تشكل البوقالة جزءا مهما من التراث الشفوي الشعبي في الجزائر، المستمد أساسا من الموشحات الأندلسية التي كانت فيما مضى أهم مكنونات وروافد الرصيد التاريخي والثقافي للمجتمع، وهي تقليد يعود جذوره إلى مدينة شرشال الساحلية، وبالضبط إلى العهد الفينيقي، وفي هذا الصدد تقول الروايات والبحوث المقامة لكشف النقاب عن البعد التاريخي للبوقالة، أن النساء ابتدعنها لقتل الفراغ الذي يخلفه سفر أزواجهن لعرض البحر قصد التجارة أو الدفاع عن الوطن وحماية السفن ضد القراصنة الذين يجدون ملاذهم في حوض المتوسط، حيث يربطن الفال وينوين البوقالة لتدخل هذه الأخيرة بذلك في نطاق الألعاب النسوية، وأي لعبة تحمل من الأبعاد الثقافية والتاريخية التي تروي جانبا مهما من الحياة الجزائرية الاجتماعية القديمة أكثر مما تحمل من الترفيه والمتعة.