القادر "بالمنافس اللذوذ وبالفارس الماهر وبالمتحدث الجذاب وبالسياسي المحنك".أما المدبر الرئيسي للفكر الاستعماري الفرنسي —كما يعرف عنه—الكسيس دي توكفيل فقد كتب في إحدى مؤلفاته عن الأمير عبد القادر بأن هذا الأخير كان يخيف كثيرا الساسة الفرنسيين إلى درجة أن هؤلاء لم يكن يهدأ لهم بال ما دام عبد القادرعلى قيد الحياة.وذكر السيد بلخوجة بان توكفيل كان يقول بأن الامير عبد القادر كان على وشك إقامة دسلطة عربية قوية بفضل ما كان يتمتع به من دهاء وحنكة سياسيين ورؤية استشرافية لما يجب أن يكون عليه نظام الحكم.واسترسل المحاضر في تلاوته لشهادات الفرنسيين بخصوص شخصية الأميرعبد القادر ليقف عند النقيب سان دي بوليت من الجيش الفرنسي الذي وفي إحدى تقاريره عن سير العمليات الحربية مع الجيش الجزائري تحت لواء الأمير أكد بأن"عبد القادر" "رجل عظيم يعايش وضعية غير معروفة في العالم المتقدم" وأضاف السيد بلخوجة بأن هذا النقيب أبرز في تقريره تفاصيل عديدة عن حياة وخصال ونقاب الأمير عبد القادر من ذلك مثلا بأنه كان ديبلوماسيا و شاعرا و فيلسوفا و متصوفا و إنسانيا وقائدا عسكريا ومفكرا ومن جهة أخرى استعرض السيد بلخوجة شهادة المترجم الخاص للأمير عبد القادر "الكسندر بلامار" الذي نقل عن الامير عندما سجن بفرنسا بأن هذا الأخير إضافة إلى خبرته في الحرب والسلاح كان متحدثا ومحاورا كبيرا لمختلف الفئات حيث كان يعرف كيف يتحدث مع الجنرالات كما العلماء والمثقفين وقال المحاضر "بان بلامار" كان "منبهرا" بالأمير عبد القادر في كل مناسبة يلتقي فيها به مؤكدا بأنه "الأمير" "كان يتحكم في جميع المواضيع خاصة فيما يتعلق بحواراته مع نظرائه من الديانات الأخرى بخصوص قيم التسامح التي يتمتع بها الدين الإسلامي.ولأن تاريخ الأمير عبد القادر مليئ بالمواقف الإنسانية و بالبطولاتالنادرة دعا المحاضر في الختام الى ضرورة الاهتمام بحياة وبفكر هذه الشخصية الفذة التي أسست لمقومات الدولة الجزائرية الحديثة وذلك من خلال تسليط الضوءعلى إنجازاته الإستراتيجية والعسكرية والمدنية والإنسانيةوشدد على أهمية إنصاف الأمير عبد القادر خاصة حيال ما تعرض إليهمن تغليط وتشكيك بهدف طمس القيم الوطنية الجزائرية السيد عمار بلخوجة صحفي سابق بجريدة المجاهد و وكاتبومن بين من أنشأوا مؤسسة الأمير عبد القادر.