لكن يتبين للقارئ من خلال صفحات هذا الكتاب أن للأمير صفات أخرى وخصالا متعددة تتجلى في كونه رجل علم ودين، فقد منحه أبوه تكوينا دينيا في الزاوية البلقايدية في معسكر بشكل عزز من قدراته الثقافية ، كما ان للأمير ثقافة اخرى معنوية تتمثل في الخصال المعنوية التي يقول الكاتب بشأنها أنها أثرت في الأجنبي وفي ابن الوطن. ويوضح ذلك من خلال إشارته إلى 17 سنة من المقاومة التي كان يعطي عبرها المثل في كل شيء.. في أخلاقه، في كفاحه.. حيث كان دائما في الطليعة. من جهة أخرى تحدث عمار بلخوجة في كتابه عن الاهتمام الكبير الذي كان يوليه الأمير بالكتاب. وقد ذهب الكاتب إلى تسميته ب "محامي الكتاب" وبين من خلال كتابه أنه في حالة الحرب كان يتوعد جنوده بالعقاب إن أقدم أحدهم على إحراق كتاب، كما أنه كان يحفز جنوده على القراءة ويكافئ من يحضر له كتبا أو مخطوطات خلال المعارك التي يخوضونها. كما أشار الكاتب من خلال كتابه إلى أن كل المؤرخين الذين درسوا شخصية الأمير عبد القادر أكدوا أنه من الأوائل الذين دافعوا على النهضة العربية الاسلامية.. فعبد الحميد بن باديس لم يكن إلا مواصلا للمسيرة التي بدأها الأمير. وهذا في سياق الفصل الذي عنونه ب"الأمير عبد القادر:راعي الكتاب ورائد النهضة". هذا إلى جانب العديد من الفصول الأخرى منها ما هو تاريخي يسرد وقائع وأحداث تاريخية، ومنها ما هو تحليلي مثل " السينما الجزائرية والأمير عبد القادر" والفصل الخاص ب" الأمير عبد القادر كما يراه أعداؤه والمعجبون به".