لم يتخلف الجزائريون عن موعدهم مع الجمعة الثالثة عشرة للحراك الشعبي، حيث خرج عشرات الآلاف في مسيرات حاشدة، اليوم بعدة ولايات، للتعبير عن إصرارهم على مواصلة الحراك الشعبي إلى غاية تحقيق مطالبهم، المتمثلة في تغيير جذري ورحيل كل رموز النظام ورفض الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 جويلية. رغم الحصار الأمني الذي فرضته مصالح الدرك منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس الجمعة على مداخل العاصمة وفرضت حواجز مشددة على مستوى الطريق الرابط بين باب الزواروالجزائر وسط وأيضا على مستوى المداخل الغربية من ولاية البليدة وبوفاريك والجنوبية، ورغم توقيف القطارات والتراموي والميترو والحرارة ومتاعب الصيام أيضا، إلا أن أعداد هائلة من المتظاهرين تمكنوا من الوصول إلى الجزائر العاصمة للمشاركة في مظاهرات الجمعة الثالثة عشر في حراك الجزائر للمطالبة برحيل وجوه النظام ورموزه ورفض خريطة الطريق التي يريد بن صالح تمريرها بمبرر احترام الدستور. وتزايد عدد المتظاهرين بالعاصمة، اليوم، مقارنة بالجمعة الماضية، حيث توافد المئات منذ الصبيحة إلى ساحة البريد المركزي، التي أغلقت مدرجاتها من طرف قوات الأمن، على غرار يوم الثلاثاء الماضي خلال مسيرات الطلبة، حيث تم منع المتظاهرين من الوصول إلى السلالم. وعند الساعة العاشرة صباحا و50 دقيقة كان عدد المتظاهرين في تزايد، ومصرين على الوصول إلى مدرجات البريد المركزي، لكن قوات الأمن حالت دون ذلك باستعمال الغاز المسيل للدموع عن طريق البخاخات، أمام استهجان المتظاهرين الذين كانوا يرددون “بوفوار أساسان”. وبررت ولاية الجزائر، غلق سلالم البريد المركزي بوجود “خطر انهيارها ، بسبب تسجيل بعض التشققات على السلالم” حسبما نشرته في صفحتها ب “فايسبوك”. أما من جهة ساحة أودان، أغلقت قوات الأمن كعادتها نفق الجامعة المركزية وقامت بوضع حاجز أمني مشكل من قوات مكافحة الشغب في المدخل المحاذي لنهج باستور والآخر المقابل لشارع محمد الخامس. وتزايد عدد المتظاهرين بشكل لافت بعد صلاة الجمعة، حيث تدفق الآلاف إلى وسط العاصمة، من ساحة أول ماي مرورا بشارع حسبة بن بوعلي ومن ساحة الشهداء مرورا بشارع زيغود يوسف. وعبر المتظاهرون عن رفضهم لإجراء الانتخابات الرئاسية في 4 جويلية، حيث رفعوا عدة شعارات في هذا الصدد، على غرار ” مكانش انتخابات يا العصابات” “لا انتخابات حتى يرحل كل رموز النظام” “لا انتخابات مع بن صالح وبدوي” “نريد مرحلة انتقالية” وغيرها. وكتب على إحدى اللافتات “موقفنا ثابت لا لانتخابات يشرف عليها محترفو التزوير ومطلبنا واضح رحيل كل رموز النظام الفاسد”. كما طالب المتظاهرون برحيل كل رموز السلطة عل غرار بن صالح وبدوي وبوشارب، “ارحلوا الكلمة للشعب ونطالب بتطبيق المادة 07 و 08 من الدستور نريد رئيس شاب يتحاسبو قاع ويتنحاو قاع ” “نريد رحيل الباءات المتبقية” وغيرها من الشعارات. ومثل الأسبوع الماضي ردد المتظاهرون شعار “دولة مدنية ماشي عسكرية” كما طالبت العديد من الشعارات تنظيم مرحلة انتقالية من أجل الذهاب لجمهورية ثانية. واضطرت قوات الأمن للانسحاب من سلالم البريد المركزي عند الساعة الثالثة والربع، أمام التزايد الكبير لعدد المتظاهرين. في البليدة، خرج متظاهرون بعد صلاة الجمعة في مسيرة حاشدة مطالبين بتغيير النظام في الجمعة الثالثة عشر والثانية خلال شهر رمضان الكريم، وكما جرت العادة تجمع المتظاهرون بساحة الحرية بباب السبت وساحة التوت ، وتم تجهيز عدة شعارات ليلة الجمعة، واتجهت المسيرة نحو مقر الولاية ثم حي بن بوالعيد. وعلى عكس الجمعة الماضية كان الطقس معتدلا مما ساعد البليديين في الخروج بأعداد كبيرة في هذه المسيرة، وحمل المتظاهرون عدة شعارات أهمها رفض إجراء الانتخابات الرئاسية في الرابع جويلية القادم ، وطالبوا بضرورة المرور بمرحلة انتقالية بعد سقوط بن صالح وبدوي. وحمل بعض المتظاهرين صور احمد طالب الإبراهيمي الذي يرون فيه الشخصية المناسبة لرئاسة مرحلة انتقالية وتحضير الانتخابات الرئاسية ، كما شدد المتظاهرون في شعاراتهم على الوحدة بين كل أبناء الجزائر وعدم السماح لبعض الأبواق التي تحاول ضرب الحراك من خلال زعزعة الوحدة الوطنية. وخرج المئات من المواطنين بمدينة تيزي وزو ، تمسكهم بالنضال ومواصلة دعم الحراك الشعبي، رافعين شعارات تنادي بالغاء الرئاسيات المزمع تنظيمها في الرابع من شهر جويلية المقبل ، والمطالبة بإسقاط الباءات المتبقية من وجوه النظام السابق . وقد انطلقت المسيرة ، من أمام جامعة مولود معمري ، شارك فيها جميع أطياف المجتمع، وكانت اغلب الشعارات ، تشبه شعارات مسيرات الجمعة الماضية . ولم تمنع ارتفاع درجة الحرارة بالولاية للجمعة الثانية من شهر الصيام ، من التظاهر ، صارخين “بن صالح ، وبدوي ديقاج” ، لا لانتخابات العصابات ، جزائر حرة ديمقراطية” .