رغم كونها خطوة تاريخية بامتياز، إلا أن ما سقط سهوا أو عمدا في اعتقادي، من اسئلة جوهرية كان يمكن طرحها على المرتشحين، كانت أهم بكثير من تلك الأسئلة المعلبة التي تم طرحها، وكان يمكن لو طرحت أن تساعد الجزائريين على الانتخاب بأريحية أكثر. تجنب طرح أسئلة الهوية، واللغة ، والراية، والحراك بعد الرئاسيات، وكذا الموقف من الوصاية الفرنسية والموقف من الوضع في ليبيا وسوريا، والموقف من بعض التدخلات الخارجية، كالامارات وقطر مثلا، جعل المناظرة تبدو حملة لترويج للبرامج الانتخابية، وافقد المناظرة الكثير من الحماس والجدية المنتظرة، الى درجة تاه فيها المشاهد بين الاجابات المتقاربة، وعجز عن التمييز بدقة بين المتنافسين. هذا يعني : أنها تجربة أولى فقط في هذا المجال، ولا يمكن أن نحمل سلطة الانتخابات فوق ما تحتمل، ولو أن المناظرة في الحقيقة لم تكن أسوأ من مناظرة الثمانية في تونس قبل الدور الثاني، لكنها بطبيعة الحال لا يمكن أن ترقى الى مناظرات عالمية ثنئاية، لأننا لسنا ي الدور الثاني، حتى ننتظر لقاء (ميتران / شيراك)، أو (أوباما/ كلينتون)، ولعل النتيجة الانتخابية لن تحسم في الدور الأول كما هو واضح، وتكون الفرصة مواتية في الدور الثاني لتفادي بعض النقائص، واخراج مناظرة ثنائية في المستوى. كما يعني أن لا نواصل جلد الذات دائما بهذا الشكل، فما حدث هام ويثمن، كما أنه أظهر شجاعة كبيرة لدى الخمسة في تحمل المسؤولية ومواجهة الجماهير، في ظل حراك يخون العملية الانتخابية برمتها، فتحية لكل من ساهم في هذا اللقاء التاريخي، وتحية لمن سوف يتداركون النقائص في المناظرات القادمة.