مسؤولو عديد الدول يحجون إلى بلادنا من أجل مشاورات حول التطورات الإقليمية والدولية استعادت الدبلوماسية الجزائرية عافيتها وأمجادها بعد ركود خيم عليها في الفترة الأخيرة، حيث أضحت بلادنا محج كبار مسؤولي عديد الدول حول العالم من أجل مشاورات حول التطورات الإقليمية والدولية. وفي خضم ظرف خاص ميزته توترات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتعقد ملف القضية الليبية على وجه الخصوص، استقبل أمس، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مولود جاويش أوغلو، وزير الشؤون الخارجية التركي، لبحث التطورات الأخيرة للوضع في ليبيا، علما أن الأخير حل أول أمس ببلادنا في إطار زيارة تدوم يومين، إستهلها مساء أمس بلقاء مع صبري بوقادوم، وزير الشؤون الخارجية. كما تحادث أول أمس، الرئيس تبون، مع فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، لتتوسع بعدها وتشمل وفدي البلدين، حيث تم تبادل وجهات النظر حول تفاقم الأوضاع في ليبيا وبحث السبل الكفيلة لتجاوز الظروف العصيبة التي يمر بها هذا البلد الشقيق. هذا وتلقى رئيس الجمهورية، مكالمة هاتفية أول أمس من أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، دامت حوالي نصف ساعة، أكد فيها الطرفان تطابق وجهات نظرهما حول الأوضاع في ليبيا وآفاق إحلال السلام فيها، ودعيا في هذا الشأن إلى التعجيل في إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية والوقف الفوري للنزاع المسلح ووضع حد للتدخلات العسكرية الأجنبية، كما وجهت ميركل، دعوة إلى تبون، من أجل حضور الندوة الدولية حول ليبيا المزمع تنظيمها في برلين. من جهته، تحادث صبري بوقادوم، وزير الشؤون الخارجية، مؤخرا مع الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، وكذا مع وزراء الشؤون الخارجية لعدة دول على غرار مصر، الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، مالي، وكذا النيجر وتشاد. هذا و تقوم أعمال الدبلوماسية الجزائرية على العقيدة التي ذكر بها رئيس الجمهورية،عبد المجيد تبون، الذي جدد التأكيد خلال مجلس الوزراء الأخير، على تصدي بلادنا و”بكل قوة” لأي محاولة للتدخل في شؤونها الوطنية، مذكرا بالمبادئ التي تبقى تشكل ركيزة التزامها إزاء قضايا السلم والأمن في المنطقة وعبر العالم، وشدد على أنه يتعين على دبلوماسيتنا أن تعطي للعالم صورة عن الجزائر الجديدة التي تثق في نفسها وفي إمكانياتها وفي مستقبلها وفخورة بماضيها وانجازاتها وعلى وعي بالصعوبات التي تواجهها لكنها مصممة على تجاوزها، وبهذا التوجه تتمسك الدولة الجزائرية بتقاليدها وبدورها على الصعيدين الاقليمي والدولي الذي يقوم على الحضور الدائم في مصف الأمم مع الالتزام لصالح السلم والأمن، كما رفضت الجزائر أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، مجددة دعمها الدائم للقضايا العادلة والاطلاع بالقرب على الوضع في المنطقة وفي العالم. الرئيس التونسي قيس سعيد ووزير الخارجية الإيطالي قريبا في الجزائر كشفت رشيدة النيفر، المكلفة بالإعلام في الرئاسة التونسية، أمس أن الرئيس قيس سعيد، تلقى دعوة رسمية لزيارة الجزائر، وقالت في تصريحات صحفية على أثير إذاعة “موزاييك.أف.أم” المحلية، “رئيس الجمهورية قيس سعيّد، سيؤدي أول زيارة للجزائر بعدما تلقى دعوة رسمية في ذلك”. هذا وأعلن لويجي دي مايو، وزير الخارجية الإيطالي، مساء أول أمس عن زيارته قريبا للجزائر من أجل مناقشة مستجدات الوضع في ليبيا والتطرق كذلك إلى بعض المسائل الإقليمية والدولية الأخرى، على أن يتوجه كذلك إلى تونس، علما أنه من المرتقب أن يحل اليوم بمصر. وعلى ضوء ما سبق ذكره، تكون الدبلوماسية الجزائرية، قد استعادت عافيتها بعد ركود عرفته في الفترة الأخيرة، وتتجه بخطى ثابتة إلى استرجاع هيبتها التي صنعتها بفضل مواقفها في قضايا وملفات عالمية مصيرية وحساسة، على غرار الوساطة التي قادتها الجزائر عام 1981 وتوجت بتحرير 52 دبلوماسيا أمريكيا احتجزوا كرهائن بالعاصمة الإيرانية طهران، والتي لا تزال إلى اليوم تتلقى بخصوصها الشكر والعرفان من واشنطن.