فاز الوثائقي “ليلة النار” للمخرج الجزائري خالد شنة بالجائزة الكبرى لأفضل فيلم بالمهرجان الدولي الإفريقي العربي بزاكورة بالمغرب في دورته الثامنة، حيث شارك هذا العمل إلى جانب أعمال وثائقية مختلفة من بلدان عديدة على غرار السودان، العراق، ليبيا، سلطنة عمان، إيران، مصر، السودان والمغرب. ويقول خالد شنة عن عمله، بأنه يتناول جزءً من تاريخ بسكرة أيام المقاومات الشعبية إلى غاية اندلاع ثورة التحرير من هذه المنطقة، وجاء الفيلم في شكل مقابلات مع المجاهدين الذين شاركوا في هجمات الفاتح حيث فتحت لهم نوافذ الذكريات والجراح وهم يعودون إلى تلك الأحداث بتفاصيلها، بالإضافة إلى دعم العمل بآراء أساتذة أكاديميين وباحثين في التاريخ، وكذا تواجد الصور والوثائق، كما يشهد الفيلم مشاهد تمثيلية درامية من أجل إكمال صورة الهدف. وكتب شنة بصفحته في “فيسبوك” قرار اللجنة الذي جاء فيه “أجمعت لجنة التحكيم أجمعت على منح الفيلم الجزائري ‘ليلة النار' للمخرج خالد شنة الجائزة الكبرى، وهي جائزة العمل المتكامل، وهو فيلم يحكي عن المقاومة الجزائرية أيام الاستعمار الفرنسي في مدينة بسكرة التي انطلقت منها شرارة الثورة، وفي مختلف المدن والمناطق الجزائرية أيضا من أجل إخراج المستعمر ونيل الاستقلالونجح المخرج في تقديم مادة فيلمية علمية وفنية، وذلك برؤية إخراجية وثائقية قدّم فيها العديد من الشهادات الحيّة، مُستعينا بالعشرات من المستندات والمصادر التي توثق لتلك الأحداث التاريخية والسياسية، ووقائع قمع الثورة التي حصدت الملايين من الشهداء”. وقال شنة في منشور آخر “الفيلم الوثائقي ‘ليلة النار' يتوج بالجائزة الكبرى لأفضل فيلم بالمهرجان الدولي الإفريقي العربي بزاكورة بالمملكة المغربية.. ألف مبرووك لبلدي الجزائر. ألف مبروك لكل الذين شاركوني في إنتاجه من فنيين وتقنيين.. كل الحب لكم”. وحسب تصريحات المخرج، فإن الفيلم قد تم بوسائل بسيطة وجهود مجموعة صغيرة حتى لا ننسى تاريخنا وحتى يتم توثيقه ليكون مرجعا ولا يختفي مع مرور السنوات، بالإضافة إلى الاحتفاظ به من أجل الأجيال القادمة حتى لا تحس بالغربة ولا تشعر بالقطيعة مع الماضي، وبالأخص الحفاظ على تاريخ المناطق الصحراوية التي كان لها هي الأخرى دور في ثورة التحرير.يُذكر أن هذه الدورة من المهرجان التي جاءت تحت شعار “السينما الوثائقية في خدمة القضايا الإنسانية”، قد عرفت العديد من الأنشطة المتنوعة، من بينها ندوة فكرية حول”السينما الوثائقية ودرها في دحض الاستعمار، وورشات في المؤسسات التعليمية، وغيرها، كما حظيت دولة فلسطين وهي الضيف بتكريم خاص، وذلك من خلال حضور وفد سينمائي رفيع ضم عدد من المخرجين والمنتجين والسينمائيين، والذين أبرزوا قيمة هذه التظاهرة، والخصوصية التي تجمع المغرب وفلسطين على مختلف الأصعدة، ومنها المجال الفني والثقافي والسينمائي.زينة.ب