أمتعت فرقة المقام الإثنى عشر للويغور لدى نزولها آخر الأسبوع بقاعة الأطلس الجمهور المتتبعين بما قدمته من مختارات غنائية إنشادية وعزوفات غاية في الإتقان والجمال، فمن أقاصي إقليم "السنجيان" بالصين قدمت هذه الفرقة المتخصصة في المقام الأثنى عشر الذي يعتبر أحد زهرات الموسيقى الصينية التي تعبر بصدق عن ثقافة هذا الشعب العريق ويعود ظهور فن المقام إلى القرن السادس عشر، والفضل يعود في ذلك حسب ما ذكر إلى الملكة "أخان كاسا" التي ساهمت كثيرا في ظهوره، ويحتوي فن المقام على أنواع كثيرة 36 نوعا ولا يكفي يومين كاملين لتكملة فن المقام الأثنى عشر، هذا الذي يؤدى على طبوع مختلفة طبع السيكا، العراق، شوكا وجوكا، وكانت الافتتاحية بمقطع أول من مقام "الرق" وقد أنشدت خلاله المجموعة قصيدا عنوانه "الحمد لله الذي أنعم علينا بالإيمان وبالخير" ففي تأدية جماعية أشبه شيء بالسماع الصوتي فبالإضافة إلى قوة الأصوات والإنشاد وتقاربها حيث تحس أنك تسمع لصوت واحد أما الانسجام والهرمونيا بين العازفين ومعزوفاتهم فكان ملحوظا جدا مما يجعل الملتقى يعيش اللحظة الفنية، وإذا نظرت إلى آلاتهم وجدتها كلها تقليدية ناي، دف، آله ايقاع وميزان، إضافة إلى الآلات الوترية يتقدمها الرباب بصوته الجميل وآلات وترية أخرى تتميز بطول العنق، وجسمها المستدير كما في الرباب أما الملابس فكانت تقليدية تظهر في كامل أبهتها وجمالها، تماما كلباس المنشد والراقص "مقر عبد الرقيب" الذي كان يرتدي حلة أنيقة رداء لونه أزرق داكن مطرز باللون الذهبي وعلى رأسه قبعة جميلة، وملامح وجهه التي توحي بالصحة والنعيم، أما الراقص الثاني فلباسه كان أسودا مزركشا مذهب والقبعة تزيد من هيبته وإيماءاته وحركاته تظهر تفاعله وتناغمه مع المعزوف من الموسيقى، وقد قام بعض العازفين باستعراض على آلتي الرباب والناي، كما كان للابتهالات نصيب، فمن مدينة "ألو موشي" ومدينة "ايلي" ومن كل إقليم "سنجيان" قدمت ابتهالات على اعتبار أن كل مدينة لها ابتهالات خاصة بها، ونفس الملاحظة في هذه الابتهالات هو صوفيتها وقوة الصوت والحضور والإتقان في الأداء، كما قدمت رقصة تخص رمضان وفرح الوالد بصوم إبنته الصغيرة التي كبرت. وتم التطرق خلال السهرة إلى اقتران رمضان وفصل الصيف وموسم الحصاد، وتم الاختتام بطريقة الاحتفال الجماعي بعيد الفطر المبارك السعيد، بدعوة للراقصين الثلاث لعدد من المتفرجين بالقاعة لمشاركتهم في الرقص والاحتفال، ونشير أخيرا إلى أن الحفل حضره السفير الصيني "ميمين هاو" وعقيلته إضافة إلى الملحق الثقافي وعقيلته، وانتهى الحفل بأخذ صورة تذكارية لفرقة المقام الإثنى عشر.