خبراء ل السياسي : المناظرة افتقرت لأسئلة دقيقة وأجوبة واضحة شدت أبصار الشعب الجزائري المناظرة التاريخية التي جمعت بين مرشحي الرئاسيات، التي تعد سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المسار الانتخابي بالبلاد، وسط اهتمام بالغ من قبل شرائح المجتمع وعبر كافة وسائل الإعلام سواء الوطنية، العربية والعالمية وحتى منصات التواصل الاجتماعي. واحتضن قصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال ، بالعاصمة، المناظرة الموصوفة بالتاريخية والتي حملت عنوان الطريق إلى التغيير ، حيث تم خلالها مناقشة أربعة مواضيع تنطوي تحتها 13 أسئلة، تعلقت بالمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا مجال الصحة والتعليم والتربية والسياسية الخارجية. وتابع الجزائريون المناظرة باهتمام بالغ عبر كل وسائل الإعلام الوطنية، بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، حيث غصت هته الأخيرة بالفيديوهات المباشرة التي تم نقلها عبر الفيسبوك واليوتوب، مناظرة مرشحي الرئاسيات لتمكين أكبر عدد ممكن من الجمهور للتعرف على هوية الرئيس الذي سيقود الجزائر إلى بر الأمان، وهذا استنادا على طريقة إجابته على الأسئلة التي طرحت عليه. محللون يعلقون على المناظرة التاريخية وفي السياق، قال المحلل الاقتصادي، كمال رزيق، في تصريح ل السياسي ، بخصوص إجابات المترشحين في ما تعلق بالشق الاقتصادي أن المناظرة لم يكن لها أن تكون معيارا لتحديد وكشف المشاريع الاقتصادية للمترشحين والحلول المستقبلية، مؤكدا أن الحلول الاقتصادية تلتمس من خلال البرامج، واصفا إياها المناظرة بأنها شكل منن أشكال التسويق الشخصي فقط. وأضاف رزيق، أن الأسئلة المطروحة في الشق الاقتصادي كانت ضعيفة ولم تكن دقيقة وقوية، كما عبر عن تحفظه لمجريات إدارة المناظرة، من خلال نوعية الأسئلة وطريقة طرحها، معتبرا الوقت الممنوح من مترشح لأخر لم يكن عادلا، وبالتالي لا يمكننا الحكم على هؤلاء المترشحين من خلال المناظرة التي اعتبرها ذات المتحدث أمر ايجابي، مضيفا أنها أعطتنا فكرة على شخصية كل مترشح. وعاد ليؤكد، أكد ذات المتحدث، أن البرامج المعروضة من طرف المترشحين في الشق الاقتصادي كانت مجرد تعبير إنشائي منه برنامج اقتصادي واقعي يتماشى والرهانات التي تعيشها البلاد، وهذا بالنسبة لكل المرشحين دون استثناء، مضيفا أنهم اتفقوا على توصيف الوضعية السيئة التي تتخبط فيها الجزائر اقتصاديا، مؤكدا أن الحلول الاقتصادية المقدمة من قبل المرشحين كانت عبارة عن مقاربات إنشائية لإيجاد الحلول، حيث أكد أن برامجهم الاقتصادية لم تكن ذات طابع استشرافي بآليات واضحة، معتبرا إياها مجرد وعود ومجرد اقتراحات، غاب عنها الجانب الاستشرافي والتأسيسي، حيث أوضح أن جل المرشحين اشتركوا في عنصرين أساسيين هما التغيير والإصلاح فقط. من جانبه، قال المحلل السياسي، عبد الرحمان بن شريط، في تصريح ل السياسي ، أن المناظرة في شكلها وبرمجتها سأمر ايجابي في طريق التحول في المسار الانتخابي الجديد الذي تعرفه الجزائر، مؤكدا أن أوجه التشابه في أفكار المترشحين، كانت ذات جانب اجتماعي بحت ومحاولة