بسرعة فائقة استعادت الجزائر دورها الريادي في المنطقة، وذلك بعد أيام قليلة من استعادة الحياة الدستورية فيها، بنجاح انتخابات الثاني عشر من ديسمبر المنصرم، واختيار المرشح عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية. فبعد نحو أسبوعين فقط من تنصيب الرئيس الجديد للبلاد، تحولت الجزائر إلى قبلة لمسؤولين كبار في دول محورية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فبعد الزيارة التي قادت كل من رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، فايز السراج، ووزير الشؤون الخارجية التركي، مولود جاوييش أوغلو، جاء الدور هذه المرة على وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو. رئيس الدبلوماسية الإيطالية، حل مساء أمس بالجزائر في زيارة رسمية، ينتظر أن يلتقي خلالها بالمسؤولين الجزائريين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في مهمة أعقبت بيوم واحد زيارة نظيره التركي. ووفق مصادر على صلة بهذه الزيارة، فإن المسؤول الإيطالي من المتوقع أن يناقش مع نظرائه الجزائريين، التطورات التي تعيشها المنطقة المغاربية من أزمة الهجرة الغير الشرعية، وكذلك ملف الأزمة الليبية التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى قضية دولية بسبب تداعي الدول عليها للتدخل في شؤونها. قبل ذلك كانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل قد اتصلت بالرئيس تبون، وهنأته على فوزه في الانتخابات الرئاسية، كما عزته في وفاة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق الراحل أحمد قايد صالح، ودعته إلى زيارة ألمانيا والمشاركة في مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، وذلك بعد كانت قد أقصتها سابقا من المشاركة فيه. وفي السياق ذاته، ينتظر أن يزور الرئيس التركي، رجب الطيب أردوغان الجزائر، بعد الدعوة التي وجهها له الرئيس تبون، حيث وافق عليها، ولم يتبق غير تحديد موعد هذه الزيارة بالاتفاق بين الطرفين، وفق المعلومات التي صدرت عن رئاسة الجمهورية. وتكشف هذه الزيارات والاتصالات أن الجزائر تعتبر رقما صعبا في المعادلة الليبية، وجاء هذا الاقتناع بعد أن تجاوزت أزمتها الدستورية، وأصبحت مثل بقية الدول التي لها وزنها في الساحة الدولية، تطور يحسب لصالح الحراك الشعبي، الذي يرجع له الفضل في تحرير البلاد من حكم العصابة.