''الأمير عبد القادر ...لا سلطان ولا إمام'' عنوان جديد صدر مؤخرا عن منشورات ''ألفا'' لصاحبه عمار بلخوجة، ترجمه إلى اللغة الفرنسية الأستاذ حبيب شنيني. الكتاب عبارة عن 22 مداخلة تعد ثمرة عشر سنوات من الانخراط الثقافي للكاتب. يتناول هذا العمل مسيرة تروي أعمال بطل من أبطال المقاومة الشعبية في منطقة الغرب الجزائري ويتعلق الأمر بشخصية الأمير عبد القادر الذي انحنت إليه رقاب جبابرة فرنسا الاستعمارية. هذا البطل الفذ الذي استطاع أن يؤسس ركائز الدولة الجزائرية الحديثة رغم قلة المال والعتاد، وقد أكد الأديب الجزائري وسيني لعرج عند تقديمه لهذا العمل الأدبي الشيق أن عمار بلخوجة اعتمد طرقة مثالية في تناوله لهذه الشخصية التاريخية التي أسالت حولها الكثير من الحبر من قبل أقلام معروفة في الساحة الأدبية العالمية، لأن التاريخ الاستثنائي لهذه القامة العظيمة حسب وسيني دفعت بجيوش جرارة من المتخصصين وغيرهم للحديث عنه تحت تأثير الدهشة والإعجاب، وهذه الجاذبية والاندفاع جعلت الكثير يسقط في السهولة والتكرار عكس عمار بلخوجة الذي تطرق لشخصية الأمير بأسلوب جذاب وأنيق، فهو يدعو - يقول واسيني - لقراءة واقعنا ونقائصنا وكيف نواجه سلبياتنا وكل ما تناسته الذاكرة، كما يشكل الواقع الحي عند بلخوجة الأساس في التحليل وليس التاريخ المغلق والجامد. وواصل وسيني قوله إن هذا الكتاب ببساطته التعليمية وبعمقه أفكاره ومراميه لا يخيب قراءه مطلقا، لأنه اختار مسلكا تحليليا ارتبط بتحولات الحاضر أكثر من أي شيء آخر، هدفه الأسمى في ذلك هو الرغبة الملحة في إعطاء صورة مستحقة للأمير وهاجسه المركزي هو تحرير التاريخ من نزعاته الاستعمارية. ونظرا لأهمية محتوى الكتاب فقد احتل الصدارة قائمة الكتب التي عرضتها منشورات ''ألفا'' إلى جانب عناوين أخرى كانت في المستوى خلال المعرض الكتاب الدولي الذي انتظم مؤخرا بقصر المعارض الصنوبر البحري الذي جرت فعاليته من 27 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2008 وذلك ما صرح به مدير الدار لزهر لبتر ل ''الحوار''.