طمأنة المواطن أنه على دراية بالملفات والمشاكل التي تؤرق المواطن، مضيفا أن اجاباتتهم كانت متشابهة لحد بعيد. وأضاف بن شريط، أن من بين أم نقاط التلاقي في إجابات المترشحين هو العمل على استرجاع الأموال المنهوبة، الذي يعد ملفا مهما، وجب النظر فيه، موضحا أن المرشحين التقوا في الاقتباس من شعارات الحراك، حيث قال كأنه هو من ألهمهم في مختلف مواقفهم، عن طريق الثنائي عليه، باعتباره نقطة تحول في هته المرحلة، دون نسيان الإشادة بدور المؤسسة العسكرية من خلال تدخلاتهم. كما أوضح ذات المتحدث، أن نقاط الاختلاف بين المرشحين لم تكن واضحة جدا، مؤكدا أن الاختلاف كان ما عدا في طريقة المعالجة لأهم المشكلات، مبرزا في السياق أن أيا من المرشحين لم يستطع أن يغرد خارج السرب، كون الأسئلة متشابهة، مشيرا أن توحيد الأسئلة جعل المرشحين يعقون في إلى حد بعيد في نفس الإجابات. كما أبرز بن شريط، أن هنالك ملفات أغفلها القائمون على المناظرة في مثال البيئة، الدبلوماسية والخارجية الذي لم ينل حصة الأسد في هاته المناظرة، معتبرا أن المرشحون كانوا يخاطبون الفئة التي مع الانتخابات ونسوا إقناع الفئة المتحفظة أو الرافضة للانتخابات. الصحافة العربية والعالمية تسلط الضوء على المناظرة وكعادتها، لم تفوت الصحافة العالمية والعربية تسليط الضوء على المناظرة التاريخية لمرشحي الرئاسيات، حيث خصصت مختلف العناوين حيزا زمانيا ومساحة لا بأس بها لتعلق وتنقل مجريات المناظرة. وعنون موقع أورو نيوز العالمي، بخصوص المناظرة التلفزونية لمرشحي الرئاسيات، حيث كتب مناظرة تلفزيونية لمرشحي الرئاسة لم تخرج عن الإطار الضيق المحدد لها، حيث علق ذات الموقع على الحيز الزماني المخصص لإجابات المرشحين، وقال أنه لم يفسح الإطار الضيق للمناظرة الذي يعطي لكل مرشح دقيقتين للإجابة المجال أمام تفاعلات مثمرة. بدوره، وصف الوقع العربي العربية المناظرة التاريخية التي شهدتها الجزائر ضمن آليات جديدة في المسار الانتخابي، حيث وصفها الموقع أن المناظرة التاريخية كانت صرحا لأجوبة عامة و محاولة التقرب من الحراك الشعبي. أما موقع روسيا اليوم ، فلم يفوت الفرصة وتابع بأهمية بالغة مناظرة مرشحي الرئاسيات المنظمة من قبل السلطة المستقلة للانتخابات، حيث استعرض كلتب المقال الذي استند فيه إلى معلومات أحد وسائل الاعلام المحلية الوطنية طريقة وكيفية ادارة المناظرة، حيث أشار إلى أن المناظرة التي تحمل عنوان الطريق إلى التغيير ستتم خلالها مناقشة 4 مواضيع تتشكل من 13 سؤالا يوجه إلى كل مترشح، مضيفا أن تغطي المواضيع التي سيتم التطرق إليها المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا مجال التربية والتعليم والصحة، والسياسة الخارجية. من جهته، موقع فرانس 24 تابع مجريات المناظرة وكتب: أجرى المرشحون الخمسة لمنصب الرئاسة في الجزائر الجمعة مناظرة تلفزيونية هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد. وقد طرح المرشحون برامجهم فيما يخص عدة مسائل اجتماعية واقتصادية وسياسية، كما حاولوا إظهار أنفسهم قريبين من الحراك الاحتجاجي. وتأتي هذه المناظرة قبل نحو أسبوع من موعد الاقتراع .