خرج حوالي 200 ألف شخص من أقلية “الروهينغيا” المسلمة إلى الشوارع، في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش لإحياء ذكرى مرور سنتين على تهجيرهم من وطنهم ميانمار، بعد أيام قليلة على إخفاق محاولة لإعادة الآلاف منهم إلى ديارهم. ولإحياء ذكرى ما يسمونه “يوم الإبادة”، تجمع أطفال ونساء ورجال من “الروهينغيا” في مخيم “كوتوبالونغ” الذي يعد أكبر مخيم للاجئين في العالم، مرددين شعارات تطالب بحقهم في الجنسية الميانمارية، وفي العودة إلى ديارهم. كما قام تلاميذ من هذه الأقلية المسلمة بمسيرات في مدارس أقامتها لهم وكالات الإغاثة الأممية، حاملين شعارات ولافتات تتضمن عبارات عدة من بينها “نعم روهينغيا.. وليس بنغالا”، في إشارة منهم إلى الصفة التي تطلقها عليهم سلطات ميانمار، و”تحدثوا إلينا حول المواطنة.. وانتمائنا إلى إثنية الروهينغيا”. في غضون ذلك، عززت سلطات بنغلاديش الأمن في مخيم “كوتوبالونغ”، حيث قامت الشرطة المحلية بنشر المئات من أفرادها بالمنطقة إلى جانب قوات من الجيش وحرس الحدود لمنع أي أعمال عنف. يشار إلى أن بنغلاديش وميانمار وقعتا في عام 2017 اتفاقا لإعادة لاجئي “الروهينغيا” المسلمين إلى ديارهم، لكن هذا الاتفاق لم ينفذ بعد فشل محاولة أولى جرت في نوفمبر الماضي وأخرى تمت خلال الأسبوع الماضي بسبب رفض اللاجئين الرحيل نظرا لعدم توفر الأمن في و لاية راخين. جدير بالذكر أن نحو 740 ألفا من أقلية /الروهينغيا/ فروا من ديارهم في ولاية /راخين/ غربي ميانمار في أغسطس 2017، عقب تعرضهم لحملة إبادة قام بها الجيش، وباتوا يعيشون في أكثر من ثلاثين مخيما في منطقة /كوكس بازار/ على الحدود الجنوبية الشرقية لبنغلاديش. ولا تعترف حكومة ميانمار ب /الروهينغيا/ كأقلية رسميا، وتعتبرهم من البنغال على الرغم من أن بعض العائلات تعيش في هذا البلد منذ أجيال.